أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : أحلام اليقظة تسيطر علي لدرجة أهمل صلاتي وأولادي وأعتزل الناس
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سأشرح لكم حالتي علي أجد تفسيرا واضحا لما أعانيه، بعد أن قرأت في هذا الموقع وجدت بعض الحالات تتشابه مع حالتي، والتي فتحت عيني على أشياء كنت أجهلها، ورأيت أن أحكي لك وضعي كاملا وأنت ترشدني للطريق الصحيح، فوالله إني أشعر بأني ميتة، وأحيانا أتمنى الموت لأني أحس أني عبء على الحياة.
أعاني من أحلام اليقظة بشكل كبير فهي تأخذ أغلب وقتي، وهذا الأمر بدأ من فترة المتوسطة تقريبا، بعد الثانوية تزوجت وسافرت مع زوجي لمدينة عمله، ولا أعرف أحدا هنا ولم يتم قبولي بالجامعة، وعمله صعب حيث يضطر أحيانا للسفر وتركي وحيدة، وهنا زادت الأحلام وكنت أستمتع بها وأحس أنها تسليني، لكن الآن وبعد 10 سنوات أشعر أني أصبحت أسيرتها، أقضي أغلب يومي في هذه الأحلام، الناس تحركت وتقدمت وأنا أحس نفسي بمكاني، كل صديقاتي وقريباتي اللاتي بمثل عمري تغيرت حياتهن وأكملوا تعليمهن وتوظفن أو فتحن مشاريع، صرت لا أحب الجلوس مع أحد وأحب الوحدة كثيرا، خاصة أن وزني زاد بشكل كبير، مع أني أقرأ كثيرا بأمور الصحة وأحب الرياضة وأحيانا أمارسها، وأعمل حمية معتدلة ولكن لا أقدر أن أستمر، إذا أطلت 4 أيام أو أسبوعا ثم أقطع الحمية والرياضة.
ولا أحس بمرور الأيام فأحسها تمشي بسرعة، أكون قد خططت لإنهاء بعض الأعمال كزيارة طبيب الأسنان، وأظل أماطل بالوقت حتى تمر الشهور وأحيانا السنوات، وأنا لا أبالغ لما أقول سنوات، فعلا سنوات مرت وأنا ذات الأشياء لم أنهها.
الذي يجعلني الآن أقرر أنه يجب أن أغير حياتي جذريا هم أطفالي، فوالله إني أشفق عليهم وأحس أني لا أستحق هذه النعمة، الله رزقني بثلاثة أبناء أكبرهم عمرها 9 سنوات، أنا أحبهم لكن أهملهم كثيرا، أحب أن أجلس بغرفتي ولا أحب إزعاجهم، فقط أعد لهم طعاما وأغلب الوقت هم يعدونه لأنفسهم، أو أشتري من الساندويشات الجاهزة والعصير المعلب، وهذا أغلب طعامهم، وأهمل دراستهم.
لا أقدر أن أجلس مع الناس فترة طويلة، إذا كنا مدعوين لمناسبة، أبقى ساعتين أو ثلاثا بالكثير ثم أبحث عن مكان ليس فيه أحد والأغلب يكون الحمام -أعزك الله-، وأجلس مع أحلامي أتخيل نفسي محبوبة وعرفت أرد وأتحدث مع الناس وأنهم معجبون بي، وأني رشيقة وجميلة، وأني أسافر للخارج ولدي وظيفة مرموقة، وأشياء كثير لما أصحو منها أحيانا أتضايق من نفسي وأنقهر، وأحس برغبة كبيرة في الأكل حتى أشعر بألم بمعدتي قد يضطرني لاستخدام ملينات ومسهلات لأتخلص منه. وضعي يا دكتور يرثى له، وأنا تعبت حتى صلاتي لا أؤديها بوقتها، إذا فيه خيال في بالي فيجب أن أكمل الأحداث، وأحيانا أعاقب نفسي فكل صلاة أخرتها أصليها مرتين وأحس هذا الشيء يؤلمني أكثر.
