أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : اكتئاب ورهاب اجتماعي وتغير في المزاج.. إلى متى؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شكراً لمجهوداتكم المباركة, كما أود أن أتوجه بالشكر لسيادة الدكتور محمد عبد العليم المحترم -جزاه الله عنا كل خير-, وأقول له: لن أنساك، وسأدعو لك طول حياتي!

يا دكتور: أنا طالب جامعي في السنة الثالثة, وأدرس الهندسة, أبلغ من العمر 19 عاماً ونصف العام, أعاني خوفا من الاجتماعات وأخاف من مواجهة الناس, كما أنني أشعر بالبؤس والحزن ولا أشعر بمباهج الحياة, لدي أيضاً آلام جسدية قوية جداً, فلدي آلام في ظهري وصداع ملازم لي, ولا يهدأ أبداً. منذ عامين تعرضت لبعض المواقف السيئة, فكنت ألاحظ على نفسي شيئاً فشيئاً الميل نحو الانعزال عن الناس؛ لأنني قد صدمت فيهم سابقاً!

مشكلتي الكبرى والتي تؤرقني، هي: أن مزاجي يتغير بسرعة كبيرة جداً, فمثلاً عندما أتحدث مع أحد الأصدقاء -وتكون أمورنا طيبة جداً-, ولكن فجأة يتغير مزاجي, فأسرع في التهرب منه, وأستأذنه للذهاب بعيداً دون عودة!

دكتوري العزيز: أريدك أن تصف لي دواءً غير إدماني وله آثار جانبية قليلة, لأنني لا أستطيع تحملها. أنا أميل إلى الزولفت، لا أعلم ما السبب؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشكرك على كلماتك الطيبة، وجزاك الله ألف خير، ونسأل الله تعالى أن يعافيك وأن يشفيك، وأن يجعلك من الصالحين والموفقين.

الرهاب الاجتماعي هو في أصله قلق، ونسبة للإحباطات التي المتعلقة بالرهاب الاجتماعي يحس الإنسان بشيء من الكدر وعسر المزاج وتقلب المزاج، وهذا هو الذي يحدث لك، يعني الضجر الذي تعاني منه هو ضجر ظرفي، بل هو وقتي مرتبط بموضوع الخوف الاجتماعي.

أريدك أن تكون أكثر ثقة في نفسك، وأن تلجأ لأسلوب التعريض أو التعرض، لا تتهيب المواقف حتى وإن شعرت فيها بقلق شديد، لأن القلق الشديد هو مجرد تغيرات فسيولوجية تحدث في جسمك، لا أحد يطلع عليها، ولن يصيبك مكروه أبدًا بإذن الله تعالى.
يجب أن تكثر من المواجهات، والتواصل مع أصدقائك في الجامعة، ومشاركاتك يجب أن تكون معتبرة ومشهودة، ولا تكن في الصفوف الخلفية أبدًا، وكن دائمًا في الصفوف الأمامية في كل شيء.

بالنسبة للعلاج الدوائي: أتفق معك أن الزولفت دواء ممتاز، دواء فاعل، وله محاسن كثيرة، فهو سليم، ويعالج الخوف والرهاب وحسن المزاج بشكل واضح جدًّا.

في السودان قد لا تجد الزولفت بمسماه، وإن وجدته قد تجده مكلفًا، لكن هناك منتجات جيدة جدًّا، منتجات تجارية، هنالك شركة (سانفارما) الهندية لديها منتج ممتاز من هذا الدواء متوفر في السودان، إذن يمكنك أن تسأل عن الدواء تحت مسماه العلمي وهو (سيرترالين). والجرعة هي أن تبدأ بخمسة وعشرين مليجرامًا - أي نصف حبة من الحبة التي تحتوي على خمسين مليجرامًا - تناولها ليلاً بعد العشاء لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة - أي خمسين مليجرامًا - ليلاً، تناولها لمدة شهرين، ثم اجعلها مائة مليجرام - أي حبتين - ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفض الجرعة إلى خمسين مليجرامًا ليلاً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم اجعلها خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة شهر، ثم خمسة وعشرين مليجرامًا يومًا بعد يومٍ لمدة شهرٍ آخر.

هذه الطريقة العلمية الصحيحة للتعامل مع هذا الدواء، وحاول أن تكون ملتزمًا التزامًا قاطعًا بتناول الجرعة في وقتها، لأن هذا يساعد كثيراً في البناء الكيميائي مما يعجل إن شاء الله تعالى بالعلاج والشفاء والتعافي.

وانظر العلاج السلوكي للرهاب: (269653 - 277592 - 259326 - 264538 - 262637 ).

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا أشعر بالسعادة وأكره لقاء الناس، أرجو تشخيص الحالة. 1884 الأربعاء 15-07-2020 03:33 صـ
كيف أتخلص من رغبة الانعزال في البيت وأصبح اجتماعيًا؟ 1775 الأربعاء 15-07-2020 01:10 صـ
نوبات الهلع جعلتني أنعزل عن الناس 1568 الثلاثاء 16-06-2020 01:06 صـ
أشعر بالدونية والخوف، وأحب العزلة والانطواء، ما العلاج؟ 4437 الاثنين 11-05-2020 03:36 صـ
لا أستطيع الاندماج مع أصدقائي بسهولة.. أريد حلا 2348 الثلاثاء 28-04-2020 06:06 صـ