أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أشعر أني فاشلة في كل شيء، فكيف أكون سعيدة؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

عمري 25 سنة، في الحقيقة لا أدري من أين أبدأ، أشعر بضيق وفراغ ووحدة، تخرجت من الثانوية منذ 6 سنوات ولم أستطع إكمال دراستي، أشعر أني فاشلة في كل شيء، فلا صديقات لدي، ولا أعرف كيف أخاطب الناس؟ لم أضحك من قلبي منذ مدة طويلة، أصاب بضيق عندما أخرج من البيت، أخاف من الناس وحديثهم، ولا أعرف كيف أبدأ الكلام معهم ولا كيف أتحدث؟ أحياناً تكتمل 6 أشهر أو أكثر وأنا لم أخرج من البيت.

أشعر أنه لا شيء مفرح في الحياة، ولا شيء سعيد في حياتي، وعندما أحاول أن أبعد هذه الأفكار السلبية لا أستطيع؛ فالكل يهاجمني بسلبية: أبي يقول لي: أنت فاشلة في كل شيء، جدتي تذكرني بعمري كل فترة وأني سوف أصبح عانسة، أمي مشغولة بأمور بيتها، لا أدري كيف أخرج نفسي من هذه الدائرة؟ أريد أن أكون سعيدة.

أشعر أن 25 سنة ذهبت من عمري بلا فائدة، لا أستطيع حتى أن أتخيل نفسي سعيدة. الجميع لديهم أحلام وأهداف وأصدقاء، وأنا لا شيء يذكر، عديمة الفائدة لنفسي ولغيري.

منذ أسبوعين وأنا مصابة بضيق وعدم ارتياح، لم أعد كما كنت منذ أسبوعين، وأنا نفسيتي مختلفة حتى أصبحت لا أفهم نفسي، أشعر بالأشخاص أمامي كالحلم، وعندما يتحدثون ويتناقشون؛ ألتزم الصمت ولا أنطق بشيء، وتأتي فكرة في بالي عن ماذا أتحدث فليس في حياتي شيء يذكر؟

حاولت أن أتحدث مع صديقات الثانوية ولكن بلا فائدة، فلا أحد يسمعني أو يسعد بالحديث معي، بدأت أقوي علاقتي مع ربي، وأحافظ على أذكاري، لكن الوحدة والضيق والأفكار التي بداخلي تزعجني: كيف أتحدث مع الناس؟ كيف أكون لي صداقات؟ كيف أصبح سعيدة وإيجابية؟ أريد أن أفرح، وأريد أن أذوق طعم السعادة، أريد أكون ذا قيمة عند نفسي أولاً، ثم عند غيري.

أنا ليس عندي هوايات ولا أهداف ولا طموح، ولا شيء يذكر، أيضاً أعاني من الأحلام المزعجة في نومي، وأريد حلًا وهل أنا مصابة بالاكتئاب أم ماذا؟ وإن كنت مصابة فكيف أخرج منه وأنا في مجتمع سلبي لا أستطيع فيه حتى توفير العلاج؟

يحفظكم ربي، ويسعدكم.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسك. حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أولاً: نقول لك -أختي الكريمة-: إن المؤمن في هذه الدنيا معرض لامتحانات وابتلاءات، فقد يبتلى في دينه، وفي ماله، وفي صحته، وفي مجتمعه الذي يعيش فيه....الخ من أنواع الابتلاءات، فالاستعانة بالمولى عزَ وجلَ والصبر والمجاهدة والعزيمة والإصرار من العوامل التي تساعد الفرد في النجاح، واجتياز الامتحان بكفاءة.

وتذكري أن أشد الناس بلاء الأنبياء، ثم الأمثل فالأمثل، وأن الله تعالى إذا أحب العبد ابتلاه، وعلى قدر أهل العزم تأتي العزائم. فلا تستجيبي لهذه الأفكار السلبية، ولا تيأسي من رحمة الله؛ فإنها قريبة من المحسنين.

ثانياً: نقول لك: أنت ما زلت في ريعان شبابك، وما زال المستقبل -إن شاء الله- يعد بالكثير، وما زالت فرص تحقيق الآمال والطموحات أمامك واسعة، ما بالك بأناس في عمر السبعين وما زال عطاؤهم لم ينضب، ومنهم من حفظ القرءان في هذا العمر، ومنهم من حصل على شهادات الماجستير والدكتوراه في هذا العمر، والأمثلة كثيرة.

