أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : كيف أتعامل مع والدي الذي يرفض الاعتراف بمرضه النفسي وتناول الأدوية؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

والدي مصاب بالاضطراب الوجداني ثنائي القطب، ولا أعلم إن كان قد التزم بالعلاج من قبل، فهو متكتم في هذا الأمر، وإن كنت أظنه منكرا لمرضه من الأساس!!

ولكنه منذ ٨ سنين يأخذ أدويته بشكل متقطع عند أمس الحاجة بالنسبة له هو، ثم يقطعها بعد يوم أو يومين!!

تعبنا معه وبالأخص في مرحلة الهوس، والتي أصبحت تستمر لعدة أشهر، يصبح فيها كثير الكلام، متعكر المزاج، مفتعلا للمشاكل عند أتفه أمر.

واجهته بعلمي بمرضه فثار وأنكر، وقال: بأني أضخم الأمور، وباءت كل محاولاتي لإقناعه بأخذ الدواء بالفشل، كما أمرني ألا أتدخل بشؤونه الخاصة!!

ليس لدي عم أو خال يتدخل لمساعدتي، أفكر في إعطائه الدواء سراً دون علمه، وبالأخص في مرحلة الهوس حتى لا تتفاقم المشاكل، لكني أخشى من أمرين:

١- أن يكتشفني بأن يشعر بخدر أو غيره فور أخذه للدواء.
٢- لا أعلم كيف يتفاعل الدواء مع أنواع الطعام المختلفة.

وجدت لديه الرسبيردال وزبركسا ولكني لا أعلم الجرعات، وأيضاً والدي لديه مرض السكر والضغط.

آسفة للإطالة، ولكني في أمس الحاجة لمساعدتكم، فوضعي النفسي في تدهور منذ آخر حالة هوس له، أصبحت كثيرة البكاء ولو من غير سبب، أكره سماع صوت والدي، وأشعر بتأنيب الضمير لذلك، أصبحت متشائمة، وأصابني الملل من كل شيء، اضطرب نومي وشهيتي التي أصبحت هي الأخرى متقلبة، فتارة أجدني آكل بشراهة وتارة أمتنع عن الطعام!!

أفكر بالذهاب للطبيب النفسي ولكني أخشى اعتيادي على أدوية الاكتئاب، وألا تجدي معي نفعاً، خصوصا مع وضع والدي.

أنا سبق وأن تناولت الرسبيردال بعد تشخيص حالتي بقلق عام، أتممت الكورس بنجاح ولله الحمد، ولكني لا أحب أبداً فكرة العودة لأخذ الدواء، فأنا أشعر بأني كنت أمشي وأنا خدرة، أمات الدواء أحاسيسي مع بقاء الوساوس في رأسي!!

أعلم أنه نفعني في البداية، ولكن ما أخرجني حقاً من حالة القلق هو اعتمادي على نفسي.

أعتذر مرة أخرى للإطالة وعدم ترتيب الكلام، أتمنى أن أجد عندكم الحل وأشكركم مقدماً، كما أتمنى منكم الدعاء لنا.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكرك على التواصل مع إسلام ويب، وأسأل الله تعالى لك ولوالدك العافية والشفاء.

لا شك أن مرض الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية مزعج، خاصة إذا كان من الدرجة الأولى، وإذا كان القطب الهوسي هو القطب المسيطر، وأعتقد أن هذا هو الحال بالنسبة لوالدك.

أنا أقول لك: جزاك الله خيرًا على اهتمامك بأمره، وإن شاء الله تعالى لك أجر عظيم، وحالة عسر المزاج وعدم الارتياح التي تمرين بها أعتقد أنها مرتبطة ارتباطًا وثيقًا بحالة والدك، فعليك بالمزيد من الاجتهاد في أمر علاجه، ولا تيأسي أبدًا، وإن شاء الله تعالى والدك يتشافى ويتعافى ويومئذ تفرحين ويزول عنك هذا الكرب والوساوس.

يجب أن تنظري إلى نفسك بأنك إنسان نافع ومفيد، والإنسان حين يكون مفيدًا خاصة لغيره يجب أن يحس بالقيمة الذاتية، والقيمة الذاتية طاردة للاكتئاب، وهي من أفضل سبل تنمية النفس وتطويرها.

أيتها الفاضلة الكريمة: توجد وسائل كثيرة جدًّا لمساعدة والدك، وبما أن والدك يرفض تناول الدواء، أقول: إن هذا الأمر شائع جدًّا، سبعون بالمائة من مرضى الاضطراب الوجداني لا يتناولون أدوية، لكن توجد سبل كثيرة يمكن أن نساعدهم بها.

طريقة أن يوضع له الدواء في مشروب كالعصير هي طريقة مقرة وجائزة وتمارس، لكن أنا لا أعتبرها أفضل الطرق، الآن شركة (لِيلي) التي تصنع دواء (زبركسا) أتت بمستحضر لزبركسا يسمى (زبركسا فلوتاب) هذا المركب يذوب ذوبانًا تامًا في أي محلول دون إعطاء أي طعم مخالف أو رائحة مشبوهة، وأصبح يُستعمل على نطاق واسع، وجرعة واحدة منه ليلاً تكفي، والجرعة هي: خمسة إلى عشرة مليجرام.

بكل أسف هذا الدواء مكلف بعض الشيء، لكنه جيد ومفيد جدًّا، وفي حالة والدك هنالك طبعًا بعض المحاذير، حيث إن مرضى السكري يعرفون أن الزبركسا ربما يرفع لديهم السكر قليلاً إذا لم يكونوا منتظمين على علاج السكر، هذه طريقة.

الطريقة الأخرى والأفضل: أعتقد أن والدك سوف يستفيد كثيرًا من الإبر طويلة الأمد والتي تُعطى كل أسبوعين مرة واحدة أو كل أربعة أسابيع مرة واحدة.

يمكن أن تعالج حالته من خلال وضع الدواء له في مشروب أو محلول، وبعد أن تتحسن أموره يبدأ هنالك تواصل مع الطبيب النفسي، ومن خلال بناء جسور علاجية تقوم على الثقة ما بينه وبين طبيبه أنا متأكد أنه سوف يقتنع بتناول الإبر الشهرية، والتي تعطى كل أسبوعين، وعقار (رزبريادال) من الأدوية المتميزة جدًّا في هذا السياق، وهنالك عقار (هالدول) أيضًا مفيد، ويعطى كل أربعة أسابيع، وهنالك عقار آخر يسمى (زوكلوبنتكسول).

إذًا الخيارات كثيرة جدًّا، وهذه الإبر على وجه الخصوص تفيد الذين لديهم القطب الهوسي، حين يكون هو المكون الرئيسي لمرضهم، وكذلك الذين يرفضون تناول الأدوية.

فإذًا الحلول موجودة وموجودة جدًّا -أيتها الفاضلة الكريمة– وكثير من المرضى الذين يرفضون تناول العلاج نسبة لافتقادهم البصيرة، بعد أن يحسوا بنعمة العافية والشفاء تجدهم يقبلون على علاجهم بكل تحابب، وقابلية واستعداد، خاصة إذا وجدوا الطبيب الذي يبني معهم علاقة علاجية سليمة تقوم على الرعاية والتقدير والاحترام.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...