أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أمي دمرتني نفسياً بعد إصابتها بجلطة دماغية!

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أمي أصيبت بالجلطة الدماغية منذ 10 أشهر، وفي خلال هذه الأشهر عانيتُ معها كل أنواع العذاب لتفادي هذه المرحلة، فالبرغم من أن الجلطة لم تسبب إلا ثقلا خفيفا في الجهة اليمنى للجسم، وعدم القدرة على الكلام، ولكن أعانني الله أن أسعى بها إلى أن أصبحت أحسن -بفضل الله-، ولكن يوجد عدم انتظام للدورة الدموية، وما زالت القدرة على الكلام ليست جيدة، إلا أن المشكلة أنها لم تعد كسابق عهدها، وتريد فقط التحكم وفرض آرائها التي أصبحت غير منطقية نهائيا، وكلامها أصبح غير منطقي، وأنا ألغيت من حياتها ولست سوى شخص يخدمها، وأصبحت تضغط علي نفسيا إلى أن أصبت باكتئاب شديد وبكاء مستمر منها، مع العلم أني وحيدتها وأبي متوفى، فأنا القائمة بمسؤوليتها وحدي.

أصبحت تظن بكل شيء، ولا تريد أن يكلمني أحد ولا أكلم أحدا، ولا تقبل أن أسأل أو أستشير أحدا في هذه الحال التي لا أعرف ماذا أفعل فيها، وطلبت من الكل أن يبتعد عنا، وإذا جاء أحدٌ تطرده، حتى إنها شتمتني أمام الناس إذ لجأت لهم!

أنا الآن أحتاج أمي التي تغيبت عني مدة 10 أشهر، ماذا أفعل؟ فأنا في حال سيئة جدا لأقصى درجة، ومحاولات إرضائها أصبحت صعبة للغاية، وهذا ما جعلني أفقد أعصابي أحيانا وأفقد تركيزي، وأسعى للتكلم معها لأعرف، فأصبحت كأنها لا تفهم شيئا من كلامي، ومهما أوضحت لها فإنها تتكلم وكأنها ليست أمي، فتعاملني بجفاء شديد.

أريد أن أوضح بأن عمري 23 عاما، وتريدني بجانبها لخدمتها فقط، وتسعى لأن تجعلني أبكي دائما، وتريدني أن أكون تحت قدمها فقط، تصرفاتها مثل الطفل غير المسؤول، وحتى الأطفال يوجد لديهم عقل، أما هي فلا، وأصبحت كأنني المرأة المطلقة حبيسة البيت مع أم تفرغ مرضها علي.

أرجوك إيجاد حل يريحني ويريح أمي حتى أستطيع القيام بخدمتها على أكمل وجه، لأنى بالفعل مدمرة نفسيا، وأصبحت أكره خدمتي لها، فكيف أتعامل معها ومع أوامرها الغريبة وتصرفاتها القبيحة؟ وهل سوف تظل بهذه السلوكيات؟ وهل لها عالج أم لا؟

أفادكم الله أرجو الرد علي، وجزاكم الله ألف خير عنا.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الفاضلة- في موقعك، ونسأل الله أن يقر عينك بصحة وعافية والدتك، وأن يوفقك ويسعدك، وأن يصلح حالنا وحالتك.

لا شك أن المرض من أسباب تغير الأخلاق، وأملنا في الله أن يرزقها الصحة والعافية، ونسأل الله أن يرحم الوالد رحمة واسعة، وأن يرزقك بر والديك في حياتهما وبعد مماتهما.

ولا شك أن الوالدة هي أول وأولى من تستحق الخدمة، وهي أولى من تصبري عليها وتحتملي منها، ونوصيك بما يلى:

1- الدعاء للوالد والوالدة.
2- حسن الاستماع لكلامها مهما كان نوع الكلام وحدة النبرة، والصواب هو أن تحسني الاستماع، ولكن لا تفعلي إلا ما يرضي الكريم الوهاب.
3- محاولة الذهاب بها إلى راق شرعي وطبيب نفسي.
4- عدم إظهار العجز أمامها.
5- الصبر على خدمتها وعلى تصرفاتها.
6- تفادي ما يثير غضبها وعصبيتها.