وعندي أيضا عادة تقطيع الشفتين، ولكن لأن زوجي والناس بدأوا يسألون: لماذا شفتاك متشققتان؟ رطبيها أو اشربي ماء. أصبحت آكل الجلد الرقيق الداخلي للفم، الأمر مؤلم ومقرف ولكن في أغلب الوقت لا أشعر بنفسي خاصة لما أفكر أحس أني أركز كثيرا على التفكير. وما أرهقني أني أصبحت الآن أتخيل أن زوجي مات أو أطفالي ماتوا جميعا، أو أني أصبحت مشلولة أو معاقة وأجلس أبكي بحرقة فأنام وتأتيني كوابيس وأصحو، أقول لماذا أفكر هكذا؟ وأكره نفسي خاصة لما أرى نفسي في المرآة لا أرى إلا سمينة مهملة محطمة.
أرجو المعذرة على الإطالة، ولكن هل علاج البروزاك مفيد لحالتي؟ لأني أرى من كلامكم أنه ليس له آثار جانبية، مع العلم أني أخطط للحمل بعد شهرين، أي بعد رمضان بطلب من زوجي، وعملت تحليل أنزيمات الكبد وجاءت النتيجة طبيعية -ولله الحمد-.
وشكرا مقدما.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمر حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نشكرك على التواصل مع إسلام ويب.
أحلام اليقظة - أيتها الفاضلة الكريمة - هي نوع من الاسترسال الفكري، قد تكون ليست ذات موضوع وهي كثيرة جداً في حياة اليافعين عند سن البلوغ وما بعد ذلك، وفي بعض الأحيان تكثر أحلام اليقظة وتكون مسيطرة على الإنسان؛ خاصة إذا كان الإنسان يحمل سمات القلق وهو مكون رئيسي لشخصيته، وفي بعض الأحيان تكون هذه الأفكار أو الأحلام بديلاً مقبولاً لدى الشخص الذي يسترسل فيها، لأنها تصرف انتباهه عن صعوبات الحياة والقلق والتوتر، وفي بعض الأحيان بالنسبة لأشخاص من ذوي الطموح العالية يستفيدون من أحلام اليقظة لملأ الفراغات المعرفية والذهنية والفكرية.
والشخص الذي لا يستطيع أن يصل إلى مبتغاة يسترسل في هذه الأفكار كنوع من التعويض المعنوي والنفسي، وأعتقد أنك أنت على هذه الشاكلة، حيث كانت لك طموحات الدراسة الجامعية وهذا لم يتحقق، وأنت أصلاً تعودت على معايشة هذه الأحلام منذ سن صغيرة، وازدادت فرصة نمو هذا النوع من التفكير وتشعبت نسبة لأنك لم تصلي إلى مبتغاك كما ذكرت لك، يجب - أيتها الفاضلة الكريمة - أن لا تتعاملي مع هذه الأفكار بصورة سلبية، قطعاً فيها بعض الأشياء الجميلة وما ترينه سيئاً فيها يجب أن لا تسترسلي فيه وأن تغلقي عليه الطريق.
أنا أعتقد أن فكرتك أن تغيري نمط حياتك وتجعليها أكثر حيوية، وتهتمي أكثر بأطفالك وتكثري من اطلاعك، أعتقد أن هذا أمر جيد وسوف يساعدك كثيراً على مخاصمة هذا النوع من التفكير، وإن كنت قد حرمت من التعليم الأكاديمي الجامعي فيمكن أن تلجئ إلى بدائل أخرى كثيرة، الآن توجد كورسات مختلفة مفيدة جداً، يمكن أن تدخلي في مشروع لدراسة القرآن الكريم وعلومه، وهذا قطعاً متاح جداً في المملكة، فأمامك فرصة لتملئي كل الفراغ الذهني والمعرفي الذي تسيطر من خلاله أحلام اليقظة على وجدانك وكيانك.
بالنسبة للعلاج الدوائي أقول لك نعم، البروزاك دواء رائع جداً، وأعتقد أنه سوف يزيل القلق المرتبطة بأحلام اليقظة، وفي ذات الوقت أصبحت تنهمر عليك بعض التساؤلات ذات الطابع الوسواسي، وأعتقد هنا دور البروزاك سيكون جيداً وممتازاً.
