أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : مريض الفصام... هل يعرف أنه مريض؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

يا دكتور سبق أن سألك شخص في الموقع عدة أسئلة، من ضمنها هل مريض الفصام يعرف أنه مريض؟ فأجبت بأن بعض المطلعين والذين لديهم أقارب مصابين تأتيهم بعض الهواجس والأفكار ربما تكون مقدمة لمرض الفصام، حقيقة أنا مصاب بالوسواس القهري، ومستقر نوعا ما على العلاج، وقرأت إجابتك وتضررت منها، وحصلت لي انتكاسة؛ لأني لا أعرف عن هذا المرض أن المريض المصاب به -شفاه الله- لا يعرف أنه مريض، وسوست بشدة؛ لأنني أخاف أن أتكلم بما يأتيني من وسواس، وذهبت للطبيب وصرف لي سيركويل 100 mg إضافة للسيبراليكس 20mg فهل الجرعة كافية؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنحن نأسف جدًّا إذا كنت قد تضررت من الحقيقة العلمية التي ذكرناها، قطعًا لم نقصد الإضرار بك أبدًا لا من قريب ولا من بعيد، وأعتقد أن الوساوس بالفعل قد جرتك لتأويلات وتفسيرات ليست صحيحة، والموقف العلمي هو الآتي:

كثير من الذين يعانون من مرض الفصام تجد بالفعل أن أقرباءهم يتوجسون - أو بعض أقاربهم على الأقل - خوفًا من هذا المرض، خاصة حين يسمعون أن العوامل الوراثية ربما تلعب دورًا، وتكون هنالك كثير من المغالطات والكثير من التشوهات المعرفية؛ لذا يجب أن يستقي الإنسان المعلومة الصحيحة من مصادرها.

وكلمة الهواجس والأفكار ليس من الضروري أن تكون مقدمة للمرض أبدًا، هي مخاوف، وقد تكون مخاوف مبررة.

الأمر الثاني - وهو ضروري جدًّا -: ليس صحيحًا أن مريض الفصام لا يعرف أنه مريض، أو على الأقل مجموعة كبيرة من مرضى الفصام سوف تعرف أنها مريضة، وذلك بعد الاستمرارية في العلاج، نعم عند الوهلة الأولى للمرض ربما يفتقد الإنسان الارتباط بالواقع ويكون غير مستبصر، ودرجة الاستبصار مرتبطة دائمًا بمعرفة الإنسان واطلاعاته المعرفية، وكذلك إلى أي مدى هو يريد أن يعرف الحقيقة؛ لأن الإنسان مهما مرض لا يفقد ملكاته كلها أبدًا، هذا ليس صحيحًا، حتى الذي يعاني من مرض عقلي مُطبق، إذا قلت له: (السلام عليكم) ربما يقول لك: (وعليك السلام) يذهب ويقضي حاجته، يطلب الطعام، أليست هذه ملَكات؟! هذه ملكات أيها الفاضل الكريم.

فأرجو أن تصحح الأمور على هذا النسق، وهو أنه ليس كل مرضى الفصام لا يُدركون، فيهم من يُدرك، وإن كان الإدراك جزئيًا في بعض الحالات، وفي بعض الحالات يكون الإدراك إدراكًا كاملاً، لكن في بداية المرض قد تختلط الأمور على المريض ويكون غير مرتبط بالواقع.

نحن الآن لدينا مرضى - جزاهم الله خيرًا - حين تأتيهم الهلاوس السمعية يعرفون أنها هلاوس سمعية، نعم هي تفرض إرادتها عليهم، لكنهم كثيرًا لا يتبعونها، وحين تأتيهم الأفكار الظنانية يعرفون أنها أفكار ظنانية، لكن في بعض الأحيان تتسلط الفكرة للدرجة التي تكون مقنعة لهم بأنها غير ضلالية، وهكذا.

إذن خلاصة الأمر: أن هناك من مرضى الفصام من يُدرك أنه مريض حتى وإن كان إدراكه جزئيًا، فهذا نعتبره أمرًا جيد.

الأمر الثاني: التخوفات من الأمراض النفسية هي تخوفات طبيعية، لكن الإنسان يجب أن يكون مرجعه: {قل لن يصيبنا إلا ما كتب الله لنا}.

أيها الفاضل الكريم: أنا أقدر ظرفك جدًّا؛ لأن الوسواس بالفعل يقود صاحبه إلى توجسات وهواجس وقلق توقعي خاصة حول المرض، أنت الآن تتعالج لدى الطبيب، والحمد لله تعالى تتناول أدوية ممتازة، السبرالكس دواء فاعل جدًّا لعلاج الوساوس، والسوركويل قطعًا مدعم ومساند للسبرالكس.

أرى أن الجرعة كافية ومفيدة -إن شاء الله تعالى- وتابع مع طبيبك أيها الفاضل الكريم، وأسأل الله تعالى أن يحفظك من كل مكروه.

أشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أعاني من أعراض نفسية، هل أنا مصاب بالفصام؟ 1469 الأحد 28-06-2020 02:44 مـ
أشك بأني مصابة بالفصام.. 2302 الاثنين 27-04-2020 03:41 صـ
أعاني من الفصام.. وأريد علاجا يساعدني 2459 الثلاثاء 21-04-2020 04:52 صـ
هل أنا مصاب بالفصام؟ 5628 الأربعاء 12-02-2020 04:14 صـ
أخي انغلق على نفسه وأصبح انطوائيا، ولا يرى نفسه مريضا! 3889 الأحد 09-02-2020 01:03 صـ