أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الرهاب الاجتماعي يجعلني أرتبك أمام الآخرين..فما الحل؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أسعد الله أوقاتكم بكل خير دكتور محمد, والله أكتب لك رسالتي وأنا مستبشر بكل خير مما سمعته عنك في مواقع ومنتديات, تصف ما مَنّ الله عليك بفضله من إلمام ودراية بطرق العلاج الصحيحة للحالات النفسية.

أحب أن أختصر رسالتي بكتابة معلوماتي بشكل نقاط حتى لا أنسى ما قد يكون مهما, وأحاول قدر المستطاع أن أساعدك في تحليل ما أعاني منه, بارك الله فيك.

• عمري 37 عاما، جامعي, وموظف بموقع مرموق, أقابل فيه الجمهور, وأنا رئيس لمجموعة موظفين.

• هادئ بطبعي, مبتسم دائماً, لا أتحدث كثيرا, وأميل للانطواء منذ الصغر.

• عند التوتر أو مقابلة الناس تعرق يداي, حتى في الأماكن الباردة يحصل ذلك, وتكاد تتجمد من البرد؛ مما يسبب لي الألم والحرج.

• في بعض الحالات أصاب باحمرار الوجه, وتعرق الجسم.

• عند الرغبة بالحديث مع أحد كبار الموظفين لا أجد ما أقوله, تضيع مني الأفكار وأرتبك.

• أرتبك وأتوتر, وألتزم الصمت عند الاجتماعات وحضور الغرباء, وأشعر بالتوهان, ولا أعرف كيف أبدأ, أو ماذا أقول.

• لا أحب الجلوس حتى مع الأهل؛ تفاديا للارتباك والحرج.

• خطبت مرتين, وفشلت بسبب شعوري بالفتور من التواصل مع الطرف الآخر, والذي فسر بعدم رغبة مني في إتمام الزواج.

أخيراً يا دكتور محمد: أخشى من الفشل نتيجة ما أعانيه, فرغم عملي المستمر في مقابلة الجمهور لسنوات عديدة؛ إلا أن أعراض الرهاب لا تزال تتكرر في مواقف متجددة, والمذكورة سلفاً, أريد تكسير بعض الحواجز, وسأنطلق بعدها بإذن الله, فأنا أجد هذه الرغبة في نفسي, لكن الأفكار السلبية تصارعني, وأريد كسب معركتي معها بإذن الله, وأريد أن أتزوج قبل أن يضيع عمري بين همي وقلمي ودفتري.

أرجوك ساعدني, عسى ربي أن يجعل عملك شفيعاً لك يوم القيامة.

اللهم آمين.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ bldozr bldozr حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

رسالتك كلها جميلة، وقطعًا انشرح صدري لبدايتها, وكذلك لنهايتها، وأقول لك جزاك الله خيرًا، ومن قال لأخيه جزاك الله خيرًا فقد أجزل في الثناء.

أيها الفاضل الكريم: أفكارك مرتبة، منظمة، وهذا دليل على منهجيتك الجيدة في الحياة، قطعًا أنت مُلمّ ومدرك إدراكًا تامًا أنك تعاني من درجة بسيطة جدًّا مما يمكن أن نسميه بالرهاب, أو الخوف الاجتماعي الظرفي، وأنا أعتقد أن درجة انضباطك ومحاولتك أن تكون مُجيدًا في كل شيء ربما هي التي وضعت عليك بعض الضغوطات, وحولت قلق الأداء إلى قلق سلبي, هذا يحدث أيها الفاضل الكريم.

فالذي أريده منك هو أن تتعامل مع الأمور بصورة أبسط، أنت الحمد لله بخير، وعلى خير، وتملك ناصية الأمر من حيث المقدرات، ومن الواضح أنك تحب عملك، وتحب مساعدة الآخرين، فهذه يجب أن تكون محفزات بالنسبة لك.

الأمر الآخر وإن كان ليس بالسهل، لكن أريدك أن تنتهجه كمنهج، وهو ألا تراقب ذاتك عند الأداء، هذا مهم جدًّا، نحن نقول: إن الإنسان يجب أن يكون صارمًا مع نفسه، ويراقبها فيما يخص طاعة الله، أما بقية الأمور فالنفس تُدرك وتوجه ذاتها خاصة فيما يخص موضوع التعامل الاجتماعي، وأنت رجل امتلكت المهارات، ولديك الكياسة والفطنة لتُدير تواصلك الاجتماعي.

المظاهر الفسيولوجية التي تعاني منها مثل احمرار الوجه وتعرق الجسم، قطعًا أنا لا أقلل من شأنها، ولا أنكر وجودها، لكن أعتقد أن هنالك مبالغة من الإخوة الذين يعانون من الخوف الاجتماعي، يحدث لهم نوع من التحسس الشديد حول هذه المتغيرات الفسيولوجية، نعم قد يحدث هنالك احمرار بسيط في الوجه، وهو ناتج من ضخ الدم بكميات أكبر، وهذه عملية فسيولوجية بحتة، بل هي صحيّة، لأن الإنسان حين يكون في وضع مواجهة كما يقولون: إما أن يقاتل وإما أن يهرب، والواقع في مثل هذه المواجهات هو أن نحسن الأداء، لذا يستجيب القلب من خلال ضخ الدم بصورة أكبر، لتتشرب أعضاؤنا بالأكسجين لتحسن الأداء، فالعملية عملية فسيولوجية بسيطة، ومشاعرك أعتقد هي مبالغ فيها، فأرجو أن أطمئنك.

ونقطة أخرى دائمًا نركز عليها وهي: أنت لست في حالة مراقبة من الآخرين، لا، أنا متأكد أن الآخرين يُثنون عليك ويطرونك ويشكرونك على ما تقوم به، أعتقد أن صورتك جميلة جدًّا أمام الآخرين.

فيا أخِي الكريم: يجب أن تحس بشيء من الإشباع والرضا الداخلي.

الأمر الآخر بالطبع هو الإكثار من المواجهات، وأن تُكثر من الاطلاعات، بمعنى أن تقوّي ذخيرتك المعرفية، هذا يساعدك كثيرًا في التحدث مع الآخرين والدخول في حوارات ونقاشات، وحضّر نفسك حين تكون ذاهبًا لمهمة كبيرة لتقديم شيء, أو عرض أمام الآخرين, أو مناقشة في موضوع معين، من الطبيعي جدًّا أن تضع خارطة ذهنية حول الذي سوف تقوله.

الرياضة مهمة جدًّا، وكذلك الإكثار من التواصل الاجتماعي وتطبيق تمارين الاسترخاء، نحن دائمًا ننصح بها، ويا حبذا أيضًا إذا ذهبت وقابلت الطبيب النفسي لمرة واحدة، وإن لم تستطع فأعتقد أن عقار زيروكسات أو زولفت بجرعة صغيرة سوف يكون مفيدًا لك جدًّا.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كيف أتخلص من الخجل والخوف عند لقاء أشخاص غرباء؟ 1679 الاثنين 10-08-2020 05:26 صـ
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا 1252 الأحد 09-08-2020 02:09 صـ
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ 2335 الخميس 23-07-2020 06:16 صـ
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ 1666 الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ 3563 الأحد 19-07-2020 09:33 مـ