أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : وسواس ارتفاع الضغط أقلقني.. ماذا أفعل؟

مدة قراءة السؤال : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم

جزيتم خيرا على جهودكم, وأبعد الله عنكم شر الأمراض, وأشفى كل مريض.

لقد أرسلت لكم استشارتي السابقة بخصوص ضغط الدم, فلدي وسواس من ضغط الدم, وبعد آخر استشارة ذهبت إلى أخصائي القلب، -وهو محترف في الأردن-, وقال لي: إن القلب سليم, ولا توجد أي مشاكل, فأخبرته عن مشكلتي، فقال لي: من الممكن أن تكون أنت من الأشخاص القلقين.

فحص ضغطي فوجده (110\\70) وقال هو ممتاز, ولكن للاحتياط تناول عقار (كنكور 2.5) تناولته منذ 6 أشهر, -والحمد لله- ذهبت نوبات ارتفاع الضغط, وكنت مرتاحا جدا, ولكن القولون العصبي كان يؤذيني كثيرا, فأعراضه تزيد كل يوم عن الآخر، المهم أصبح ضغطي (100-60) أو (110-70) أو (120-80) في قمة ارتفاعه, ونبضات قلبي لا تزيد عن 68 نبضة.

بعد ذلك تقدمت لخطبة فتاة, والحمد لله, وكنت شديد التوتر, وبعد الخطبة مباشرة أصبح ضغطي (140-80 /130-80) ونبضات القلب (80 -100) فأصبحت قلقا جدا, لماذا ارتفع في يوم وليلة بهذه الصورة؟ بعدها أصبت بضيق تنفس شديد, حيث إني لا أستطيع أخذ نفس كامل, وقد قمت بالدخول إلى الطوارئ, وأجابني أن هناك غازات شديدة في بطنك, مع انفلونزا, وحولوني على تنظير القولون.

فحصت عدة فحوصات قلب, وكان (الهيموجلوبين 15.5) قبل العملية, وبعد عملية التنظير قال الدكتور: القولون سليم -والحمد لله-, وقال: يجب مراجعة طبيب الصدرية.

ذهبت إلى طبيب الصدرية, فوضع السماعة على صدري فقط, وقال لا يوجد شيء, فسألته ما سبب ضيق التنفس؟ فقال لي: راجع دكتور القلب, ذهبت إلى طبيب القلب في نفس المستشفى, فعمل لي تخطيطا, وفحص جهد, وإيكو, وكلها كانت سليمة, ما عدا الإيكو, حيث قال: يوجد هناك سماكة في البطين الأيسر بسبب ضغط على القلب, فتفاجأت كثيرا.

أنا أفحص ضغط الدم منذ سنة, كل يوم 10 مرات, ولم أجده مرتفعا, فكيف حصل ذلك, ونتيجة الفحوصات أظهرت ارتفاع (الهيموجلوبين) إلى 18 في يومين, فحولني إلى أخصائي الدم والأورام, وفعلا؛ ولا أخفيكم أني أصبت بالذهان لما سمعت, فعمري 24 عاما, وكل هذا بدأ بالقولون العصبي, فسألت الدكتور أني غير مصاب بضغط الدم, وأتناول الكونكور فقط لحماية القلب, فقال لي: يحتمل أنه من القولون.

راجعت طبيب الدم والأورام, فقام بفحص اسمه (jak2 ) وفحص (ايثروبتين) فوجد نقصا في هرمون الكلى (ايثروبتين) فقال لي: يجب أخذ خزعة من نخاع العظم؛ فرفضت، وقمت بإعادة فحص الدم في عدة مستشفيات, وإذا بالدم بعد يومين ينخفض إلى (16.5).

بصراحة دكتور الدم انصدم قليلا, ولم يعرف ماذا يقول, فقلت له لا أستطيع دفع تكاليف الخزعة؛ لأنها مكلفة, فقال لي افحص الدم كل 3 أيام، وإذا وجدته مرتفعا فراجعني.

الآن ما رأيكم في الذي يحصل؟ والناس قالوا لي: إن دكتور القلب الذي ذهبت إليه ليس جيدا, حيث إنه يقول هذا الكلام لكل الناس, ولا أعلم ماذا أفعل, هل صورة الإيكو تتغير خلال 6 أشهر؟ وهل سماكة القلب خطيرة؟ وما الحل؟ وكيف أرجع ضغطي إلى (110 \\70)؟ وما سبب ارتفاعه بهذه الطريقة؟ وهل أراجع طبيب قلب آخر؟ لعل صورة الإيكو خاطئة!

