أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مشكلتك بسيطة جدًّا -أخي الفاضل- وقد أعجبني أنك وصفتها أيضًا برهاب اجتماعي بسيط، وأنا أعتقد أنه ليس رهابًا حقيقيًا، لكن لديك ما نسميه بقلق الأداء، والذي يجعلك متحفزًا عند اللقاءات الاجتماعية، مما يعطيك الشعور بأنك تتلعثم في التجمعات، ونسبة لمراقبتك الشديدة لذاتك يأتيك إحباط، ولا شك أن الأمر في مصر محبط، لكنَّ الله على كل شيء قدير، فنسأل الله تعالى أن يحفظ مصر وأهل مصر.

الشعور بالتوتر والقلق وبلع الريق المتكرر واهتزاز الثقة بالنفس: كلها نوع من إفرازات القلق أو ما نسميه بالقلق الاكتئابي، أي القلق الذي يصحبه شيء من الإحباط.

أما جزئية الوساوس فهي بسيطة جدًّا لديك، والوساوس في حد ذاتها تعتبر نوعًا من القلق، وأنصحك بالآتي:

1) حالتك بسيطة وبسيطة جدًّا، ويجب أن تصرف انتباهك عنها من خلال أن تكون إيجابيًا في تفكيرك ومشاعرك وأفعالك، وهذا ليس بالصعب.

2) درب نفسك أكثر على المواجهات الاجتماعية، مع كفاءة المهارات الاجتماعية لديك، وهذا أيضًا بسيط جدًّا يمكن الوصول إليه من خلال: أولاً: أن تدرب نفسك على أن تكون حريصًا أن تحيِّ الناس تحية طيبة -تحية الإسلام بشاشة- الصغير والكبير، واجعل نفسك دائمًا مبادرًا في هذه المواقف.

3) أن تحضر بعض المواضيع يوميًا، ولو مواضيع عامة اطلعت عليها في الصحف أو سمعت عنها من هنا أو هناك.

4) حاول أن تناقش هذه المواضيع مع من تقابل، هذا الظرف والوضع والشخص الذي قابلته -هذا مهم جدًّا- نحن في كثير من الأحيان الفراغ الذهني يعطينا شعورا بضعف التركيز، وضعف المهارات، مما يقلل من أدائنا، ويؤدي إلى الشعور بفقدان الكفاءة الاجتماعية، والخوف والرهاب.

5) الأعراض النفسوجسدية التي تعاني منها من توتر وبلع للريق هي: جزء من القلق النفسي، وليس أكثر من ذلك، وشعورك بالتلعثم في اللسان: هذا شعور ربما يكون مبالغًا فيه، كثير من الإخوة الذين يعانون من قلق الأداء والقلق الاجتماعي البسيط يأتيهم هذا الشعور، أنا متأكد أن أدائك أداء جيد.

6) أنصحك بأن تبادر مبادرات اجتماعية إيجابية: من خلال ممارسة الرياضة الجماعية مثل: كرة القدم مثلاً مع بعض أصدقائك، الانخراط في حلق القرآن، الانخراط في أي عمل اجتماعي أو دعوي أو ثقافي، هذا يعطيك الشعور بالذاتية الإيجابية -وهذا مهم جدًّا- ويقلل من حدة مخاوفك في المواقف الاجتماعية.

7) عليك بتمارين الاسترخاء، وإسلام ويب لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو اتباع الإشارات المبينة فيها، وهي إن شاء الله مفيدة جدًّا.

8) دائمًا يجب أن تجعل لحياتك هدفًا ومعنىً، فالشباب لديه الطاقات النفسية والجسدية، حتى وإن أتت إحباطات من هنا أو هناك أو شعر الإنسان أن هويته مهتزة، هذه الأمور كلها إن شاء الله عابرة ومؤقتة، الخير إن شاء الله تعالى في شباب هذه الأمة.

9) الوساوس تعالج من خلال التحقير وصرف الانتباه عنها وتجاهلها، واستبدالها بما هو مخالف لها.

10) موضوع الدواء، وأنا مقتنع أن الدواء فعلاً سوف يساعدك، وأنت إن شاء الله محتاج لدواء بسيط وبجرعة صغيرة، وعقار (موادبكس) والذي يعرف علميًا باسم (سيرترالين) سوف يكون مناسبًا، هناك صناعة محلية مصرية ممتازة جدًّا، وأعتقد أن سعر الدواء معقول جدًّا، والجرعة هي: أن تبدأ بخمسة وعشرين مليجرامًا -أي نصف حبة- استمر عليها لمدة أسبوعين، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر، ثم اجعلها نصف حبة يوميًا لمدة أسبوعين، ثم نصف حبة يومًا بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأشكرك على كلماتك الرقيقة في حقي، وأسأل الله أن يجعلني دائما عنك حسن ظنك، كما أسأله تعالى لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.