أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : كيف أتوب وأكفر عن الغش الذي فعلته في امتحانات الجامعة؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أشكركم على هذا الصرح العملاق، وأرجو الله أن يثيبكم عنه خير الثواب.
أريد أن أستفسر منكم عن شيء مخجل ومؤسف ولا يتماشى مع أخلاق الشاب المسلم العصامي والنبيل!
أنا ضعيف جدا في اللغة الانجليزية والرياضيات منذ صغري، ورغم محاولاتي الكثيرة لتحسين مستواي فيهما إلا أن جميع محاولاتي باءت بالفشل، وأجد صعوبة كبيرة في استيعابهما، وفي كل المراحل كنت أحصل على درجة النجاح بترفيع من المدرسين (حتى في مرحلة الثانوية العامة)، رغم أني كنت أداوم عند مدرس خاص، ورغم مستواي الجيد جدا في بقية الفروع، ولكن عندما وصلت إلى الجامعة كانت الرياضيات واللغة الانجليزية كابوسا يقض مضجعي، ولا يفارقني التفكير بهما ليلا! ورسبت بهما في أول فصل لي في الجامعة، ولكن صديقي اقترح على أن يقوم بتقديم امتحانات اللغة الأنجليزية بدلا مني؛ على أن يتم تزوير البطاقة الجامعة! وبالفعل قام صديقي بتقديم 4 امتحانات في اللغة الإنجليزية بدلا مني، وحصلت على درجة جيد مرتين، ومرة جيد جدا، ومرة ممتاز! وفي الرياضيات قام دكتور المساق بترفيع درجتي إلى درجة النجاح بعد 8 مرات رسبت فيها بمادتين من الرياضيات، وتخرجت من الجامعة بمعدل 80 %.
ولكن الآن أنا نادم أشد الندم على فعلتي! وسمعت أن ذلك يعني شهادة الزور التي وردت في القرآن الكريم، وأشعر أن ذلك سبب عدم حصولي على عمل، وأعتقد أن الله يحاسبني على ما فعلته!
فأرجوكم! أن ترشدوني إلى شيء يمكن أن يكفر عني ذنبي ويريح ضميري، ويعيد حقوق الطلاب الذين تقدمت عليهم في الدرجات بطريقة غير شرعية، وأرجوكم أن تدعوا لي بالعفو والمغفرة من الله!
والسلام عليكم ورحمة الله.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ جهاد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع.
وبخصوص ما ورد برسالتك – أخي الكريم الفاضل – فمما لا شك فيه أن ما فعلته هو نوع من التزوير المحرم، وأن هذا الأمر لا يليق بالمسلم -فعلاً- كما ذكرت، ولكن بما أن الأمر قد مضى وانتهى وأنت قد تخرجت الآن؛ خاصة وأنك تعمل في مجال لا تحتاج فيه إلى هذه الشهادات أو إلى هذا التخصص على وجه الخصوص، فأرى أن الذي عليك أن تستغفر الله تبارك وتعالى، وأن تتوب إليه من هذا الذنب، وأن تستر على نفسك، لأن الأمر قد مضى وانتهى، وهو ذنب كغيره من الذنوب التي إن تاب العبد منها تاب الله تبارك وتعالى عليه.
فما دمت لم تأخذ حقًّا من أحد ولم تعتد على حق أحد؛ فبإذن الله تعالى سيغفر الله لك ويتوب عليك، لأن هذه كبيرة من الكبائر ومما لا شك فيه، ولكن كما ذكرت لك أن الأمر قد مضى وانتهى وأصبح بين يدي الله تبارك وتعالى، والله تبارك وتعالى يقول: {قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله إن الله يغفر الذنوب جميعًا إنه هو الغفور الرحيم}، ويقول سبحانه: {إنما التوبة على الله للذين يعملون السوء بجهالة ثم يتوبون من قريب فأولئك يتوب الله عليهم}، ويقول: {وهو الذي يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات}.
وأتمنى ألا تربط بين عدم العمل وبين هذا الذي حدث منك في أثناء الدراسة، لأن هذا الأمر قد يكون وقد لا يكون، فأنت لا تعلم الغيب، أنت لا تعلم الغيب حتى تجزم جزمًا قاطعًا بأن سبب عدم حصولك على فرصة عمل إنما هو التزوير، أقول: هذا أمر صعب القطع به، لأن ذلك علمه عند الله تعالى، والنبي – صلى الله عليه وسلم – بشرنا بأن الندم توبة، وأن من تاب تاب الله عليه، فما دمت قد تبت إلى الله تبارك تعالى توبة نصوحًا فاعلم أن الله تبارك وتعالى سيغفر لك ويتوب عليك كما وعدك سبحانه في كتابه، أو على لسان نبيه – صلى الله عليه وسلم – وكل الذي عليك أنك إذا أُسند إليك أمرًا عليك أن تجتهد فيه غاية الاجتهاد، وأن تتقي الله تبارك وتعالى فيه، وأن تؤديه على الوجه الأكمل الذي يجعلك أهلاً لأن يكون راتبك حلالاً طيبًا بإذن الله تعالى.
أسأل الله جل وعلا أن يغفر لك، وأن يتوب عليك، وأن يتجاوز عن سيئاتك، وأن يجعلك من عباده الصالحين وأوليائه المقربين، وأن يمُنَّ عليك بعمل طيب مبارك لا يتعارض مع الشرع، ويكون فيه كفايتك وإعانتك لك ولأهلك على أمور الحياة، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
هل الذنب الذي ارتكبته بحق أحدهم سيعود لي؟ | 1593 | الأربعاء 29-07-2020 04:29 صـ |
أريد التغلب على الشيطان ونسيان الماضي، فكيف يمكنني ذلك؟ | 1496 | الأحد 19-07-2020 06:12 صـ |
كيف أثبت على ترك المعاصي والعلاقات المحرمة؟ | 1911 | الأحد 12-07-2020 11:53 مـ |
ملتزم دينياً ولكني أقع في المعاصي، ما النصيحة؟ | 902 | الثلاثاء 14-07-2020 05:31 صـ |
هل هناك طريقة أفضل وأكثر تأثيرا لتطوير النفس؟ | 1216 | الاثنين 06-07-2020 04:27 صـ |