أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : ما أفضل دواء للتقلصات التي تنتج عن القلق كالقولون، وصعوبة البلع؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

إخواني الكرام في الشبكة الإسلامية -جزاكم الله خيرا- كما أخص الدكتور محمد عبد العليم بالدعاء والشكر.

أنا مريض بالقلق ونوبات الهلع ورهاب الساحة منذ 8 سنوات، وتناولت الكثير من الأدوية بدون نفع حقيقي.

سؤالي للدكتور محمد عبد العليم، هل الجلسات التي يقيمها الأخصائيون النفسيون يمكن أن تكون علاجا حقيقيا وفعالا ينهي المرض -بإذن الله- أم هي مجرد شيء مساعد فقط لا غير، وهل من واقع تجربتك تفيد فعلا؟ وما هي نسبة فائدتها لحالتي؟

الأمر الثاني: أنا تناولت (السيبرالكس والسيروكسات والانافرانيل والزولوفت والافكسور) بدون أي فائدة، وأيضا بجرعات كبيرة.

فهل هناك حل آخر دوائي -يا دكتور محمد- غير هذه الأدوية؟ لأني أحس أني أسير بطريقة علاج خاطئة، فأنا لم أستفد من هذه الأدوية إطلاقا؟ ولا تفيدني إلا المهدئات وبشيء قليل.

سؤال آخر: ما هو أفضل منشط لمضادات الاكتئاب غير (السيروكويل والسوليان والبوسبار و الفونكسول) لأني جربت هذه المضادات بدون فائدة، وقد سمعت عن (الديبكين ولامكتال) فهل هذان الدواءان فعلا ينشطان مضادات الاكتئاب بشكل كبير أم بنسبة قليلة؟ وما هو أفضل هذه الأنواع؟

وما هو أفضل دواء للتقلصات التي تنتج عن القلق كالقولون، وصعوبة البلع، فأنا أعاني منهما؟ طبعا غير (ليبراكس وسولبيريد) فقد جربتهما، وأريد دواءً قويا على هذه التقلصات خاصة في المريء.

الرجاء المساعدة بارك الله فيك، وجزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

أتفق معك أن كل إنسان أو كل مريض يعاني من علة نفسية يحتاج إلى رزمة علاجية تفصّل له لتناسبه، وهذه الحزم العلاجية تتكون من أربعة إلى خمسة محاور، مثلاً: هنالك العلاج الدوائي، هنالك العلاج النفسي السلوكي، هنالك العلاج الاجتماعي، هنالك العلاج الديني، وهنالك العلاج التأهيلي.

وكل إنسان قد يحتاج إلى جزئية من هنا وجزئية من هناك، والذي يتبع هذا المنهج الوسطي أعتقد أنه يستفيد كثيرًا من العلاج، لا نستطيع أن نقول أن الأدوية تعالج كل شيء، ولا نستطيع أبدًا أن نقول أن الاستكشاف النفسي والتطبيقات السلوكية تفيد في كل شيء، الذي نتفق عليه الآن هو أن علاج القلق والرهاب والخوف والوسواس يتطلب العلاج الدوائي زائدا العلاج السلوكي.

والعلاج السلوكي في بعض الأحيان يجب أن يكون علاجًا احترافيًا، بمعنى أن المعالِج يجب أن يكون ذو خبرة معينة في هذا المجال، وأن تُحدد الجلسات ما بين المريض والمعالج، وأن تكون هنالك واجبات منزلية يُطبقها المريض قبل الجلسة التالية التي سوف يقابل فيها المختص، والتي من خلالها يتم مراجعة ما تم إنجازه من الواجبات التي أُعطيت للمريض.

هذه طرق ضرورية وأساسية، والذي أستطيع أن أؤكد لك أنه وجد أن العلاج النفسي السلوكي المعرفي الصحيح – أو ما يسمى بالعلاج الإنساني، أو العلاج عن طريق التأمل العميق – وجد أن هذه العلاجات ذات فائدة، حتى أن فائدتها ظهرت من خلال تغييرات تحدث على الدماغ دون تناول أدوية، فإذن هي ذات جدوى إذا طُبقت بصورة صحيحة؛ لكن لا نقول أنها تحل كل مشكلة.

والأمر الآخر: لا تيأس أبدًا من تناول العلاج الدوائي، لكن يجب أن يكون هنالك توازن، بأن تأخذ بالطرق العلاجية الأخرى.

