أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : زوجي يأمرني بالتواصل مع زوجته الثانية

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

بسم الله.

أنا يا شيخ متزوجة من متزوج ، وأقيم كل حقوقه وواجباته ، وهو كذلك ، ولكن ما ينغص علينا حياتنا هو أسلوبه في الحياة، ويطلب مني زيارة زوجته ومكالمتها والاحتكاك بها ، وأنا لا أريد ذلك ، ولكن حتى أرضيه ذهبت لزيارتها أكثر من مرة، وأحضر لهم الهدايا لها ولأولادها ، ولكنها لم تأت لزيارتي حتى لو لمرة واحدة، فقلت لن أذهب بعد ذلك ، فأصبح يحملني كل أخطائهم ، فهي لا تطبخ لهم ، فيطالبني بإنزال وجبات لهم ، فقمت بذلك ، ولكن أولاده لا يأكلون طعامي ، فقلت: أنا وأولادي أحق بهذا الطعام من القمامة،
المهم مرضت أمهم كثيرا وأحضر أولاده لأرعاهم ، فقمت بذلك ، ويشعرني أن هذا واجب علي .

كما أنه يحب أن يعاملني برفع الصوت والتأمر ، ويقول أنا زوجك ويجب أن تتحملي مني أي شيء، وعندما يضيق بي الحال وأرفع صوتي أو أبكي يتضايق ، ويقول لا تنكدي علي ، فماذا أفعل يا شيخ ؟ أجبني على رسالتي ولا أريد روابط جزاك الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت/ أم راكان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

مرحباً بك أيتها الكريمة في استشارات إسلام ويب، نحن نشكر لك طاعتك لزوجك وحرصك على النزول لرغبته مجاهدك نفسك وهذه كلها أعمال محسوبة لك، ولن تنعدمي خيرها وبرها في ديناك وآخرتك، وكوني على ثقة تامة أيتها الكريمة بأن الإحسان للآخرين سبب جالب لمودتهم وحبهم ، وإن تأخر ذلك فإن الله تعالى أخبرنا بأن دفع السيئة بالتي هي أحسن من أعظم الأسباب القالب للعداوة صادقة ومودة كما قال سبحانه وتعالى : { وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ }.

فنحن نوصيك أيتها الكريمة بالاستمرار على هذا الطريق الذي اخترته، وهو الإحسان إلى ضرتك وإلى أولادها، راجية من الله تعالى المثوبة والأجر على ذلك، وتواضعك لهم وتقديمك شيء من الخدمة لهم وإن كان لا يلزمك شرعاً ذلك ولكنه عمل نبيل وتستحقين عليه الشكر من الناس والثواب من الله تعالى ، والله عز وجل لا يضيع أجر من أحسن عملاً، ولا يضرك أيتها الكريمة كون ضرتك لا تبادلك المودة بالمودة ولا الزيارة بالزيارة، ربما كان هذا الأسلوب منها مع استمرارك مع ما أنت عليه من العمل أدعى إلى زيادة أجرك وإخلاصك في عملك وإنك حينها تفعلين ابتغاء مرضات الله تعالى وحده ، ومن ثم لا ينبغي أبداً أن يكون أسلوبها في التعامل معك مانعاً لك دون الخير الذين بدأته.

وأما زوجك فواضح جداً أيتها الكريمة أن انزعاجه من بكائك وتضايقه من ذلك دليل على أنه يكن لك المودة والحب ولا يحب أن يراك حزينة أو باكية ، ولذلك يسمى هذا تنكيداً عليه في عيشه ، ولو كان لا يبالي بك ولا يتضايق لذلك لما ألقى بالا لبكائك وحزنك ، فينبغي أن تتعاملي مع هذا بشيء من الإيجابية ، فتحرصي على التبعل، والمبالغة في الطاعة لزوجك، ولا حرج عليك في أن تفهميه بأن ما يطالبك به من الخدمة لأولاده أو لزوجته الثانية، أن هذا كله لا يزمك شرعاً، والواجب على كلا الزوجين أن يقف كل واحد منهما عند حدود الله تعالى ، ولكن باب الإحسان واسع، وصدقة الإنسان تنفعه في ديناه وآخرته، فلا حرج عليك في أن توصل إليه هذه الرسالة ، ولو اتبع الرفق في ذلك وتحين الوقت المناسب حين يكون الزوج يتمتع بقدر كبير من الهدوء وصفاء البال وسرور النفس ، لا حرج عليك أن تستغلي مثل هذه الأوقات لإيصال هذه الرسالة إليه، بشيء من المودة والمحبة، وسيقر ويعترف لك بالفضل.

وعلى كل حال أيتها الكريمة : كلا الزوجين مطالب بأن يعاشر الآخر بالمعروف وبالتي هي أحسن ، فإن قصر أحد الجانبين فلا ينبغي للآخر أن يقصر ، فكل سيلقى ثواب عمله عند الله تعالى ، ونحن نوصيك بمزيد من الصبر، ومغالبة النفس واحتسبي أجر ما تفعلينه من الخير لزوجك أو لغيره عند الله تعالى ولن يضيع أجرك سدى، نسأل الله تعالى أن يوفقك لكل خير.

وبالله التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
زوجي لا يعطيني حقوقي الزوجية مثل زوجته الأولى، هل أترك المنزل؟ 2880 الأحد 13-10-2019 02:16 صـ
زوجتي الحالية ترفض إرجاعي لزوجتي السابقة، وأخشى من أن أدمر أسرتي! 3417 الأحد 24-03-2019 06:14 صـ
أغار من الزوجة الثانية ومن أبنائه، فكيف أتصرف مع زوجي؟ 10478 الأحد 18-01-2015 12:48 صـ