أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : هل تأخر النطق عند الطفل يشير إلى أنه مصاب بالتوحد؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم

ابني عمره سنة وعشرة أشهر، ولا يتكلم أبدًا، (ثرثرة) فقط منذ كان عمره سنة، وألاحظ أنه ينطق معظم الحروف، ولكنه لا يردد ورائي كلمات، ولا يتكلم.

ولا يشير للأشياء، ولا يستخدم لغة الإشارة، ولا يشير بيده عندما يودع أحدا، ولكن أحيانًا يشير.

يحب التلفاز كثيرًا، عند مناداته أحيانًا يرد وأحيانًا لا، عندما أقول له: تعال خذ. يأتي ليأخذ، ولكن عندما أقول له: خذ من أحد، لا يأخذ.

كذلك هو عنيد جدًا؛ يفهم أن الشيء خطر، ولكن يستمر بفعله، إلا إذا صرخت عليه.

وهو اجتماعي جدًا، ويحب الأطفال، ويحب الخروج من المنزل، وركوب السيارة، وأنا خائفة عليه من التوحد، أرجو أن تفيدوني.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ شذى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على الكتابة إلينا.

لا يبدو من سؤالك بأن هذا الطفل -وهو أقل من الثانية من عمره- مصاب بالتوحد، ومن الصعب تأكيد أو نفي هذا في هذه المرحلة، ولكن ما يحتاجه هذا الطفل هو أن يُعرض على طبيب أطفال ليقوم بفحص عام وشامل للتأكد من خلوه من أي مرض عضوي، وللتأكد من سلامة حواسه، وخاصة حاسة السمع، ففي كثير من الأحيان قد يحدث تأخر النطق لأسباب عضوية، أو غير عضوية.

ولكن من المهم أن يقوم طبيب أطفال بتقدير نمو الطفل، وتطوره الجسمي، والنفسي، والاجتماعي، وقد يكون تأخر الكلام له علاقة وثيقة بنمو الطفل وتطوره.

وهذا لا يعني أن نترك الموضوع، فهناك بعض السلوكيات السلبية والتي تحتاج للتغيير، والمطلوب أن نعمل على تعديل سلوكه، وأنصح بأن تحاولي تعزيز السلوك الإيجابي عنده عندما يتكلم، فعندما يقوم ابنك بالكلام الذي تودين سماعه عززي هذا، واشكريه عليه، وفي نفس الوقت صرف النظر عن السلوك السلبي عندما يصمت فلا يتكلم، والغالب أنك ستلاحظين بعد فترة وجيزة زيادة السلوك الحسن على حساب السلوك السلبي.

وفي هذه السن فإن أفضل طريقة لصرفه عن السلوك غير المرغوب به هي صرف انتباهه لأمر آخر غير العمل الذي بين يديه.

لا يبدو في كل ما ورد في سؤالك عن طفلك أن عنده ملامح التوحد، وما وصفت من تأخر اللغة بالشكل الذي ذكرتِ لا يشير أيضًا لتأخر اللغة الذي نراه في التوحد، ولا يمكن تشخيص التوحد لمجرد موضوع اللغة.

ولا ننسَ أن الطفل الذي هو في مثل هذه السن قد لا تكون اللغة عنده تطورت للحد الكافي، ولذلك فهو أيضًا قد لا يستجيب للأوامر، أو أن الكلمات لا تستثيره، وإذا أردتم التخاطب معه فيفيد استعمال الكلام القصير والبسيط، وهو بطبيعة الحال يفهم من الكلام أكثر من القدرة على التعبير والكلام.

ومعظم الأطفال أحيانًا لا يستجيبون لأمهاتهم، وخاصة عندما يكون الطفل مندمجًا في اللعب، أو ممارسة إحدى هواياته، فلا تقلقي.

وإذا أردت الاطمئنان الكامل، فلا مانع من عرض الطفل على أخصائية نطق لتعطيك توجيهات مشجعة للطفل على الكلام، ولتقوم بالفحص العام والشامل للتطور اللغوي، ونفي وجود أي شيء مقلق آخر، والغالب أنها قد لا تجد شيئا يقلق، ولكن ليطمئن قلبك.

حفظ الله طفلك، وأقرّ عينك به.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...