أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : قلق ورهاب وكثرة التفكير وقلة التركيز.. فما توجيهكم؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله.

جزاكم الله خيرا على ما تقدمونه وتبذلونه من مجهود في سبيل مساعدة الآخرين.

أنا شاب عمري 23 سنة، أعاني من مشاكل كثيرة من بينها:

- كثرة التفكير، وتشتت الذهن، وضعف التركيز منذ مدة طويلة.

- لم تعد لدي الرغبة في الخروج من المنزل، وأصبحت متكاسلا، لا أحب إلا النوم والانعزال عن العالم الخارجي.

- أجد صعوبة في التعبير، وفي إيصال المعلومات لمن أخاطبه.

- أتعرق كثيرا عند بذل أي مجهود عضلي أو نفسي، وخاصة إذا كنت تحت المراقبة.

- قطعت معظم علاقاتي التي لم أجد منها إلا السخرية والاستهزاء مني.

- أحس دائما أني مراقب في كل مكان أتواجد فيه ما يجعلني أجد صعوبة في التصرف بطلاقة، وبحرية.

- رهاب اجتماعي.

- حاولت كثيرا التخلص من العادة السيئة، ولكن بدون جدوى، فكلما كثرت المشاكل أجدها طريقا للهروب مؤقتا إلى أن أصبت بالإدمان، وصرت أمارسها حتى بدون رغبة عقابا لنفسي.

- لم تعد لدي الرغبة للقيام بأي شيء أرى فيه مصلحة لي كتعلم لغة جديدة، أو البحث عن عمل أو الاطلاع على كتب ضمن تخصصي، أو ضمن تخصصات أخرى كالثقة بالنفس لمؤلفين كبار عالميا أمتلك كتبهم، ولكن لا رغبة لي في قراءتها.

- كثير التفكير في تجارب الماضي السلبية.

- أشعر بالدونية وأني أقل من الآخرين، وخصوصا في الاستيعاب والإدراك.

- سابقا كنت أعمل خلال العطل للمساعدة في مصاريف الدراسة من كتب وتنقل.

ودائما ما كنت أتعرض للإهانة من قبل المشرفين علي؛ لأني لم أقم بالعمل كما طلبوه مني، أو لأنني لم أستوعب جيدا ما يقال لي، أو لأن قدراتي البدنية ضعيفة، ولا تتحمل الكثير، فكنت أتضايق وأتوتر كثيرا حتى صرت أكره العمل مع الآخرين، والآن بعد النجاح في دراستي التكوينية صرت مطالبا بإيجاد عمل أوظف فيه ما تعلمته، ولكني خائف من الفشل ومن المسؤولية.

- متقلب المزاج كثيرا فتارة أعصابي متوترة، واحمرار للوجه من شدة الغضب، وتارة أكون فرحا بشكل غير محدود.

أرجو منكم مساعدتي للخروج من هذا الجحيم الذي أعيش فيه منذ مدة طويلة.

جزاكم الله خيرا، وشكرا على وقتكم.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عمر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً

أخي: نحن نقدر تماماً الأعراض التي هيمنت وسيطرت عليك، ونعرف أنها ثقيلة على نفسك، لكن – يا أخي – الحل حقيقة هو بيدك، ولا بد أن تكون بيدك إرادة التغير، وإرادة التغير هي موجودة وكامنة لدى الإنسان وهبها لنا الحق عز وجل، وهذه الحقيقة هي أحد الأمور التي تعبر بوضوح أن بني آدم بالفعل قد كرم.

يا أخي الفاضل الكريم كل هذه المشاعر السلبية، وشعورك بالفشل، يجب أن لا تقبله يجب أن تجلس مع نفسك، وتعيد تحليل الأمور، وتبني أسس وقواعد جديدة في التفكير حول ذاتك، ومن الواضح أنك تقلل من شأن نفسك، ومن الواضح أنك غير مستعد للتغير، ومن الواضح أنك قبلت بهزيمة الذات، ومن الواضح أنك تخاف من الفشل، فهذه كلها معطيات سالبة، ومضاداتها معروفة جداً بالنسبة لك ولنا، فاجعل لنفسك نصيبا من الخير، وذلك بأن تقيم نفسك التقييم الصحيح، لا تظلمها ولا تحقرها، واكتشف مكامن القوة لديك، وتفهم هذه القوة، واسع دائما لتطوير ذاتك.

أخي الكريم: حتى نكون علميين جداً أنا أطالبك بأن تضع جدولا يوميا لتدبير من خلاله وقتك، وهذه طريقة عملية مهمة، والدراسة في وقتها، والصلاة في وقتها، والعمل في قوته، الترفيه عن النفس، خصص له وقتا وللرياضة وقتا وهكذا، ومن خلال ذلك تستطيع أن تدير حياتك، ومن غير ذلك لا تستطيع، فأرجو أيها الفاضل الكريم، أن تأخذ بهذا المبدأ البسيط وتطبقه.

وبالنسبة للعادة السرية: أنت اتخذتها وسيلة لقوة الذات، فلا تقبل لنفسك هذه الدونية أبداً، وأكثر هذا القيد وحرر نفسك، وأنت أفضل مما تتصور – وإن شاء الله تعالى – تنتصر على ذاتك في هذا السياق، ومن المهم جداً أن تكون لك رفقة طيبة وتعينك بإذن الله هذه الرفقة على أمور الدين والدنيا.

أيها الفاضل الكريم: أنت بحاجة لدواء محسن للمزاج، ومزيل للرهاب والقلق والتوتر، فإن تمكنت بأن تقابل طبيبا نفسيا فهذا جيد، وإن لم تستطع فالأدوية المفيدة في حالتك كثيرة، تجربة الدواء والالتزام به وبجرعته – والحمد الله – غير حياة الناس وحتى التغيير السلوكي الذي ذكرته ما ذكرناه لك من أمور بسيطة، لكنها جوهرية، وسوف تجد أن الأمر أصبح أكثر سهولة من الناحية التطبيقية حين تتناول الدواء.

الدواء الذي أنصح به عقار يعرف باسم (لسترال) واسمه الآخر هو (زولفت) واسمه العلمي هو (سيرترالين Sertraline ) لكن في لتوانيا ربما يكون له اسم آخر.

الجرعة المطلوبة: هي أن تبدأ بحبة واحدة تتناولها ليلاً، وقوة الحبة هي 50 ملجم استمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها 2 حبة أي 100 ملجم يمكن أن تتناولها كجرعة واحدة ليلا،ً أو اجعلها بمعدل حبة صباحاً وحبة مساء هذه الجرعة هي الجرعة العلاجية المطلوبة في حالتك، والجرعة القصوى هي 4 حبات في اليوم أي 100 مليجرام، لا أرى أنك محتاج لهذه الجرعة، استمر على هذه الجرعة العلاجية لمدة 4 أشهر، بعد ذلك اجعلها حبة كاملة ليلا، وهذه هي الجرعة الوقائية يجب أن تستمر عليها لمدة 5 أشهر، ثم اجعلها حبة يوما بعد يوم لمدة شهر ثم توقف عن تناول الدواء، وأؤكد أنه جيد وسليم، ومن أفضل الأدوية التي تعالج قلق المخاوف الاكتئابي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أريد علاجا للقلق والتوتر لا يسبب زيادة الوزن. 1564 الثلاثاء 11-08-2020 05:25 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3859 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2478 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
أشكو من أعراض نفسية وعضوية وتحاليلي سليمة. 1232 الاثنين 10-08-2020 01:16 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2199 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