أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبدالعال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ف(الفالدوكسان valdoxan) والذي يعرف علميًا باسم (ألجومتالين agomelatine) هو من المستحضرات الجديدة لعلاج الاكتئاب، وتنتجه شركة (سيلفر) الفرنسية، وبتوفيق من الله تعالى –أقول لك– حضرت منتدى علميًا كبيرًا لأحد الدول الأوروبية، وقد دار نقاش حاد حول هذا الدواء، وكنا في تجاذب ما بين الرأي العلمي السديد، وبين ما تقوله شركة الأدوية المنتجة للدواء، والحمد لله تعالى أن الذين يمارسون العلاج والطب النفسي باقتدار وصدق وأمانة كُثر الآن، والقليل القليل هو الذي ينصاع ويستجيب وينقاد لما قد يكون ناتجًا من مؤثرات تجارية.

هذه المقدمة مهمة لأني أريد أن أطلعك على حقيقة الأمور، والخلاصة التي وصلنا لها: أن (الفالدوكسان) هو دواء جيد جدًّا لعلاج الاكتئاب النفسي، ومن ميزات هذا الدواء أنه لا يؤدي إلى زيادة الوزن، كما أنه لا يؤدي إلى زيادة في النوم، لذا قد يُنصح باستعماله نهارًا وليس ليلاً، كما أنه ليس له ضررًا على الأداء الجنسي بالنسبة للمتزوجين، وفوق ذلك يعرف أن الأدوية المضادة للاكتئاب معظمها قد توصل الإنسان إلى مرحلة من التحسن يتوقف عندها مزاجه تمامًا، يعني لا يكون هنالك تقدم حقيقي، بمعنى أنه قد لا يستلطف أمورًا كثيرًا جدًّا في الحياة بالرغم من أن الاكتئاب قد زال عنه.

أما بالنسبة للفالدوكسان فربما يكون هو الدواء الوحيد الذي يعطي شيئًا من الفعالية والانشراحية المعقولة التي لا تصل لدرجة المرض، وتساعد الإنسان في أن يستمتع بحياته.

الدواء -أيها الفاضل الكريم– ليس هنالك ما يمنع تناوله مع (الإستالوبرام)، لكن قطعًا يجب ألا تتعدى هذه الجرعات، ولا يوجد تفاعل سلبي ما بين الدواءين، وموضوع التفاعلات السلبية مهمة جدًّا الآن في الطب، وقلَّ من يراعيها بكل أسف، وكثير من الأدوية التي يتناولها بعض الناس مع بعضها البعض قد تفقد فعاليتها؛ لأن هذه الأدوية كثيرًا ما تأكل بعضها البعض؛ لذا الآن هناك تركيز كبير في المحافل العلمية المحترمة على ضرورة أخذ هذه النقطة في الاعتبار، وهي نقطة التفاعلات ما بين الأدوية على مستوى استقلابها وما يسمى بالتمثيل الأيضي، والذي يحدث في الكبد.

إذن توكل وعلى بركة الله، تناول الدواءين مع بعضهما البعض، لكن أرجو ألا تتعدى هذه الجرعة، كما أرجو ألا تنسى الآليات الأخرى لعلاج الاكتئاب والقلق: من تفكير إيجابي، وإدارة لشؤون الحياة بصورة أفضل، وتغيير نمطها، وأن تمارس الرياضة، وأن يكون هنالك إصرار حقيقي على التحسن، ولابد أن تعمل؛ لأن العمل قيمة حقيقية مهنية، وقيمة نفسية ومعرفية ومعنوية واقتصادية كبيرة جدًّا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا.