أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : لا أثق في أحد ونسياني شديد وأفكر بالانتحار كثيرًا.. مدوا لي يد العون

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بدأت مشكلتي قبل سنة ونصف تقريبًا عندما أصبحت تقلبات مزاجي سريعة جدًا لدرجة أنها تحدث في خلال ساعات قليلة، وأصبحت أميل لفكرة الانتحار كثيرًا، ثم تطورت لانعدام المشاعر تمامًا، فأصبحت لا أحب، ولا أكره أحدًا، ولا أغضب، وأردت الابتعاد عن جميع الناس، ومنهم أعز أصدقائي, شاب من بريطانيا كنت أعتبره كأخ لي حيث إن علاقتي مع عائلتي سيئة جدًا، وكان هو الذي يساعدني دائمًا متى ما احتجت شيئًا.

عندما تركته هو وأصدقائي لم أعد أحادث أي أحد مطلقًا لفترة طويلة، وكنت أركز فقط على دراستي، ولكني لاحظت أن ذاكرتي بدأت تضعف تدريجيًا على الرغم من أنني تخرجت في نهاية العام من العشرة الأوائل على الجامعة، منذ تخرجي وإلى الآن لا أتذكر شيئًا من حياتي، وكأنني كنت في غيبوبة أو شيئا مثل ذلك، وهذا أثر على عملي؛ لأنني اضطررت أن أتركه وحتى الأثر امتد إلى علاقاتي مع الناس، وأصبحت أنسى أجزاء كثيرة من حياتي قبل هذه الفترة.

أصبح كل ما أفكر فيه هو الانتحار ليلاً ونهارًا، ليس لدي رغبة في الحياة، وليس لدي طموح أبدًا بالرغم من أن الناس يتوقعون مني الكثير، وأنا أعرف أني قادرة على فعل أشياء كثيرة، ولكن ليس لدي الرغبة في أي شيء، لا أريد شيئًا سوى أن أشعر بالراحة النفسية والطمأنينة، ولكن عائلتي لا تمنحني ذلك، فأمي تدعو علي بأسوأ الأمراض حتى لو لسبب بسيط.

أنا لا أثق بأحد، ولا أحب أن يقترب مني أحد، ولكن مشكلة الذاكرة تقلقني كثيرًا؛ لأني لا أتذكر الأشياء التي تحصل معي أبدًا، كل يوم أستيقظ، وكأنني شخص جديد، ليلة أمس نسيت الرقم السري لبطاقة الهاتف على الرغم من أنه نفس الرقم لمدة خمس سنين، ولم أستطع تذكره إلى الآن، أنا لا أعلم من أنا الآن وحتى عندما أنظر في المرآة فإنني أعتقد بأن الشخص الذي أنظر إليه ليس أنا، كل ما أنظر إليه هو قناع, هذا ما أؤمن به، أصبحت بلا ذكريات تقريبًا سوى القليل الذي أتذكره عن نفسي، وعن الآخرين، وكذلك إذا حدث شيء في الصباح فإني أعلم أنني سأنساه في الليل، من أنا، أين أنا، أو ماذا أريد؟ أسئلة لا أعرف لها إجابة، أريد الموت الآن، أو الراحة، ولكن كل ما يقلقني الآن هو موضوع ذاكرتي، فهذا النسيان السريع والشديد يخيفني جدًا، فماذا يجب علي أن أفعل؟

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ reema mn حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنت تعاني من ضعف الهمة النفسية، مما أفقدك الدافعية وجعلك تعيشين حياة فيها نوع من الكرب والضجر والملل، وهذا قطعًا أدخلك في نوع من الاكتئاب النفسي مما جعلك تفتقدين التركيز، بالرغم من أنك لا تعانين من مشكلة حقيقية في الذاكرة.

إذًا خلاصة الأمر أن عدم وجود توافق في حياتك بالذات مع أهلك جعلك تدخلين في هذا المزاج الاكتئابي، لذا أنصح بأن تذهبي وأن تقابلي الطبيب النفسي، أنت في حاجة إلى علاج دوائي يحسن من مزاجك، وفي ذات الوقت أنت في حاجة لعلاج أسري ليحسّن علاقتك مع ذويك، ومن جانبك يجب أن تنظري للحياة بتفاؤل أكثر، وأن تجتهدي أن تصلحي ذات البين ما بينك وما بين أهلك.

والانتحار أمر لا يُجدي، ومن وجهة نظري أن الحديث عن الانتحار حين يصدر من فتاة يشوه سمعتها جدًّا، هذا لمسته من خلال ممارساتي العملية، بفضل الله تعالى الفتاة التي تتحدث عن هذا الأمر (الانتحار) غالبًا - إن شاء الله تعالى – لا تأخذ حياتها عنوة، لكن هو لعب بالنار، ويعطي صورة ذهنية قبيحة جدًّا عن الفتاة، مما يقلل من فرصها في الزواج والتطبع الاجتماعي الصحيح.

فيا أيتها الفاضلة الكريمة: حقّري هذه الفكرة الحقيرة، وأبعديها عنك تمامًا، ولا تجعليها جزءًا من حياتك، لديك - إن شاء الله تعالى – أشياء عظيمة وجميلة في حياتك لكي تعيشين من أجلها، أصلحي ما بينك وبين أسرتك، نظمي وقتك، نامي نومًا مبكرًا، مارسي التمارين الرياضية التي تناسب الفتاة المسلمة، وكذلك تمارين الاسترخاء (2136015)، واجعلي لحياتك هدفًا، واذهبي إلى الطبيب النفسي من أجل المزيد من الاسترشاد، وأن يصف لك أحد الأدوية المضادة للشعور بالضجر والكرب.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...