أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : أصاب برهاب اجتماعي في الجامعة فقط وخارجها أنا إنسان طبيعي جدا.
السلام عليكم
يا دكتور: أنا عندي مشكلة رهاب اجتماعي، تأتيني عندما أذهب إلى الجامعة، فعندما أقرب من الجامعة أحس بخوف ورهبة، وعندما أصل هناك وأرى الناس يزداد الأمر، وخصوصا عندما أرى أصدقائي لا أقدر أن أتكلم معهم، أراهم يتكلمون وأنا فقط واقف معهم، لدرجة أني مرات أحس أن فمي عاجز عن الحركة، وأشعر بنشفان في الريق، وشعور بمثل الصخرة على صدري، لدرجة أني أحاول أن أنتهي بأسرع وقت في الجامعة، وأول ما أخرج من محيط الجامعة أحس أن نفسي رجعت مرة ثانية، والخوف اختفى.
مع العلم أني عندما أخرج مع أصدقائي في أي مكان آخر أكون إنسانا آخر، شخص مرح وضاحك وصاخب، وليس هناك نوع من الخوف، أنا كل مشكلتي هي عدم الجرأة والثقة بالنفس وهي لا توجد عندما أكون في الجامعة.
بدأت أفكر في شرب الخمر عندما عرفت أنه يعطي جرأة، والله إنه بغرض العلاج لا أكثر؛ لأني أخشى من الأدوية النفسية وإدمانها، لكن حتى الآن لم أتناول أي دواء أو أشرب خمرا.
أريد المساعدة، أريد دواء أو أي شيء يخلصني من موضوعي، علما بأني سليم 100% خارج محيط الجامعة، وكذلك في الليل يتحسن الوضع كثيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
كيف تفكر في تعاطي الخمر وهي محرمة آثمٌ من يتناولها؟ كيف تفكر في أن تتناولها من أجل أن تعالج حالتك؟ هذا خطأ جسيم، فنحن كمسلمين لا نتداوى بحرام، الخمرة تعطي نوعًا من الجرأة الزائفة، يعقبها سكر وضياع العقل وإهانة للذات.
فيا أيها الفاضل الكريم: يجب أن تكون هنالك بعض الضوابط والأحباس لأفكارنا، لا نريدك أن تحمل نفسك أفكارًا لا داعي لها ولا فائدة فيها، أنت شاب مسلم، لديك آمال، لديك طموحات، ما تعاني منه هي مشكلة بسيطة جدًّا، مشكلة الخوف الاجتماعي مشكلة رائجة، وهي لا تعني ضعفًا في شخصيتك ولا قلة في إيمانك، ويمكن علاجها بصورة فعالة جدًّا.
الخطوات التي أريدك أن تقوم بها هي:
أولاً: أن تتفهم أن الخوف الذي تعاني منه ليس دليلاً على منقصة فيك – كما ذكرت لك -.
ثانيًا: ما تشعر به من تسارع في ضربات القلب وشعور باللعثمة، أو أنك سوف تفقد السيطرة على الموقف، أو خفة في الرأس عند المقابلات الاجتماعية، هذا شعور مبالغ فيه، ولا أحد يراقبك، لا أحد يراقب ضربات قلبك، هي مشاعر فسيولوجية داخلية خاصة بك.
ثالثًا: الحكمة السلوكية تقول: إن أفضل وسيلة لعلاج الخوف أيًّا كان نوعه يتم من خلال التعرض أو ما يُعرف بالتعريض مع منع الاستجابة السلبية، يعني أن يواجه الإنسان مصادر خوفه ولا يتجنب.
فيا أيها الفاضل الكريم: كن أكثر ثقة في نفسك، وعليك بالتمارين السلوكية المضادة للمخاوف، مثلاً: ممارسة الرياضة مع مجموعة من الشباب هذه فيها خير كثير، وحتى تستطيع أن تذهب إلى الجامعة، عليك أن تبدأ بأن تذهب إلى الجامع بصورة منتظمة؛ لأن صلاة الجماعة من أكبر كوابح الخوف الاجتماعي، تعطي ثقة عظيمة في النفس وشعورًا بالأمان والطمأنينة، وهذا مفهوم؛ لأن المكان طيب، والفعل طيب، والحضور طيب، والله طيب لا يقبل إلا طيبًا.
اجعل منهج تفكيرك سلوكيًا على هذا النمط.
أريدك أيضًا أن تمارس تمارين الاسترخاء، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) يمكنك أن ترجع إليها وتطبق هذه التمارين.
أُثبت بما لا يدع مجالاً للشك أن المشاركات الإيجابية إذا قام بها الشاب أو الشابة في داخل أسرته، وكانت له مساهمات في شؤون الأسرة وكان بارًا بوالديه، هذا يزيل الخوف الاجتماعي.
أيها الفاضل الكريم: لا بد أنه عندك مجموعة من الأصدقاء الذين تثق بهم، خذهم كنموذج وكدوافع للتحسن وعدم الخوف.
بالنسبة للعلاج الدوائي: هنالك أدوية ممتازة جدًّا، كلها فاعلة، وكما تلاحظ أني تركت الدواء آخر شيء؛ لأني أعرف أنه يجب أن يكون كذلك حتى لا يعتقد الناس أن كل شيء علاجه في الدواء، الدواء له مساهمات جيدة جدًّا، لكن يجب أن تبدأ بما ذكرت لك.
إن لم تذهب إلى الطبيب النفسي أو لم تستطع ذلك فالزيروكسات دواء فاعل وجيد، ابدأ في تناوله بجرعة 12.5 مليجرام، تناولها يوميًا بعد الأكل لمدة شهرين، ثم اجعلها خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين، ثم خفض الجرعة واجعلها 12.5 مليجرام يوميًا لمدة ستة أشهر، ثم 12.5 مليجرام يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ، ثم توقف عن تناول الدواء، ويسمى (زيروكسات CR).
هنالك دواء بسيط جدًّا أيضًا يعرف تجاريًا باسم (إندرال) ويسمى علميًا باسم (بروبرالانول) تناوله بجرعة عشرة مليجرام صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام صباحًا لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
أعاني من عدم القدرة على التفاعل مع الآخرين | 1395 | الأربعاء 01-07-2020 05:35 صـ |
لا أشعر بالحزن أو الفرح، أشعر بأني غير طبيعي، وأريد حلا! | 1448 | الأربعاء 01-07-2020 06:12 صـ |
أقلق من الأدوية وأعاني من رهاب الخلاء | 631 | الأحد 28-06-2020 05:28 صـ |
خوف ورهاب اجتماعي، فما سبب هذه الحالة؟ | 2321 | الأربعاء 03-06-2020 03:53 صـ |
أعاني من الإحباط وأكثر من التأجيل، ما العلاج برأيكم؟ | 1054 | الثلاثاء 16-06-2020 02:21 صـ |