أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : ما الخطوات التالية بعد الاستخارة لتحقيق الزواج؟
السلام عليكم
أريد أن أستشيركم في أمر يهمني، فقد فاتحت فتاة في أمر الزواج، فاستخارت الله عز و جل، وقبلت، لكن بعد مرور ستة أشهر تقول: إنها أعادت صلاة الاستخارة ولم ينشرح صدرها لفكرة الزواج.
هل انشراح الصدر من عدمه يدعو إلى فسخ الخطوبة؟ ألا يجب على المستخير أن يقوم بالأسباب فيما استخار، وأن يترك الخيرة لله سبحانه؟ وقد قال صلى الله عليه وسلم (إذا جاءكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوه تكن فتنة في الأرض وفساد كبير) رواه الترمذي وغيره.
إذا كانت ترضى وأهلها ديني وخلقي، فهل يجوز لها أن تتراجع عن الزواج؟
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ABDELKOUI حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نرحب بك أيها الأخ الكريم، ونسأل الله أن يقدر لك الخير حيث كان، وأن يرزقك الزوجة الصالحة، ونبارك لك هذه المناسبات الطيبة والأيام المباركة التي نسأل الله أن يعيدها علينا وعليكم أعوامًا عديدة وسنوات مديدة في طاعته، وأن يجعلنا ممن صامه وقامه إيمانًا واحتسابًا فغفر له ما تقدم من ذنبه.
نحن نشكر لك ولها حرصكم على الاستخارة، ونتمنى دائمًا أن تُؤْتَى البيوت من أبوابها، فلستُ أدري كيف هذه العلاقة؟ كيف التقيت بها وكيف طلبت منها أن تصلي صلاة الاستخارة؟ نحن نريد من الرجل إذا أُعجب بفتاة أو وجد في نفسه ميلاً إليها أن يبدأ بأول الخطوات: يطرق باب أهلها، ولا مانع قبل ذلك من أن يستخير أو تستخير، لكن ما نريد أن يطول الجدال والكلام (استخرتَ، استخرتِ، ما هي النتيجة؟).
لستُ أدري هل بعد الستة أشهر الأسرة على علم؟ أسرتك وأسرة الفتاة على علم؟ نتمنى أن تكون الأمور تسير في الطريق الصحيح، لأنا نريد دائمًا للعلاقة أن تكون مضبوطة بضوابط الشرع الحنيف، وإذا ألقى الله في نفس الرجل ميلاً إلى فتاة فإن من حقه أن يطلب عنوان أهلها أو يطرق باب أهلها، حتى يتواصل معهم، وكذلك المرأة إذا شعرت أن الرجل يميل إليها ويحاول أن يبدأ معها الكلام فمن مصلحتها أن تطلب منه أن يزور أهلها وأن يُكلمها عن طريقهم، لأن هذا يُكسب الفتاة ثقة أهلها ويكسبها ثقة خاطبها، وأيضًا هذا أرضى لله قبل ذلك كله.
على كل حال فإن الاستخارة هي طلب الدلالة للخير ممن بيده الخير، إذا كانت الفتاة قد استخارت وارتاحت وأنت استخرت وارتحت فهذا مؤشر طيب، ولا يعني هذا أنه لا يأتي توترات ولا يأتي ضيق ولا يأتي نفور، هذا لا عبرة به في الاستخارة، لأنه دائمًا كلما يقترب الناس من مسؤوليات ومراسيم الزواج ومن الخطوات التي فيها مسؤولية يحدث مثل هذا الأمر، ولكن الإنسان قبل الاستخارة وبعد الاستخارة لابد أن يُدرك أن الاستخارة هي دعاء ولجوء إلى الله تبارك وتعالى، فلا يتوقع لمن صلى الاستخارة ألا تأتيه مشاكل صغيرة ولا كبيرة ولا تواجهه صعوبات، هذا غير مراد، فقد تواجهه صعوبات، قد تأتي مثل هذه المواقف.