اعذروني للإطالة, وجزيتم خيرا.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohammad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الإنسان حين يكون قلقا حول صحته قد يصاب بمخاوف مرضية شديدة، وهذا قد يتحول إلى مراء مرضي، والمراء المرضي من الأشياء المعيقة فتجعل الإنسان يوسوس حول الأمراض، ويقرأ عنها، ويتنقل من طبيب لآخر، وتكون شاغلة له، وتجد من يعاني من المراء المرضي دائما يضخمون الأمراض والأشياء البسيطة.

أنت قطعا لديك شيء من الذي ذكرته، وأنا أرى أن أمورك طبيعية جدا، وهذه التقلبات والتذبذبات البسيطة في ضغط الدم من هنا وهناك، وحتى الذي وجده الطبيب لا أرى أنه مهم، فالإيكو الأول كان سليما، وهي مجرد اختلافات بسيطة تشاهد في أثناء الفحوصات، ويجب أن تصل لقناعة تامة أنك في حالة صحية جيدة، ويجب التوقف تماما عن التنقل بين الأطباء، والمطلوب أن يكون لك تواصل مع طبيب باطني جيد تثق فيه، أو طبيب الأسرة، وذلك من أجل الفحوصات الدورية والتي تجرى مرتين كل 6 أشهر.

بالنسبة للإيكو يمكن أن تعيده بعد 3 أشهر من الآن, لكن يجب أن لا توسوس، ولا تنتقل بين الأطباء.

الذين يعانون من المخاوف المرضية يجب أن يعيشوا حياة صحة، وهذه الحياة تتطلب ممارسة الرياضة، والتوزان الغذائي، والتفاؤل، والتفكير الإيجابي، والحرص في أمور الدين، والتواصل الاجتماعي، والترفيه بما هو طيب، وبر الوالدين وإدارة الوقت بصورة طيبة، والسعي في تطوير النفس معرفيا، هذه الأسس التي أرى الأخذ بها في حالتك.

قياس ضغط الدم المتكرر، علاجه أن تتوقف عن هذا القياس، فمقدار الضغط طبيعي، والتذبذبات أمر متوقع، وليس هناك فرق بين ضغط الدم الطبيعي في اليد اليمنى واليد اليسرى، وأنصحك تماما أن تبتعد عن استعمال مقاييس الضغط التي تحصل عليها في الصيدليات، وأرى أن هذا ليس من مصلحتك، ويجب أن تكون صارما مع نفسك وذاتك، وابتعد عن هذا الذي تمارسه، وقطعا سوف تحس بشيء من التوتر والخوف في بادئ الأمر، ثم ستتكيف وتقبل بأن تنتهج المنهج الصحيح فيما يتعلق بمفاهيمك حول صحتك.

أخذت تجارب طويلة مع عدة أطباء، لكنك لم تطرق باب الطبيب النفسي، وكنت أود ذلك، وهذا لا يعني أنك مريض بمرض نفسي معيق، المخاوف المرضية تحت نطاق الأطباء النفسيين، فإن استطعت أن تذهب لأحدهم فهو أفضل لك، ولن تحتاج إلى شيء كثير، فستعطى دواء للمخاوف القلقية، مثل باروكستين ويعرف باسم زيروكسات سي أر، بجرعة 12 ونصف مليجراما لمدة 6 أشهر تناوله يوميا، ثم نفس الجرعة 12 ونصف مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهرين، ثم 12 ونصف مليجراما مرة واحدة كل ثلاثة أيام، ثم 12 ونصف مليجراما مرة واحدة كل 3 أيام لمدة شهر واحد، ثم يتم التوقف عن تناول الدواء، أو يمكنك أن تتناول الدواء الذي يراه الطبيب مناسبا لك.

نسأل الله لك التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
الخوف والوسواس دمرا حياتي، فكيف أتخلص منهما؟ 2295 الاثنين 20-07-2020 05:47 صـ
أعاني من تسارع نبضات القلب ودوخة شديدة وانقطاع النفس! 2558 الاثنين 20-07-2020 04:09 صـ
أخاف من الإصابة بالأمراض وهذا الأمر أتعبني فهل من نصيحة؟ 2238 الاثنين 20-07-2020 03:27 صـ
أعاني من انتفاخ الغدد اللمفاوية تحت الفك من جهة واحدة 1143 الأحد 19-07-2020 01:25 صـ
أعاني من الخوف من كل شيء، فما الحل؟ 2819 الأربعاء 15-07-2020 01:50 صـ