أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : عدم المقدرة على الكلام مع الناس بشكل طبيعي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
مشكلتي أني عندما كنت في المدرسة والجامعة لا أتكلم أبداً إلا إذا طلب أحدٌ مني شيئاً فإنني أتكلم بضع كلماتٍ ثم أسكت ولا أدري لماذا؟! فربما لأنني أشعر بأنني سوف أُنتقد إذا تكلمت، مع العلم أنني أكون طبيعية مع أهلي في المنزل ولكن إذا جاءنا ضيوف فإنني لا أتكلم.
ولقد ذهبت إلى طبيبٍ نفسي فأخبرني بأني مصابةٌ بمرض الذهان، وأن الهرمونات التي في جسمي هي السبب في عدم مقدرتي على الكلام. وتعقيباً على هذا لي سؤالان:
السؤال الأول: هل صحيحٌ أن الهرمونات هي التي تجعلني لا أتكلم؟
السؤال الثاني: لقد وصف لي الطبيب بعض الأدوية ولكني لا أشعر بأني تحسنت لأنني أشعر بأنني تعودت أن أكون هكذا، وأن شكلي سيبدو مختلفاً لو تكلمت؟!
وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ -- حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فهنالك عدة أسباب تجعل الإنسان غير منفتحٍ في التواصل والتخاطب مع الآخرين؛ ومن هذه الأسباب الخجل والمخاوف الاجتماعية، كما أن هنالك نوعاً من الشخصيات التي تُعرف بالشخصية الانطوائية، فهي لا تميل كثيراً للتخاطب والتحادث مع الآخرين، كما أن الإنسان ربما يكون أكثر قدرةً على التخاطب في مواقف معينة أو أماكن معينة، وربما لا يتيسر له ذلك في مواقف أو أماكن أخرى، وهذا التخيير أيضاً يكون مرتبطاً بالشخصية في كثير من الأحيان.
وفيما أعتقد أن الإنسان إذا عرف مشكلته وخاصة إذا كانت من هذا القبيل الذي تتحدثين عنه فهذا يحمل الحل أيضاً؛ بمعنى أن الإنسان حين يعرف صعوباته ويركز على حلها ويقوم بما هو مضاد أو ما يخالف لما يمارسه الآن مهما أخذ ذلك منه من وقتٍ وجهدٍ فإن ذلك هو الحل.
ولذا أدعوكِ إلى أن تفكري مع نفسك وأن تقولي: لا شيء يمنعني أن أتحدث أو أخاطب الآخرين في المواقف التي أشعر فيها بأني غير مرتاحة أو عاجزة في التواصل مع الآخرين، إذن فالموضوع هو أن يبني الإنسان إرادة جديدة قائمة على النفس.
وبالطبع فهنالك بعض المصطلحات العلمية الخاصة والتي يعرفها الأطباء فيما بينهم، وهنالك مصطلحات قد يخاطب بها الأطباء عامة الناس أو الجمهور أو تتداولها وسائل الإعلام، ولقد ذكر لك الطبيب أنكِ تعاني من حالةٍ من الذُّهان، ولذا لابد أن أكون صادقاً وأميناً معكِ وأحدثك عن الذُّهان؛ فهو يعتبر من الأمراض المعروفة، وهو مرضٌ أساسي لدرجة كبيرة ولكنه يمكن علاجه الآن بمستوى ممتاز جداً، ولا يُعرف لهذا المرض أسبابه بالضبط ولكن هنالك عدة نظرياتٍ منها: (نظرية الوراثة) و(التنشئة) و(الإصابات البسيطة في الرأس في مرحلة الطفولة)، ويعتقد الآن أن أكبر مسبب هو وجود اضطرابٍ لبعض المواد الكيميائية في الدماغ، وهذا هو الذي قصده الطبيب بكلمة (الهرمونات)، فهي في الحقيقة ليست بهرمونات بل هي تعرف بالموصلات أو الناقلات العصبية؛ بمعنى أنها مواد توصل ما بين أنواع معينة من الأعصاب، وإذا حدث هنالك اضطرابٌ في إفراز هذه المواد قلة أو إكثاراً فربما يؤدي ذلك إلى حدوث بعض الأمراض النفسية التي منها الذُّهان، فهي مواد كيميائية ليست من فصيلة الهرمونات ولكننا نسميها بالموصلات أو الناقلات العصبية؛ ومنها مادة تعرف باسم (دوبامين)، ومادةٌ أخرى تعرف باسم (سيرتونين).
وأما بالنسبة للعلاج فهنالك عدة وسائل للعلاج؛ ومنها - أولاً - الثقة بالنفس، وبالطبع قبل ذلك الثقة بالله تعالى، ثم بعد ذلك أن يؤهل الإنسان نفسه؛ بمعنى إن كان طالباً أن يجتهد في دراسته، وإن كان عاملاً أن يجدَّ في عمله مع ضرورة التواصل والفعالية الاجتماعية وعدم التكاسل وعدم التراخي.
والجانب الآخر وهو العلاج الدوائي: فأنت لم تذكري اسم الأدوية التي أعطاها لك الطبيب، ولكن من أفضل الأدوية التي تُستعمل في علاج الذُّهان الآن هو العقار الذي يعرف باسم (رزبريدون)، ودواءٌ آخر يعرف باسم (زبريكسا)، ويوجد أيضاً (سيركويل)، وهنالك دواء قديم وجيد يعرف باسم (استلازين)، وآخر يعرف باسم (لارجكتيل) ... وهكذا.
ومن أهم العوامل التي تحسن من فعالية الأدوية هو الالتزام المطلق بتناولها في مواعيدها، وأن تكون الجرعة العلاجية صحيحة، وأن يتبع الإنسان الإرشادات الطبية.
وأسأل الله تعالى لكِ الشفاء والتوفيق والسداد.
وبالله التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
كيف أتخلص من الخجل والخوف عند لقاء أشخاص غرباء؟ | 1743 | الاثنين 10-08-2020 05:26 صـ |
لدي خوف وصعوبة عند الحديث مع الناس.. أريد حلا | 1322 | الأحد 09-08-2020 02:09 صـ |
أعاني من مشكلة الرهاب الاجتماعي، ما الحل؟ | 2388 | الخميس 23-07-2020 06:16 صـ |
كيف أتخلص من أعراض الرهاب الاجتماعي؟ | 1731 | الأربعاء 22-07-2020 04:28 صـ |
أريد دواء يخلصني من الرهاب، فبماذا تنصحونني؟ | 3648 | الأحد 19-07-2020 09:33 مـ |