أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : خوفي من الموت يكاد يفقدني متعة الحياة، فما الحل؟
أنا فتاة جامعية، أبلغ من العمر 21 سنة.
قبل فترة في آخر يوم من أيام رمضان، وأثناء صلاتي، أصابتني نوبة، حيث تسارعت نبضات قلبي، وضاق تنفسي، وشعرت وكأنني سأموت، وبعدها أصبحت أشعر بالضيق والكآبة دائما، وبعد فترة أتتني حالة تخدرت قدماي فيها، وأصبحت دقات قلبي مضطربة، وأحسست بالموت، وركضت مسرعة إلى أمي وأنا أبكي، ومن بعدها صرت أخاف من الموت، وأرتعد إذا ذكر أمامي، وصار يأتيني خدر في قدماي، وأشعر بحرارة في أنحاء متفرقة من جسدي، وكأنها حرارة الاحتراق، كما وأشعر بتنميل، ودوخة، وعدم تركيز، وكأن رأسي ثقيل، وأحس وكأن غشاوة على عيني خصوصا أثناء دوامي، وأحيانا أشعر بانسداد في أذناي، وأشعر وكأن شي يسد حلقي.
أعلم أن هذا قلق، ولكن لا أستطيع التخلص من هذا الشعور.
بدأت بالمحافظة على أذكاري، وبدأت بقراءة سورة البقرة يوميا لفترة شهر، ودائماً ما أدعو الله أن يخلصني من هذه الوساوس، وأن يطيل في عمري، ولكني ما زلت أشعر دائما بالخوف وتلك الأعراض، ففكرة الموت أصبحت ملازمة لي، وبت أخشى أنني لا أستطيع أن أبعدها عن بالي، وأصبحت لا أطيق الجلوس لوحدي، ولا أحب الهدوء، وأحاول الاختلاط كي أبعد تفكيري، ولكني الآن حتى وأنا بين أهلي يغزوني التفكير به، وأن الإنسان يشعر بقرب أجله، فتصيبني وخزات في قلبي لا أستطيع بسببها أن أنام براحة، مما سبب لي الأرق، فكثيرا ما أستيقظ عدة مرات من نومي خائفة بدون كوابيس، وأخاف أن أنام بعد أهلي.
أرجوا إفادتي، فأنا أعاني.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بدور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
قلق المخاوف يظهر في عدة صور، ومنها ما عانيت منه من نوبة خوف وهلع، وتمركز معك الخوف حول الموت، وهذا عرض شائع جدًّا، وأنا أؤكد لك أن الأمر بسيط، يعالج من خلال تفهم هذه الحالة، وأنها مجرد نوع من الخوف ومن القلق غير المسبب، وتظهر هنالك أعراض جسدية، مثل: التنميل، والدوخة، وتسارع ضربات القلب، وهذه كلها ناتجة من تغيرات فسيولوجية طبيعية.
إذًا أن تفهمي طبيعة علتك هذا في حد ذاته نوع من العلاج الجيد جدًّا.
بالنسبة لموضوع الموت والخوف من الموت:
فهذا يعالج (حقيقة) من خلال أن يتفهم الإنسان بصورة أعمق أن الخوف من الموت لا يزيد في عمر الإنسان ولا ينقص في عمره شيئا، والإنسان يعمل لما بعد الموت، وعليك بالدعاء، وأن تسألي الله تعالى أن يحفظك ويطيل عمرك في عمل الصالحات، وأن تحرصي على الأذكار، هذا مهم وضروري جدًّا.
نصيحتي لك أيضًا هي أن تطبقي تمارين الاسترخاء، فهذه التمارين تمارين مفيدة وممتازة جدًّا، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم 2136015 أرجو أن ترجعي إليها، وسوف تجدين فيها - إن شاء الله تعالى – ما يفيدك.
نقطة أخرى هي: أن تعيشي الحياة بإيجابية، ركزي على دراستك، تواصلي مع صديقاتك، ضعي مشاريع مستقبلية أمامك، واسألي الله تعالى أن يوفقك لإدراكها، وعليك أن تأخذي بالأسباب وتضعي الآليات الواقعية التي توصلك إلى ما تنشدين إليه.
بر الوالدين أيضًا من الأشياء التي تُريح الإنسان كثيرًا في الدنيا، ولك الثواب في الآخرة - إن شاء الله تعالى - .
النغزات في القلب وكل الأعراض الجسدية - كما ذكرت لك – هي عبارة عن أعراض نفسوجسدية، أي أن سببها القلق، كما أن القلق يسبب الكثير من الأرق.
لتحسين صحتك النومية أرجو عدم تناول وجبة العشاء في وقت متأخر، ويجب أن تكون خفيفة ومبكرة، هذا يُبعد عنك الكوابيس تمامًا، قطعًا بجانب الحرص على أذكار النوم، أيضًا لا تنامي في أثناء النهار، ومارسي أي رياضة تناسب الفتاة المسلمة، وتجنبي تمامًا تناول الشاي والقهوة في فترات المساء.
ربما تكونين أيضًا في حاجة لدواء بسيط جدًّا، عليك أن تتشاوري مع أهلك في هذا السياق، وإن ذهبت إلى طبيب نفسي أو إلى طبيب الأسرة سوف يصف لك أحد مضادات القلق والرهاب، مثل عقار (أنفرانيل)، والذي يسمى علميًا باسم (كلوإمبرمين)، أو (زولفت)، والذي يعرف أيضًا تجاريًا باسم (لسترال)، ويسمى علميًا باسم (سيرترالين) في جرعة صغيرة.
بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
وسواس الموت سبب لي العديد من الأمراض، فكيف أتخلص منه؟ | 2863 | الثلاثاء 21-07-2020 03:16 صـ |
الخوف من الموت، كيف أتخلص منه؟ | 2789 | الأحد 19-07-2020 07:11 صـ |
كرهت حياتي والناس كرهوني بسبب تبلد مشاعري.. أريد حلا | 1083 | الخميس 16-07-2020 02:42 صـ |
فكرة الموت وذكريات طفولتي لا تفارقني، أرجو المساعدة. | 2125 | الثلاثاء 14-07-2020 02:54 صـ |
أشعر بعدة أعراض ولا أعرف هل هي نفسية أم جسدية أو روحية؟ | 1569 | الأربعاء 15-07-2020 03:36 صـ |