وأنت تحتاجين إلى هذا الدواء بجرعة صغيرة وهي كبسولة واحدة يومياً لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر مثلاً، أنا أعتقد أنه من الأفضل أن تؤجلي موضوع الحمل قليلاً حتى تكملي العلاج الدوائي والذي ذكرنا أنه لمدة ثلاثة أو أربعة أشهر فقط، أقول هذا بالرغم من أن البروزاك يعتقد أنه أسلم دواء يمكن تناوله أثناء الحمل، لكنك أنت لست مضطرة لذلك، فأفضل أن تؤجلي الحمل لمدة الثلاثة إلى الأربعة أشهر التي تتناولين فيها الدواء، وأنا متأكد أنه سيكون مصدرا لارتياحك وتقليل هذه الأفكار، وقطعاً حياتك سوف تكون فيها حيوية أكثر، لأن التفكير الإيجابي يأتي من خلال المزاج الإيجابي، والمزاج الإيجابي -إن شاء الله- يساعدك البروزاك على ذلك.
شافاك الله وعافاك.
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
انتهت إجابة الدكتور محمد عبد العليم، استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
وتليها إجابة الدكتور محمد علام، استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية.
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بالنسبة لمشكلة تشقق الشفتين التي تعانين منها، فعادة ما يكون سببها ناتجا عن التهاب أو تحسس أو أكزيما، وربما تكون هذه المشكلة متكررة ومصحوبة بحكة وعدم ارتياح، وتهيجا في الجلد واحمرار وربما قشور أو تشقق كما ذكرت، وفي حالتك السبب الرئيسي من خلال وصفك هو عادة عض الشفتين، لأن تلك العادة تؤدي إلى بلل الشفتين باللعاب ثم جفافها بصورة متكررة، مما يؤدي إلى جفاف الشفتين وتشققها، ومن النصائح المهمة التي يجب اتباعها في علاج تلك المشكلة: تجنب تلامس هذه المنطقة مع المواد المثيرة مثل رغوة معجون الأسنان، وكذلك بعض الفواكه الحمضية ويفضل تقطيعها إلى قطع صغيرة ووضعها بالفم مباشرة بواسطة شوكة وتجنب قضمها، ومن المهم تجنب التلامس مع اللعاب باستمرار وبالأخص لأنك تعانين من عادة عض الشفتين، مما يؤدي إلى بلل المنطقة ثم جفافها بصورة متكررة كما ذكرت سابقا، ولا بد أن تحاولي التخلص من تلك العادة.
يمكن استخدام بعض الكريمات الموضعية الخفيفة التي تحتوي على الكورتيزون مثل كريم Hydrocortisone 1%، ولكن لفترة قصيرة لعدة أيام إذا كان هناك التهاب أو قشور أو تشقق، مع مراعاة تجنب الأشياء التي سبق ذكرها، وترطيب الشفتين باستمرار من الأمور المهمة في العلاج، والتي تقلل من الحاجة إلى استعمال الكريمات الطبية، وأنصح بزيارة طبيب الأمراض الجلدية للتأكد من التشخيص ولمتابعة الحالة.
وفقك الله وحفظك من كل سوء.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
كيف أتخلص من أحلام اليقظة؟ | 688 | الأحد 09-08-2020 05:17 صـ |
طموحاتي كثيرة وأحلامي متعددة، فكيف أثبت على واحد منها؟ | 1260 | الاثنين 27-07-2020 02:30 صـ |
خيالاتي في عالم الزواج تسيطر علي فهل أنا مريضة؟ | 988 | الثلاثاء 14-07-2020 04:24 صـ |
تفكير زائد يشتت تركيزي ويرهق عقلي، فكيف أتخلص منه؟ | 2152 | السبت 16-05-2020 11:40 مـ |
أحلام اليقظة المرضية تعاودني بعد ترك العلاج! | 3057 | الخميس 26-03-2020 02:48 صـ |