أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : تأتيني أفكار ووساوس، فهل هذا من فعل الشيطان؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 22 سنة، أدرس في بريطانيا، تأتيني أفكار كل يوم، أحس بأنني رأيت أهلي وأصدقائي لآخر مرة، حيث أنني أدرس بالخارج، لم أكن أعاني من هذه الوساوس حتى حصل معي شيء في الصيف أفزعني فقمت بالتوتر طوال الوقت، صرت أخاف من كل شيء حولي بسبب هذه الفكرة، وأحس أن نفسي مشتتة، فهل هذا من فعل الشيطان؟ أم هو حقا شيء مريب؟ هل يحس الشخص فعلاً أنه سوف يموت؟
وجزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ق م حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أخي لا نستطيع أن نقول أن الإنسان يحس أنه سوف يموت، هنالك حالة من حالات المخاوف القلقية قد تعطي الإنسان هذا الشعور، خاصة إذا كان يعاني من نوبات تسمى بنوبات الهرع، وبعد ذلك يتحول الأمر إلى شيء من الوسوسة.

أما بالنسبة لقضية الموت؛ فكما تعلم أخي هي محسومة أن لا أحد يعرف عمره ولا يعرف أجله، والأعمار بيد الله، والموت آتٍ ولاشك في ذلك، لكن لا أحد يستطيع أن يحدد وقت موته، وهذا كلام ليس صحيحا، أي أن المشاعر التي تأتي للبعض هي ربما تكون جزء من المخاوف أو جزء من الوساوس، أو أنها نوع من الإيحائيات الاجتماعية؛ حيث أن الناس كثيراً ما تتكلم أن فلان قد شعر بموته، وأن فلان قال كذا وكذا قبل أن يموت، هذه أيها الفاضل الكريم نوع من المؤثرات الاجتماعية التي أثرت على الناس وجعلت البعض يعقد أنه إذا قام بكذا وكذا سوف يموت، أو أنه إذا شعر بموته سوف يموت، هذا أخي الكريم كله من وجهة نظري المتواضع نوع من القلق الوسواسي، الذي يحمل طابع المخاوف.

فيا أخي الكريم أرجو أن تقاوم هذه الفكرة، وكن حريصاً على أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم على وجه الخصوص تجعل في الإنسان طمأنينة كبيرة جداً فيما يخص الموت.

الحرص على الصلاة وعلى تلاوة القرآن تجعل في الإنسان طمأنينة كبيرة، واجتهد في دراستك، وإن كنت في بريطانيا تحس بشيء من الوحدة فتواصل مع أصدقائك، مع أهلك، أصبح التواصل سهل جداً، تجد - إن شاء الله تعالى- مجموعة من الشباب من أصحاب الخلق والملتزمين بدينهم وبدراستهم، تجد فيهم نماذج طيبة جداً.

أخي الكريم الإنسان في أي بلد كان وفي أي زمان كان هو في حفظ الله ومعيته وتحت رحمته، هذا هو الذي يجب أن نؤمن به، أعرف أن الفكر الوسواسي مستحوذ ومحبط؛ ولذا تجد أن هذه الاجترارات تأتي من وقت لآخر، لكن دفعها ورفضها وصرف الانتباه عنه هو الأساس العلاجي الصحيح.

في حالة أصبحت الوساوس مطبقة عليك فهنا أعتقد أنه يجب أن تتناول أحد الأدوية المضادة للمخاوف، يمكن أن تذهب إلى مقابلة الطبيب في بريطانية، وهنالك طبيب الأسرة أو ما يعرف ( جي بي) (G.P) لديه إلمام كبير جداً بهذه الحالات النفسية البسيطة، ويمكن أن يصرف لك الدواء المناسب، أنا أرشح عقار يعرف باسم سبرالكس Cipralex واسمه العلمي هو استالوبرامEscitalopram ، وهو دواء جيد جداً وفاعل جدًا لعلاج المخاوف الوسواسية، والجرعة في مثل حالتك هي جرعة صغيرة تبدأ بنصف حبة أي (5) مليجرام من الحبة التي تحتوي على (10) مليجرام، يتم تناولها يومياً بعد الأكل لمدة عشرة أيام، وبعد ذلك ارفعها إلى حبة كاملة أي (10) مليجرام، واستمر عليها لمدة ثلاثة أشهر ثم خفضها إلى نصف حبة يومياً لمدة أسبوعين، ثم اجعلها نصف حبة يوما بعد يوم لمدة أسبوعين، ثم توقف عن تناول الدواء، وإذا وصف لك الطبيب أي دواء آخر أرجو أن تتناوله، حيث أن الأدوية تعالج المخاوف والوساوس متعددة جداً، وكلها إن شاء الله مفيدة.

في النهاية المهم الأمر بسيط، وحاول أن تغير فكرك من خلال مقاومة هذا الفكر الوسواسي.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أرهقتني الوساوس المستمرة في رأسي. 4154 الخميس 23-07-2020 05:25 صـ
أعاني من الوسواس وضعف حرصي على الصلاة 1586 الثلاثاء 21-07-2020 02:50 صـ
أدمنت البنزوديازبينات وأعاني من آثاره فكيف أتخلص منها وأعود طبيعيا؟ 1541 الأحد 19-07-2020 03:02 صـ
هل حالتي المرضية عضوية أم نفسية؟ أرجو التشخيص. 1586 الخميس 16-07-2020 05:50 صـ
أعاني من الخوف من كل شيء، فما الحل؟ 2770 الأربعاء 15-07-2020 01:50 صـ