أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : هل أتناول نوديبرين (توفيزوبام) فترة الرضاعة؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

بسم الله الرحمن الرحيم
تحية طيبة، وبعد:

هل يمكنني استخدام دواء القلق نوديبرين (توفيزوبام 50 مجم) أثناء فترة الرضاعة، علما أن طفلي الرضيع يبلغ شهرين من العمر، وإن كان ممكنا، فما هي الجرعة التي يمكن أخذها في الرضاعة؟

وسؤالي الثاني: هل يمكن استخدام هذا الدواء فترات طويلة أو الاستمرار عليه مدى الحياة؟ لأن هذا الدواء يريحني كثيرا، وهل يضر بجسم الإنسان؟ وما هي الجرعة القصوى المسموح بها للاستمرار عليه مدى الحياة؟

وما هي الأدوية التي يمكن أن تتعارض مع النوديبرين؟ وتضر بالجسم في حال تناولها مع بعض؟

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم أحمد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمن حيث المبدأ العام لا نحبذ أبدًا استعمال الأدوية للمُرضِع، خاصة في الثلاثة أشهر الأولى للرضاعة، وذلك لأن كبد الصغير تكون في وضع لا تتحمل استقلاب الأدوية بصورة فاعلة، لأن الإنزيمات لم يتم تكوينها – وكذلك إفرازها – بصورة كاملة، هذا من حيث المبدأ.

لكن في بعض الحالات يكون هناك اضطرار حتمي لاستعمال الدواء، وفي ذات الوقت تكون الأم تريد أن تُكمل الرضاعة، ففي هذه الحالة يُحاول أن يصل الطبيب إلى نوع من الحل الوسطي، وذلك بأن يُشرف شخصيًا على عملية العلاج، وأن يُعطي الدواء الذي يكون أقل إفرازًا في حليب الأم، وهنالك ترتيبات أخرى: مثلاً بعض الأدوية ننصح الأمهات بتناولها بشرط ألا تُرضع الطفل ثماني ساعات بعد تناول الدواء، وبعد انقضاء الثماني ساعات تقوم الأم بإفراغ ثديها من الحليب، ولا تعطيه للطفل، ثم بعد ذلك يمكن أن تُرضع الطفل من الحليب الذي يتكون بعد ذلك، وهنالك طرق أخرى، أحاول دائمًا أنا وزملائي أن نساعد الأمهات من خلالها.

عقار (توفيزوبام) بما أنه ينتمي لمجموعة الـ (بنزوزبينات) فلا أعتقد أنه سيكون من الحكمة أن أنصحك بأن تتناوليه خلال إرضاع الطفل، لا أقول أن تناوله سوف يكون خطيرًا، قطعًا جزء منه سوف يفرز في الحليب، وقد يزيد من نوم الطفل، كما أن التأثير السلبي على كبد الطفل قد يحدث، وإن كان هذا نادرًا، وأنا قطعًا لا أريدك أن تحسين بالذنب، بمعنى أن تقومي بتناول الدواء وإرضاع الطفل، وهذا يجعلك دائمًا مهمومة ولديك مخاوف ووساوس حول سلامة طفلك.

إذا كان لابد من تناول الدواء، فأعتقد التوقف عن إرضاع الطفل من الثدي سيكون هو القرار الحكيم والصحيح.

هنالك أدوية نعتبرها نسبيًا سليمة أثناء الرضاعة، لكن بعد انقضاء ثلاثة أشهر، من هذه الأدوية المضادة للقلق والمخاوف المعروف باسم (سيرترالين) و(اسبرالكس).

إذن (حقيقة) لا أنصح بتناول الدواء أثناء الرضاعة.

استعمال هذا الدواء لفترات طويلة لا أعتقد أنه مستحسن، لأن مجموعة الـ (بنزوزبينات) هذه قد تؤدي إلى التعود، كما أن الدواء يفقد فعاليته بعد فترة من الزمن، وذلك نسبة لظهور ما يسمى بالتحمّل، وهذا يُقصد به أن الإنسان يحتاج لجرعة أكبر من نفس الدواء ليتحصل على أثره العلاجي، وهذا قد يترتب عليه ظهور آثار انسحابية إذا توقف الإنسان فجأة عن الدواء.

هذا هو الذي أود أن أنصحك به علميًا، وأرجو ألا تنزعجي أبدًا لإجابتي، فالأمانة العلمية تقتضي أن أفيدك بما هو مطلوب، ونصيحتي العامة لك هي أن تقابلي أحد الأطباء النفسانيين، -والحمد لله تعالى- مصر عامرة بالمختصين، وأنا على ثقة تامة أنك سوف تجدين الإرشاد والتوجيه الصحيح من قِبل الإخوة المختصين.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا يوجود محتوي حاليا مرتبط مع هذا المحتوي...