ونسعد بتواصلك مع موقعك، ونسأل الله أن يوفقك ويسدد خطاك.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور أحمد الفرجابي، مستشار الشؤون الأسرية والتربوية.
وتليها إجابة الدكتور عطية إبراهيم محمد، استشاري طب عام وجراحة وأطفال.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

جزاك الله خير داري الدنيا والآخرة على عنايتك ورعايتك لوالدتك والصبر على ذلك، ويجب أن تعلمي أنها لو كانت تتمتع بحالة عصبية وذهنية طبيعية لما تصرفت معك بهذا الشكل، ورحم الله أمير المؤمنين عمر بن الخطاب –رضي الله عنه- حيث كان في الحج فرأى رجلا يحمل أمه ويطوف بها، فقال له الرجل: تراني أعطيتها حقها؟ فأجاب عمر: ولا بطلقة واحدة، إنها حملتك وتتمنى لك الحياة وأنت تحملها وتتمنى لها الممات.

وكما قلت فإنها تحولت إلى طفلٍ كبير وتخافُ أن تفقدك ولا تجدك حولها، وتحاول أن تتشبث وتتعلق في رقبتك بهذه التصرفات غير المسؤولة، ولو كانت على درجة من الوعي لأعطتك فرصة لالتقاط الأنفاس، وإذا كانت الوالدة على قدر من التعليم وتستطيع القراءة يمكنك إحضار بعض الكتب البسيطة لها، خصوصا ما يتعلق بالأسرة ورعاية الأبناء والآباء، مع نصحها بالقراءة والاستماع إلى ورد يومي من القرآن، ومحاولة جلب أشرطة لها، واختيار مواضيع محببة إلى نفسها، مع محاولة التواصل مع الجمعيات الأهلية التي تتعامل مع متطوعين للقيام بمهمة رعاية المرضى ذوي الإعاقة، وقد يعطيك ذلك فرصة للراحة بعض الشيء، وفي ذات الوقت يمكن لهم إيصال رسائل بطريقة غير مباشرة للأم مفادها أن في الحالة الصحية والذهنية السليمة لابنتك مصلحة أولية للأم ذاتها.

وفي حال القدرة على إخراج الأم في نزهة خارج المنزل مثل الحدائق العامة لترى أشخاصا وبشرا غير حوائط المنزل، أو الذهاب إلى أحد المستشفيات لترى المرضى، ولترى كم هي في نعمة بالقياس إلى المرضى الآخرين؛ فلعل ذلك يرقق قلبها،.

كذلك يجب إقناعها بالصلاة على وقتها، ويمكنك إمامتها في الصلاة.

وبخصوص الدورة الشهرية وعدم انتظامها، يمكنك أخذ الوالدة إلى طبيبة نسائية لإعطائها حقن هرمونات لرفع دم الدورة، والتخلص من مشكلة البلل والنزيف ونزول الدورة في أوقات مفاجئة.

أما بالنسبة لك فيجب اختيار أوقات النوم بما يتناسب مع نوم الوالدة؛ حتى تحصلي على قسط من الراحة، مع التغذية الجيدة، وفحص صورة الدم، وتناول بعض الفيتامينات في حال الحاجة إلى ذلك، ولا مانع من زيارة طبيب نفسي؛ فقد يصف لك دواء يخرجك من حالة الاكتئاب التي تلازمك، وهناك مواضيع علمية تتكلم عن رعاية من يقوموا برعاية المرضى أو care of the care givers.

وفقكم الله لما فيه الخير.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
هل الدعوات تستجاب في حينها، أم يدخرها الله تعالى لوقت آخر؟ 1171 الخميس 02-07-2020 09:31 صـ
كيف أبر أمي وأقوم بحقوقها؟ 1086 الاثنين 22-06-2020 03:10 صـ
لا أجد حباً لي من أمي، كيف أتعامل مع جفائها لي؟ 1391 الأحد 10-05-2020 03:29 صـ
كيف أنسى إساءة الوالدين لي وأتعايش معهم من جديد؟ 2148 الأحد 26-04-2020 03:56 صـ
أشعر بتشتت وعدم اتزان، وأخشى الانتكاس. 1951 الاثنين 20-04-2020 01:49 صـ