أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : لا أجد السعادة وضيقة الصدر تكاد تقتلني .. ماذا أفعل؟
السلام عليكم
أنا أعاني منذ قرابة الثلاثة أشهر من قلق واكتئاب، أصبحت أبالغ في محاسبة نفسي على الماضي الذي انتهى، أصبحت أوسوس كثيرا بالماضي مثلا أقول ليتني لم أتصرف ذلك التصرف في الماضي، ماذا لو حدث كذا.
وغير هذا كله أصابتني هذه الوسوسة والقلق، فجأة في وقت لم أفكر فيه أصلا بأي شيء، وزادني أيضا ابتعاد إحدى الصديقات عني، وصدمتي بها، وأشعر بألم أعلى الكتف، والرقبة وبرودة في الأطراف، والبكاء أحيانا بدون سبب.
استمعت للرقية، لا أعرف ما سبب ما أنا فيه رغم حرصي على الفروض الخمسة، وقراءة القرآن إلا أني (لا أجد السعادة وضيقة الصدر تكاد تقتلني).
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ الأمل حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
هوني عليك - أيتها الفاضلة الكريمة – هذا نوع من القلق الاكتئابي البسيط، ونحسبه - إن شاء الله تعالى –ظرفي، وأعتقد أن شخصيتك قابلة لمثل هذه الأعراض، حيث إنها حساسة، وكما تعرفين النفوس ثلاثة: هناك نفس أمارة بالسوء، وهنالك نفس لوّامة، وهنالك نفس مطمئنة، وثلاثتها تجتمع في الإنسان ولكن بدرجات متفاوتة.
النفس الأمارة بالسوء قد تتغلب وتقود صاحبها إلى الذنوب – والعياذ بالله – والنفس اللوامة تسعى دائمًا أن توقظ صاحبها من غفلته وتزيد من درجة يقظته من أجل محاسبة ومراقبة نفسه، وذلك بهدف دفعها نحو الطمأنينة والتوبة.
في بعض الأحيان تكون النفس اللوامة شديدة الفعالية وصارمة مع صاحبها، وهذا قد يُدخل الإنسان في نوع من الصراع القيمي الذي يزيد من شعوره بالذنب مما يُدخله في دوامة القلق، وعسر المزاج، والاكتئاب.
أنت ذكرت أمرا جميلا حين قلت (لا أجد السعادة وضيقة الصدر تكاد تقتلني) بالرغم من أنك تحرصين على الفروض الخمسة، وتلاوة القرآن الكريم، هذا - أيتها الفاضلة الكريمة – لا يعني أن عملك غير مقبول، أو أنك تمارسين ممارسات ليست صحيحة، إنما هي نفسك اللوامة هي التي تدفعك نحو هذا الشعور بالضيق، لكن في نهاية الأمر - إن شاء الله تعالى – سوف تحسين بسعادة عظيمة وعظيمة جدًّا، فخففي على نفسك، ولا تقنطي من رحمة الله أبدًا، وكوني متوازنة في مشاعرك، والجئي دائمًا لفعل الخيرات.
كثير من الذين تكون نفوسهم اللوامة قوية وصلبة يجدون مرتعًا طيبًا في العمل الخيري، مساعدة الضعيف، المسح على رأس اليتيم تدفع فيك طمأنينة عظيمة.
فيا أيتها الفاضلة الكريمة: إن وجدت وسيلة لأن تنخرطي في أي أعمال خيرية أعتقد أن ذلك سوف يساعدك كثيرًا، وفي ذات الوقت يجب أن تطمئني، لأنك على الطريق الصواب والصحيح.
ابتعاد صديقتك عنك وما سببه لك من ألم نفسي وصدمة هو دليل على أنك أيضًا تتفاعلين تفاعلات قوية جدًّا مع أحداث حياتية تُعتبر لدرجة كبيرة طبيعية.
الآلام الجسدية هي ناتجة من انقباضات عضلية سببها القلق، ولذا سوف تستفيدين كثيرًا من تطبيق تمارين الاسترخاء، وموقعنا به استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجعي إليها وتطبقي التوجيهات الإرشادية الواردة بها، وتمارين الاسترخاء تحتاج لأن يواصل الإنسان ممارستها والتدرب عليها، وبعض الذين استفادوا منها حقًّا جعلوها نمط حياتهم.
وربما يكون أيضًا من المفيد لك أن تتناولي دواء بسيطًا يزيل القلق وعسر المزاج والشعور الوسواسي، من الأدوية الطيبة والسهلة والغير إدمانية وليس لها مضار: عقار يعرف تجاريًا باسم (فافرين) واسمه العلمي (فلوفكسمين) الجرعة التي تحتاجين إليها هي خمسين مليجرامًا، يتم تناولها ليلاً بعد الأكل لمدة شهرين، بعد ذلك تجعليها خمسين مليجرامًا يومًا بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقفي عن تناول الدواء.
أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. | 1568 | الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ |
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ | 3865 | الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ |
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. | 2486 | الأحد 09-08-2020 03:58 صـ |
أشكو من أعراض نفسية وعضوية وتحاليلي سليمة. | 1239 | الاثنين 10-08-2020 01:16 صـ |
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ | 2205 | الأحد 26-07-2020 04:44 صـ |