أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أطفالي الثلاثة يعانون من التبول اللاإرادي رغم تجربتي لطرق الوقاية

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله

عندي ابنة عمرها 10 سنوات، وابنة عمرها 6 سنوات، وولد عمره 8 سنوات، وكلهم يعانون من التبول اللاإرادي، وهذا يتعب نفسيتهم جميعا، مع أني أتجاهل الموضوع، لأنني عانيت منه ولفترة طويلة جداً وأشعر بمعاناتهم، لكن والدهم يقسو عليهم في هذا الأمر، وبات الموضوع يحرجهم، خاصة إذا حضرت إحدى زميلاتهن أو قريباتهن للمبيت عندهن.

أرجو مساعدتي، فقد جربت الأدوية والوصفات الطبيعية، ومنعتهم من شرب السوائل بعد المغرب، وأيقظتهم كل ساعتين للذهاب للحمام دون جدوى، ابنتي الكبيرة نومها ثقيل جداً حتى حين أوقظها ليلا تستيقظ وهي غير واعية، أسألها مرارا: إلى أين نحن ذاهبون الآن؟ فتأخذ وقتا كبيرا جدا حتى تجيبني، فأرجو مساعدتي ومساعدة أطفالي!

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ malak حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فالتبول اللاإرادي هنالك عدة عوامل قد تكون سببًا فيه، منها: عدم الاستقرار النفسي للطفل، والإكثار من انتقاده دون توجيهه وتحفيزه، وفي ذات الوقت قد تكون هنالك أحداث أو متغيرات حياتية بسيطة أو كبيرة أثرت في حياة الطفل، حتى الانتقال من فصل دراسي إلى آخر قد يؤثر على الطفل.

هنالك عامل آخر مهم، وهو: أن العوامل الوراثية قد تلعب دورًا في بعض الأحيان، هنالك بعض الأسر نلاحظ أن التبول اللاإرادي يكثر بين أفرادها، وهنا ربما تكون الوراثة عاملاً، لكن هذا نوع من الوراثة يمكن تغييره تغييرًا كاملاً من خلال تغيير البيئة، وتحفيز الطفل، وتوجيهه بصورة صحيحة، أطفالك في عمر يُدرك فيه الطفل ويفهم ويعرف، ويستجيب للتوجيه سلبًا كان أم إيجابيًا.

للتعامل مع حالة أطفالك، أولاً: يجب أن تكون هنالك وسطية واستمرارية في طريقة التعامل مع الأطفال، قسوة زوجك خطأ، وليونتك وتسامحك الشديد أيضًا خطأ، الأمر الصحيح هو عدم انتقاد الأطفال، لكن توجيههم وتحفيزهم وتنبيههم للبعد عن التكاسل.

هنالك علاجات تطبيقية مهمة، أولها تنمية مقدرات الطفل بصورة عامة، دون أن نتحدث عن التبول اللاإرادي، مثلاً ابنتك هذه – حفظها الله – يمكن أن نجعلها تثق في نفسها من خلال أن تعتمد على نفسها في ترتيب ملابسها، والمساعدة في أعمال المنزل، والاهتمام بإخوتها الصغار، وأن نعطيها شيئًا من الاعتبار، هذا ينمّي ثقتها في نفسها، وينعكس عليها إيجابًا، وكذلك بالنسبة لأختها وأخيها، كلٌ نجعله يعتمد على نفسه حسب مرحلته العمرية، هذا أمر مهاراتي عام، لكنه قطعًا يؤثر تأثيرًا إيجابيًا في موضوع التبول اللاإرادي.

ثانيًا: من المهم جدًّا أن يمسك ويحبس الطفل البول أثناء النهار، هذا يعطي فرصة كبيرة للمثانة حتى تتسع، الطفل الذي لديه تبول لاإرادي غالبًا يكون هنالك تكاسل من جانب المثانة، لكن الطفل حين يحبس البول في أثناء النهار، هذا يعطي فرصة للمثانة أن تتسع وأن ترتخي عضلاتها، كما أنه يعطي فرصة كبيرة لمحابس البول الموجودة في أعلى السبيل وأسفل المثانة من أجل أن تفتح أو تغلق حسب اللحظة المطلوبة، هذا يجب أن يُشرح للطفل، ويا حبذا لو قمنا بعرض رسم توضيحي للطفل حول الجهاز البولي.

النقطة الثالثة هي: أن يتعلم الطفل كيف يُفرغ مثانته الإفراغ التام، كثير من الأطفال حين يذهبون إلى دورة المياه ويبدأ الواحد في التبول بعد أن تنقطع حرَّة البول قد ينهض دون إكمال بوله بصورة صحيحة، وهنالك دراسة أشارت أن بعض الأطفال لا يكملون بولهم لدرجة أن ثلث كمية البول تبقى في المثانة، وعليه ضروري أن ننبه الطفل بصورة جميلة أن يجلس وقتًا كافيًا، وأن يدفع من خلال شد عضلات بطنه لإفراغ المثانة كاملة.

رابعًا: عدم تناول المدرات بعد الساعة السادسة مساءً.

خامسًا: أن يُفرغ الطفل مثانته إفراغًا كاملاً قبل النوم، وأن نعلم الطفل أذكار النوم، وأن نجعله في حالة هدوء وسكينة قبل النوم.

سادسًا: تطبيق طريقة النجوم مع الأطفال، وهي طريقة تحفيزية تعرفها الأمهات تمامًا، تكون هنالك لوحة بالقرب من سرير الطفل أو غرفته، يعرف تمامًا أن أي فعل إيجابي يقوم به سوف يكافأ من خلال إلصاق نجمة أو نجمتين أو ثلاث على تلك اللوحة، وحين يقوم بفعل سلبي سوف تُسحب منه نجوم، يكون التركيز في الإثابة على موضوع التبول، وفي نهاية الأسبوع يستبدل الطفل ما اكتسبه من نجوم بهدية معقولة، هذه طريقة مجربة، فاعلة وممتازة، بشرط أن تطبق بالتزام وجدية، وأن يفهم الطفل مُدخلاتها ومُخرجاتها.

إذا أخذت بمجموع هذه الإرشادات مع شيء من التأني والصبر في التطبيق، سوف تحلين مشكلة أبنائك - إن شاء الله تعالى -.

شيء آخر وهو دور العلاج الدوائي، هنالك أدوية يأتي على رأسها عقار (إمبرامين) تستعمل للتحكم في التبول اللاإرادي الليلي، لكن طبعًا استعمال الأدوية يجب أن يكون بحذر شديد، وابنتك التي عمرها عشر سنوات لا مانع أن تتناول هذا الدواء بجرعة عشرة مليجرام يوميًا لمدة أسبوع، ثم ترفع الجرعة إلى خمسة وعشرين مليجرامًا يوميًا لمدة شهرين، ثم عشرة مليجرام يوميًا، ثم يتم التوقف عن تناوله، أما الطفلان الآخران فلا أنصح باستعمال أي دواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لهم العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...