أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : كيف أتخلص من الوساوس التي أخذت من وقتي الكثير؟
السلام عليكم
منذ صغري وأنا أعاني مشاكل قد تكون ناتجة عن ظروف تربيتي، ولكن لا أعرف هل هي تنطبق تحت مسمى وسواس؟ وهل تصنف ضمن الوسواس القهري أم لا؟ وقد بدأ الأمر معي بعدم الثقة في نفسي، مثلا عندما كان يقول لي أحد أصدقاء والدي: بأن أرسل السلام إلى الوالد فأقول لوالدي: فلان يسلم عليك أو لا يسلم، وهذا من الشك في النفس، والحمد لله تغلبت على هذا الأمر، ولكن ما إن تغلبت عليه دخلت في أمر آخر فكنت أسأل المدرسين الذين يدرسون لي أسئلة كثيرة ليس رغبة في معرفة الجواب فحسب، ولكن يكون لدي رغبة ملحة لأن أسأل السؤال، ولا أستريح إلا بعد معرفة الجواب, وأيضا قد تغلبت على هذا الأمر, ويظهر لي شيء آخر يشغل تفكيري.
عندما أكون في محاضرة وأجلس بجانب أحد الزملاء وجسدي ملتصق في جسده من الزحام في المدرج أظل أشغل بالي طول المحاضرة، هل هو مستريح من جلستي هذا أم لا؟ وأظل أفكر في هذا طول وقت المحاضرة، وأحاول الابتعاد قليلا عنه حتى أرضى الفكرة الملحة، وهي هل هو مستريح أم لا؟ وأيضا تغلبت على هذه الفكرة، ولكن سرعان ما تسيطر علي فكرة أخرى, وعندما أجلس أفكر هل رجلي يجب أن تكون بذاك الوضع أم أنها يجب أن ترتفع قليلا أو تنخفض قليلا, كلها أمور تبدو تافهة أو جنونية.
المشكلة الكبرى أنه غالبا أصبحت الأفكار التي تسيطر علي تأتيني وأنا أذاكر، وعندما أحاول التغلب عليها فلا أستطيع التركيز في المذاكرة، ويتشتت ذهني, فما علاج هذه المشكلة؟ وما هو تصنيفها؟ أشعر أن الأمر ليس في الفكرة ذاتها، ولكن إنما هو مجرد شيء يشغل بالي، ويشتت ذهني، وما إن أتخلص منه يأتيني شيء آخر.
أعاني من اضطراب في الكلام عند التحدث مع الآخرين، حيث أشعر بخوف ولكن هذا الأمر قل بعض الشيء نتيجة تكوين أصدقاء أكثر عما كنت عليه بالماضي، حيث إنني شخصية انطوائية إلى حد ما.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الأمثلة التي ذكرتها كتجارب نفسية مررت بها واضحة جدًّا، وهي تحمل الطابع الوسواسي، لا نقول إنك تعاني من وسواس قهري حقيقي مطبقٍ، ولكن هناك ميول لإشباع العُصاب الوسواسي من خلال الفكرة التي تأتيك، وكذلك محاولتك التجاوب مع الفكرة بما يُريحك حتى لا يحدث لك أي نوع من (الخنق الوسواسي).
الحالة - إن شاء الله تعالى – بسيطة، وأنت مُدرك لكل تفاصيلها، والذي أنصحك به هو تحقيرها، تحقيرها تحقيرا تاما، عدم الاهتمام بها، وفعل ما هو مضاد، ولا تسترسل في مناقشة الأفكار الوسواسية، أو حتى الأفعال النمطية التي تقوم بها في بعض الأحيان إرضاءً لوساوسك، الإغلاق على الوساوس وتجاهلها وتحقيرها هو مفتاح العلاج الرئيسي.
قطعًا العلاج الدوائي يفيد أيضًا، وربما يكون مطلوبًا في حالتك، بالرغم من أن حالتك بسيطة لكن جانب القلق موجود، حتى إن هذا القلق قد دفعك لنوع من المخاوف الاجتماعية البسيطة، ولكن كما تفضلت استطعت أن تحتويها.
أنا أعتقد أن تناول جرعة صغيرة جدًّا من عقار مثل (زولفت) والذي يعرف أيضًا تجاريًا باسم (لسترال) ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) ويسمى تجاريًا في مصر باسم (مودابكس) سيكون مفيدًا لك، بشرط أن يكون عمرك أكثر من ثمانية عشر عامًا.
جرعة المودابكس، وهي أن تبدأ بنصف حبة، تتناولها يوميًا بعد الأكل، ثم بعد عشرة أيام اجعلها حبة كاملة، تناولها ليلاً لمدة شهرين، ثم اجعلها نصف حبة ليلاً لمدة شهر، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم توقف عن تناول الدواء.
الانفتاح الاجتماعي والتواصل الاجتماعي المهارتي، وهذا يُكتسب من خلال: ممارسة الرياضة الجماعية، حضور الأنشطة الثقافية والاجتماعية، والحرص على صلاة الجماعة، هذا يؤدي إلى صعود وتطور حقيقي في مهارات الإنسان الاجتماعية، ويُخرجك - إن شاء الله تعالى – من كبت الانطوائية.
دائمًا انظر لنفسك نظرة إيجابية، وطور من مهاراتك الخاصة، مهارات التواصل، مثل: النظر إلى الناس في وجوههم حين تتحدث منهم، واعلم أن تبسمك في وجه أخيك صدقة (وهكذا) وحاول أن تكون مشاركًا في الأنشطة الأسرية، بل عضوًا فعّالاً، هذا - إن شاء الله تعالى – يزيل عنك أيضًا قلق المخاوف الوسواسي.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
أعاني من انتفاخ الغدد اللمفاوية تحت الفك من جهة واحدة | 1143 | الأحد 19-07-2020 01:25 صـ |
أعاني من وسوسة أني سأفشل في الامتحانات، فماذا أفعل؟ | 875 | السبت 11-07-2020 09:24 مـ |
عانيت من الوسواس وصارت لدي أفكار غريبة | 1458 | الأربعاء 08-07-2020 10:00 مـ |
أعاني من وسواس وعندي اكتئاب دائم، ما العلاج؟ | 1028 | الثلاثاء 30-06-2020 04:47 صـ |
أعاني من الوسواس والخوف وتوقعات قد تحدث | 3634 | الأربعاء 06-05-2020 06:39 صـ |