نحن نريد أن تكون العلاقة صحيحة، ومعلنة، وهدفها الزواج، والأسرة مشتركة، أسرة الفتاة على علم، أسرة الشاب على علم، لأن الزواج ليس مجرد لقاء بين رجل وامرأة، ولكنه بين بيتين، بين قبيلتين، وبين أسرتين، وأيضًا من الأسرة يكون أخوال وأعمام، هنا أعمام وهنا أخوال لهؤلاء الأطفال، فهي مسؤولية، لذلك الشريعة أشركت الأسرة في هذا الأمر، والفتاة أيضًا محارمها من الرجال هم أعرف الناس بصلاح الشاب، وكذلك أخوات الرجل أعرف بالمرأة التي تصلح لأخيهم.
إذا وُجد الدين ووجدت الأخلاق ينبغي أيضًا أن تكون المراسيم بطريقة صحيحة، وهذا يُفيدنا، فإذا طرق الإنسان الباب وقبلت به الفتاة واستخارت وأهلها ارتضوا به فإنها يصعب عليها الرجوع، يصعب عليه كذلك الرجوع، أما إذا كانت مجرد علاقة بين اثنين فإن الشيطان يتدخل، وأيضًا هذا يفتح أبوابًا كثيرة جدًّا من الشر ومن التردد، لأن الشيطان حاضر.
لذلك نحن نتمنى أن تحصنوا هذه العلاقة وهذه الخطبة بإعلانها، بالمجيء للبيوت من أبوابها، بعد ذلك بطلب الفتاة رسميًا، وبعد ذلك تأتي مسألة الخطبة، والخطبة ما هي إلا وعد بالزواج لا تبيح للخاطب الخلوة بمخطوبته ولا الخروج بها، لكنها فرصة للتعارف، ثم بعد ذلك التآلف والتفاهم بين الأسرتين، ومن حق الشاب أن يسأل عن الفتاة وأهلها، ومن حق الفتاة بل يجب على أهلها ويجب على أهل الشاب أن يهتموا بهذه المسألة، يسألوا عنه وعن دينه وأخلاقه ومسؤوليته وعن أصدقائه، وعن طاعته لله وعن أخلاقه وعن تعاملاته، وهو يسأل عن دينها وأهلها؛ لأن مشوار الحياة طويل.
نتمنى أن تأخذ الأمور وضعها الصحيح، ولا ننصح أي فتاة أن ترجع لمجرد وجود فتور، ولا ننصح أي خاطب أن يرجع لمجرد وجود فتور، بل لا ننصح إذا وجدت بعض العيوب، لأننا ينبغي أن نُدرك أنه لا يوجد رجل بلا عيوب، كما لا توجد امرأة خالية من النقائص والعيوب، لكن طوبى لمن غمرت سيئاته في بحور حسناته، فمن الذي ما ساء قط؟ ومن له الحسنى فقط؟!
لذلك القرار ينبغي أن يكون للعقل فيه دور، ننظر نظرة شاملة، نضع الإيجابيات في كفة، والسلبيات في كفة، وعندها سيظهر لنا الميزان الكبير، وعندها سنردد ما قاله الشاعر: (كفى بالمرء نُبلاً أن تُعدَّ معايبه).
نسأل الله لنا ولكم التوفيق والسداد، ونتمنى أن تتضح أمامنا الصورة أيضًا حتى نستطيع أن نحاور ونناقش ونعرف هذا النفور هل له أسباب؟ إذا كان له أسباب نجتهد في إزالة الأسباب أو شرحها، إذا لم تكن هناك أسباب فعليها أن تتعوذ بالله من الشيطان، وتعود إلى وضعها الصحيح، وننصحكم بالاستعجال بإكمال مراسيم الزواج.
نسأل الله تبارك وتعالى لنا ولكم التوفيق والسداد.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
تعرفت إلى شاب معاملته معي غير جيدة ويريد خطبتي، فماذا أفعل؟ | 1521 | الثلاثاء 16-06-2020 05:18 صـ |
ما رأيكم بالزواج من شخص بسيط؟ | 2863 | الخميس 04-04-2019 06:38 صـ |