ثالثاً: اخرجي من هذا النفق المظلم -الذي وضعت فيه نفسك واستسلمت له– فبادري بوضع خطتك وتحديد أهدافك: ماذا تريدين؟ وما هي الرغبات التي تتمنين تحقيقها؟ وما هي المكانة التي تريدين وصولها بين أسرتك؟ ثم قومي باختيار الوسائل المناسبة لتحقيق أهدافك، واستشيري في ذلك ذوي المعرفة والعلم، وأصحاب الخبرات الذين تثقين فيهم، وحاولي اكتشاف قدراتك وإمكاناتك التي تؤهلك لذلك.

واعتبري المرحلة التي تمرين بها الآن مرحلة مخاض لولادة شخصية جديدة بأفكار ورؤى جديدة للحياة ونظرة جديدة للمستقبل، واعلمي أن كل من سار على الدرب وصل، فقط كيف نبدأ الخطوة الأولى؟ ونستعين بالله تعالى ونتوكل عليه، ويكون لدينا اليقين الصادق بأن كل شيء بيده سبحانه وتعالى، ولا يعجزه شيء في الأرض ولا في السماء، إنما أمره إذا أراد شيئًا أن يقول له كن فيكون.

ونوصيك بالإكثار من الاستغفار؛ لأنه مفتاح الفرج، وستتبدل حالك -إن شاء الله- إلى أحسن حال، وتسعدين بحياتك؛ فهو مجلب للرزق، والمال، والزوج، والبنين بإذنه الواحد الأحد.

اتبعي الإرشادات الآتية، فربما تساعدك في التغلب على المشكلة:

1- قومي بتعديد صفاتك الإيجابية وإنجازاتك في الحياة اليومية، وحبذا لو كتبتيها وقرأتيها يومياً. فأنت محتاجة لمن يعكس لك صفاتك الإيجابية ويدعمها ويثني عليها. والمفترض أن يقوم بهذا الدور الوالدان أو الأخوان والصديقات.

2- لا تقارني نفسك بمن هم أعلى منك في أمور الدنيا، بل انظري إلى من هم أقل منك واحمدي الله على نعمه، وتذكري أنك مؤهلة للمهام التي تؤدينها.

3- عدم تضخيم فكرة الخطأ، وإعطائها حجماً أكبر من حجمها، فكل ابن آدم خطاء وجلّ من لا يخطئ. وينبغي أن تتذكري أن كل من أجاد مهارةً معينة أو نبغ في علمٍ معين مرَ بكثيرٍ من الأخطاء، والذي يحجم عن فعل شيءٍ ما بسبب الخوف من الخطأ؛ لا يتعلم ولا يتقن صنعته.

4- تجنبي الصفات الست التي تؤدي للشعور بالنقص، وهي الرغبة في بلوغ الكمال، سرعة التسليم بالهزيمة، التأثر السلبي بنجاح الآخرين، التلهف إلى الحب والعطف، الحساسية الفائقة، افتقاد روح الفكاهة.

5- عززي وقوي العلاقة مع المولى عزَوجلَ بكثرة الطاعات، وتجنب المنكرات، فإذا أحبك الله؛ جعل لك القبول بين الناس.

6- اطلعي على سير العظماء والنبلاء، وأولهم نبينا محمد -صلى الله عليه وسلم- وصحابته الكرام في طريقة التعامل مع الناس. أحسني الظن دائماَ في الآخرين إلى أن يتبين لك العكس.

7- زودي معارفك بقراءة الكتب الدينية والثقافية، وحاولي إطلاع الآخرين بما تعلمتيه من حكم وقصص، وأمثال ومواعظ، فإن ذلك يساعد في مشاركتك في الحديث مع الآخرين.

8- حاولي المشاركة في جمعيات طوعية، أو إنشاء أي أعمال طوعية في المنطقة التي تسكنين فيها، أو وسط الأهل والأقارب؛ فهذا يساعد كثيراً في زيادة تقديرك لذاتك، والشعور بالدور الذي تلعبينه بين الآخرين.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
هل كان لنا الاختيار في مسألة خلقنا؟ 894 الأحد 12-07-2020 07:37 صـ
لا أرغب في الحياة بسبب مشاكلنا الأسرية. 1285 الأحد 12-07-2020 07:22 صـ
أصبحت أكره أخي لما يسببه من مشاكل، فماذا أفعل؟ 1185 الثلاثاء 07-07-2020 05:15 صـ
أريد التوقف عن تقليد الآخرين، أريد أن أكون أنا! 1107 الأحد 28-06-2020 09:28 مـ
كيف أتخلص من أمراض القلوب، وأقوي ثقتي بنفسي؟ 1493 السبت 27-06-2020 09:20 مـ