أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : كيف أؤثر على أصدقائي وأكون شخصية مهمة بينهم؟
السلام عليكم
أنا أشعر أن أصدقائي لا يهتمون بي، فإذا جاء وقت الاختبار، أو عمل الواجبات تراهم حولي، ويعاملونني بلطف، أما إذا انتهت فيتركوني!
إذا حضر صديق مفضل لصديقي يذهب إليه ويبقى معه، أما إذا غاب ولم يحضر جاء عندي!
أريد نصيحتكم، كيف أؤثر فيهم، أو أكون شخصية مهمة بينهم؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سلطان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أهلا بك أخي الحبيب في موقعك إسلام ويب، وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت، ونسأل الله أن يحفظك من كل مكروه، وأن يقدر لك الخير حيث كان وأن يرضيك به.
بخصوص ما تفضلت بالحديث عنه فإننا نحب أن نجيبك من خلال ما يلي:
أولا: هدئ روعك يا أخانا، فالأمر هين، والموضوع أبسط مما تخيل، ونسأل الله أن يوفقك للخير وأن يقدره لك حيث كان.
ثانيا: من تركك ساعة لعدم الاحتياج وأتاك عند الحاجة هو الخاسر لا أنت، والإنسان أخي لا يقاس بكثرة أصدقائه وإنما يقاس بمدى توافقه مع نفسه بعد قوة علاقته بالله عز وجل.
ثالثا: من السهل جدا اكتساب مهارات جديدة خاصة بعد قراءة كتاب (كيف تكسب الأصدقاء وتؤثر فيهم) وكتاب (فن التعامل مع الناس) ونحن ننصحك بقرائتهما.
رابعا: إن أهم ما ينبغي أن تحافظ عليه هو ثقتك بنفسك أخي الحبيب، والثقة: وهي إحساس داخلي، أي أنك تستشعره داخل نفسك؛ ليتترجم إلي مواقف ثابتة، وحركات مستقيمة، وتقبل للخطأ الموجود بكل أريحية، ساعتها سيتصرف الإنسان بشكل طبيعي دون قلق أو رهبة فتصرفاته هو من يحكم عليها وليس غيره، فهو يعتقد أنه لا اعتبار للناس عند الحديث عن خلقته التي خلقه الله عليها، أو طريقته التي يتحدث بها، إذ هو مقتنع تماما أن الله أكرم الإنسان وأحسن خلقه، وأنه بهذا المفهوم يحب نفسه على ما هي عليه، وإنما الاعتبار -نعني اعتبار كلام الناس- يكون في السلوك، هنا فقط يقبل حديثهم أو انتقادهم من حيث المبدأ، والتفكير في جوانب صحة حديثهم من عدمه.
خامسا: حتى تعود الثقة إلي مكانها لابد أولا من التعرف على الأسباب التي تضعف الثقة بالنفس وهي كالتالي:
- تهويل الأمور وتضخيم المواقف؛ بحيث تشعر أن من حولك يركزون على ضعفك، ويراقبون كل حركة غير طبيعية تقوم بها، وهذا وهم، وعلاجه هو الانشغال بالأهداف، والتغافل عن سفاسف الأمور.
- اعتبار نقد الناس هو المعيار الحقيقي لصوابك أو خطأك، وهذا خلل خطير، فالمعيار الحقيقي هو الأصول والمبادئ المتعارف عليها شرعا وليس حديث الناس.
- كثرة التفكير في كل انتقاد، وهذا أيضا خطأ؛ لأنه قد يتطور الأمر إلى أن يصل إلي حد احتقار الذات في الخلوة ببعض الألفاظ التي قد تدمر الشخصية مثل " أنا دميم " أو " أنا فاشل " أو غير ذلك من العبارات الفارغة، والتي قد تشكل خطراً جسيماً على النفس؛ لأنها تزيد من اقتناعك بكلام الغير، وعليك التوقف فورا عنها.
سادسا: بالطبع سينتج عن الثلاثية الماضية: الخوف والقلق من أي فعل تقوم به، أو أي حركة تصدر منك، وهذا يشعرك دوما بأنك مصدر ازعاج لنفسك أولا وللآخرين ثانيا، ويكمن العلاج بعد ذلك في عدة أمور.
من المهم أن تقتنع نفسك بأنك طبيعي، وأن الخلل الموجود الذي تعاني منه هو عارض، وقد يكون السبب من غيري؛ لذلك لا ينبغي القلق منه، أو التركيز عليه.
لا اعتبار لكلام الغير وكرر دوما لنفسك: أحب نفسي على ما أنا عليه، ولا عبرة بكلام الغير.
نرجو منك أن تتعرف على بعض الإخوة الصالحين، وخاصة من الذين جمعتهم المساجد، وكلما كانوا أكبر منك سنا كان أفضل، نوصيك بتنويع اهتماماتك، ومن ذلك العمل الاجتماعي، اجتهد أن يكون لك دور في مساعدة الأخرين عبر أي جمعية أو مؤسسة تهتم بهذا الشأن.
تذكر دائما أن معيار تفاضل الناس عند الله لا يكون إلا بالتقوى والعمل الصالح ولا عبرة بغير ذلك.
في الختام أنت إنسان طبيعي وتحتاج إلى مجاهدة نفسك، نسأل الله أن يوفقك لكل خير، وأن يسعدك في الدارين، والله الموفق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
لا أجيد التحاور مع الناس .. فكيف أكوّن الصداقات؟ | 687 | الاثنين 20-07-2020 04:25 صـ |
لا أستطيع نسيان ذكرياتي مع زميلي الذي قاطعني. | 786 | الأربعاء 15-07-2020 05:18 صـ |
كيف أرجع علاقتي مع صديقتي بعد انقطاع؟ | 890 | الأحد 05-07-2020 05:17 صـ |
أشعر بنقص الاهتمام من أهلي، مما سبب لي الشعور بالوحدة. | 782 | الأحد 05-07-2020 03:28 صـ |
ليس لدي مهارات اجتماعية، ولم أستطع تكوين صداقات! | 1079 | الأربعاء 01-07-2020 05:29 صـ |