أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : ما المانع أن أدعو الله أن يرزقني الجمال؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

تحيه طيبة وبعد:

أنا عبد الرحمن, سني 17 سنة, قد أخذت فكرة عامة عن الاعتداء في الدعاء, فإني أحمد الله على نعمة الجمال, ولكن أود أن يجعلني الله أكثر جمالا, فكان ليوسف عليه السلام من قبل -كما ذكر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم- أن الله وهب له نصف جمال الكون, وأنا أود أن يكرمني الله بالجمال، هذا طموحي ومرادي، فإنه والله ليس بالإثم, ولا بالقطيعة في الرحم, وليس مستحيلا, وكان تعقبكم عليه باسم السنن الكونية، فهل من خلق أعمى لا يجوز له الدعاء؟ وماذا عن قصة الأعمى والأقرع والأبرص؟ وماذا عن قصة أصحاب الأخدود -المعجزة التي حدثت للقوم آنذاك-؟

أنا لا أنكر أن هناك أسلوبا طيبا في الدعاء, بلطف مع الله, فإنه هو واهب جمالي, فإني لو تعديت في الدعاء لكان الأولى أن أسأل أحدا غيره, والعياذ بالله, بل أسأله هو الذي وهب لي ولغيري الجمال أن يمنحني الجمال, فلا يعد اعتداء.

مقياس الاعتداء في الدعاء هذا ليس ثابتا, إذ قد يختلف العلماء في تقديره, وقد رأيت بعد الاستشارات من سيادتكم الموقرة, تجيز إجراء عمليات التجميل للضرورة، أليس الأولى أن يدعو الله بأن يكرمه بالجمال أفضل من أن يتحكم فيه بشر؟ إذ هي خلقة الله, لا إله إلا هو، وأنا والله أدعوه ليلا ونهارا بكل صدق, فالله غني عن العالمين.

أرجو الرد سريعا.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأهلا بك أخي الحبيب في موقعك إسلام ويب, وإنه ليسرنا تواصلك معنا في أي وقت, ونسأل الله أن يبارك فيك, وأن يحفظك, وأن يرزقك العافية في الدين والدنيا والآخرة.

أخي الحبيب: نود أن نخبرك ابتداء بأن لك أن تدعو الله بما شئت من الدعوات, ما لم يكن فيها إثم ولا قطيعة رحم، فالدعاء بأن يرزقك الله العافية والصحة والجمال -كما ذكرت-؛ هو أمر في الأصل مباح, ولكن لنا معك أخي الحبيب عدة وقفات هي:

أولا: الجمال أخي شيء نسبي, فما تراه جميلا قد يراه غيرك قبيحا، وجمال المرأة قد يكون في وجهها وجسدها, أما جمال الرجل فيكون في عقله وحكمته, أوقع منه في وجهه أو بدنه.

ثانيا: الدعاء يظهر همة السائل، فهناك من يدعو أن يرزقه الله العلم, نقول عنده شغف بالعلم، وهناك من يدعو أن يرزقه الله الحج، وهناك من يدعو أن يرزقه الله الولد، وهناك من يدعو أن يرزقه الله الجنة, وما قرب إليها من قول أو عمل، وكل دعاء يظهر -أخي الحبيب- شغف السائل بما يريده.

السؤال: لماذا أنت شغفت بمسألة الجمال؟ وهل هذه هي طموحاتك في الدنيا؟ إنها لأمانٍ هابطة -أخي الحبيب- وهمة متدنية أن تكون مثل هذه الأمور هي محط اهتمامك.

قد نتفهم ذلك إن كان بك مرض خلقي -عافاك الله- ولكن أن تكون وسيما وتشغل بالك بهذا الأمر؛ فهذا ما لا نرضاه لك, ولا نتمناه للشباب المسلم.

إن المرء إذا مات لن يتحدث الناس عن حسن وجهه, وإنما يتحدثون عما خلفه من علم, أو بذله من جهد، ولن يكتب عند الله أجرا على جمال وجهك, وإنما سيكتب أجرك على ما تبذله لدينك ولأمتك.

إن أمتك ثكلى أهل الحبيب, وهي تحتاج لأمثالك أن ينهضوا بها، ولا يجوز لأمة تريد أن تنهض من كبوتها أن يكون هذا هو محط اهتمامها.

نسأل الله أن يرزقك علما نافعا, وقلبا خاشعا, ولسانا ذاكرا.

والله الموفق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...