فيا أخِي الكريم: اسأل نفسك: هل أنت تدير وقتك بصورة صحيحة؟ هذا علاج أساسي جدًّا وضروري جدًّا، لكنا كثيرًا ما نفشل في تطبيقه؛ لأننا نعتقد أن الدواء سوف يكون حلاً له أو سوف يدفعنا لأن نكون نشيطين وفعّالين ومنفذين لمتطلبات الحياة.

أمر آخر: هل حاولت فعلاً أن أستبدل فكرة سلبية تراودني بفكرة إيجابية؟ .. هل أنا دفعتُ نفسي الدفع الاجتماعي المقبول والمعقول بأن أكابد نفسي، وأن أجاهدها لأن أشارك الناس في مناسباتهم في أفراحهم وفي أتراحهم، في أن أصل رحمي، في أن أصلي الصلوات الخمس في المسجد، في أن أمارس الرياضة؟ ..

فيا أخي الكريم: هذه كلها علاجات، لا بد للإنسان أن يعطيها أهمية وأهمية كاملة، هذا من ناحية.

أما بالنسبة للعلاجات الدوائية: العلاجات الدوائية لم نستطع أن نُحددها بدقة إلا بعد أن تظهر تفاصيل الخارطة الجينية للإنسان، لأن هذه الأدوية تعمل من خلال جينات ولا شك في ذلك، لكن ما هو متاح الآن من معرفة نستطيع أن نقول أيضًا أنه مفيد، فالإنسان يعرف ما أفاده من دواء، هذه حقيقة كما أنه من الضروري جدًّا ألا نُكثر من هذه الأدوية، أو تكون متعددة؛ لأن هذه الأدوية قد تتفاعل تفاعلات سلبية مع بعضها البعض.

ونقطة أخرى ضرورية: الدواء إذا لم يفد في محاولته الأولى ليس من الضروري أن يؤدي إلى فشل في المرة الثانية، هذه حقيقة مهمة، وحقيقة أخرى: كثير من الأدوية لا تظهر فعاليتها إلا في وقت متأخر، شاهدتُ من صبر على الدواء لمدة ستة أو سبعة أشهر، بعد ذلك ظهرت فعاليته.

بالنسبة للأدوية التدعيمية: ذُكر كثيرًا عن الأدوية المثبتة للمزاج في أنها تدعم فعالية الأدوية الأخرى خاصة لعلاج الاكتئاب والقلق والتوترات، وعقار (لامكتال) من الأدوية التي ذُكرت، كما أن عقار (ليثيوم) بالرغم من أنه دواء حساس جدًّا، لكن قطعًا له فعالية في تدعيم الأدوية الأخرى خاصة لعلاج الاكتئاب النفسي.

بالنسبة لسؤالك: ما هو أفضل دواء؟ .. أفضل دواء هو الذي يلتزم به المريض من وجهة نظري ويصبر عليه، أرجو ألا تكون إجابتي هذه مخزية لك، لكنها حقيقةً، مثلاً أنا أقول لك: لماذا لا تستمر على دواء إفكسر (فلافاكسين) وتوصل الجرعة إلى ثلاثمائة مليجرام في اليوم، وتعطيه فرصة كاملة، وإن لم تحس بتحسن حقيقي بعد ثلاثة أشهر يمكن أن تضيف اللامكتال (مثلاً) والذي يعرف باسم (لامتروجين) بجرعة خمسين مليجرامًا يوميًا، ثم يمكن أن تُرفع إلى مائة مليجرام في اليوم، هذه قد تكون طريقة جيدة.

بالنسبة لموضوع تقلصات القولون العصبي: هذه أفضل علاج لها الرياضة، كما أن تناول البقدونس يعتبر جيدا، وشرب النعناع المركز أيضًا وجد أنه جيدًا، وهنالك دواء يعرف باسم (دسباتالين) هذا بالرغم من أنه مشتق من النعناع، لكنه مُحضَّر بصورة جيدة، وإن شاء الله تعالى فائدته كبيرة.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على ثقتك في هذا الموقع.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أعاني من عدم القدرة على التفاعل مع الآخرين 1368 الأربعاء 01-07-2020 05:35 صـ
لا أشعر بالحزن أو الفرح، أشعر بأني غير طبيعي، وأريد حلا! 1421 الأربعاء 01-07-2020 06:12 صـ
أقلق من الأدوية وأعاني من رهاب الخلاء 598 الأحد 28-06-2020 05:28 صـ
خوف ورهاب اجتماعي، فما سبب هذه الحالة؟ 2279 الأربعاء 03-06-2020 03:53 صـ
أعاني من الإحباط وأكثر من التأجيل، ما العلاج برأيكم؟ 1023 الثلاثاء 16-06-2020 02:21 صـ