أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : ما هي صفة الراقي الشرعي صاحب العقيدة السليمة؟
السلام عليكم.
ما هي صفات الراقي الشرعي صاحب المعتقد السليم؟ وكيف نميز بينه وبين غيره ممن يقع في الأخطاء، أو ممن يمتهن الدجل والشعوذة؟ وأين نجدهم في مصر؟ وما رأيكم في الشيخ عمرو الليثي كراق شرعي؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمة الله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يجعلنا وإياك من عباده الصالحين، ومن أوليائه المقربين، وأن يعيننا على ذكره وشكره وحسن عبادته، وأن يحفظك بما يحفظ به عباده الصالحين، إنه جواد كريم.
وبخصوص ما ورد برسالتك - أختي الكريمة الفاضلة – فإن الإمام ابن القيم قد ذكر في كتاب ( زاد المعاد في هدي خير العباد ) شروطًا للراقي الشرعي الذي يجعل الله في رقيته الأثر والبركة، وبيّن أنه على رأس هذه الشروط: صحة العقيدة وصحة البدن، بمعنى أن يكون صاحب عقيدة قوية، وأن يكون على علاقة حسنة مع الله تبارك وتعالى، وأن تكون له عبادات تميزه عن غيره، وفي نفس الوقت أيضًا يكون قوي القلب، لا يخاف من الجن، ولا يخاف من الشياطين، وأن يكون قوي البدن حتى يستطيع أن يصارع الشيطان، هذا بالنسبة للراقي شخصيًا.
كذلك أيضًا بالنسبة للحالات: أن لا يطلب الراقي أي شيء من المريض، مثلا: قطعة من ملابسه، أو أحيانًا بعض فضلاته، أو كذلك السؤال عن أمه واسمها، أو أن يطلب منه أن يشتري له شيئًا من السوق، كأن يشتري له مثلاً بيضة سوداء، أو يشتري له ديكًا أخضر (مثلاً)، إلى غير ذلك من الأمور التعسفية التي لا يمكن أن تمس الواقع بصلة.
فالراقي يجب أن لا يطلب أي شيء من المريض، وإنما يكتفي فقط بالرقية الشرعية، ولا يعالج امرأة أبدًا بدون محرم، لأنه يعلم أن خلوة الرجل بالمرأة تؤدي إلى الفساد والإفساد، فهو لا يستقبل أبدًا أي امرأة ترغب في العلاج إلا في حضور محرمها سواء كان زوجًا، أو كان أبًا، أو أخًا، أو غير ذلك.
وكما ذكرت أركز بشرط ألا يطلب أي شيء من المريض، وإنما يستعين بالله تعالى ويبدأ العلاج، ولا يطلب أشياء لا معقولة ولا غير معقولة، وإنما يأخذ أجره من الله تبارك وتعالى، حتى وإن أخذ أجرًا؛ فهو لا ينظر إليه، ولا يتطلع له، ولا يتشوق إليه، وإنما هو يأخذه من باب الإعانة على التفرغ لهذا العمل الشاق والمتعب والذي فيه نفع للعباد.
وهذا أيضًا الراقي من شروطه أنه لا يحكم على الحالات حكمًا متعجلاً فيه، بمعنى أنه أحيانًا بعض الإخوة المعالجين، أول ما يرى الحالة يقول: بأن فيها مسا، أو سحرا، أو عينا، أو حسدا، وقد يكون الأمر على خلاف ذلك، فالراقي الشرعي صاحب المعتقد السليم:
أولاً: لا يشغل باله بهذه المسألة أصلاً.
ثانيًا: لا يشغل باله بالذي فعل هذا السحر أو غيره، لأنه لا يريد الواقعة بين الناس، وإنما هو يعلم أن العلاج في كلام الله تعالى، وفي كلام نبيه المصطفى محمد - صلى الله عليه وسلم – فهو يقوم بذلك ابتغاء مرضاة الله عز وجل {لا نريد منكم جزاءً ولا شكورًا}.
وهذه معظم الشروط التي مطلوبة في الراقي الذي يعرف عنه سلامة المعتقد وصحة العقيدة، وكذلك الاقتداء والتأسي في العبادة، ولا يطلب شيئًا - كما ذكرت –، ولا يستعمل أي وسائل غير مشروعة، وليس له سند ولا معين سوى الله رب العالمين، ولذلك لا يبيع الماء ولا الزيت ولا غيره كما يفعل بعض الناس، وإنما حتى لو جاءه الناس بماء أو زيت قرأ عليه قراءة مجردة وسلَّمه لأصحابه دون أن يأخذ منهم شيئًا.
إذًا الجانب المادي عنده يكاد يكون صفرًا، حتى وإن أخذ شيئًا من بعض الأغنياء أو الأوفياء فإنما يأخذه من باب الهدية أو الإعانة على العمل، وإلا فهو فقير مسكين، ويرغب في المحافظة على أجره وحسنته.
نسأل الله تعالى أن يوفقنا وإياكم لكل خير، وأن يعيننا وإياكم على طاعته ورضاه، إنه جواد كريم.
هذا وبالله التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
ضميري يعذبني بسبب استغلالي جسديًا في فترة جنوني، فماذا أفعل؟ | 3900 | الأحد 09-08-2020 02:30 صـ |
كيف أتخلص من الخوف والاكتئاب؟ | 4130 | الاثنين 13-07-2020 04:12 صـ |
أحتاج للتوضيح بخصوص تلبس الجن وما إلى ذلك. | 2174 | الثلاثاء 07-07-2020 05:15 صـ |
ما مدى تعارض العلاج النفسي والرقية الشرعية؟ | 1891 | الثلاثاء 16-06-2020 04:30 صـ |
التثاؤب عند قراءة سورة يس، ماذا يعني؟ | 3183 | الأربعاء 10-06-2020 02:41 صـ |