أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مريم أوسار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وصحابته ومن والاه.

بداية نرحب بك في موقعك، ونسأل الله لك التوفيق والسداد، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعوضك خيرًا، وكم تمنينا لو أنكم عرضتم نوع المشاكل وأسباب الخلافات التي حصلت، ولكننا نريد دائمًا أن يكون الحرص على بقاء البيت, والحرص على الاستمرار, والحرص على الاستقرار هدفا مشتركا بين الرجل وزوجته.

ونتمنى من الله تبارك وتعالى أن يهدي الطرف الثاني حتى يقوم بواجباته كاملة، وحتى يراعي الله تبارك وتعالى في هذه العلاقة التي ينبغي أن يجتهد فيها من أجل أن تكون على هدىً ونور من الله تبارك وتعالى.

فإن كثيرا من الأزواج والزوجات -بكل أسف– يظن أن العلاقة لا يُسأل عنها بين يدي رب البرية، ونحن نريد أن نقول: كثير من الأزواج سيدخل الجنة بإحسانهم لزوجاتهم، كما أن كثيرا من الأزواج سيدخل الجنة بصبرهم على زوجاتهم وبإكرامهم لزوجاتهم، فالكريم من إذا أكرمته ملكته، وإذا أكرمت اللئيم تمردا.

فحرضي الطرف الآخر على الاهتمام وعلى الاحتساب عند الله تبارك وتعالى، وحاولي أيضًا معرفة أسباب الخلاف، فإنه إذا عُرف السبب بطل العجب, وسهل علينا بحول الله وقوته إصلاح الخلل والعطب.

ومهما كان فإنا ندعو الطرفين إلى تجنب الطلاق، لأن الطلاق لا يكون حلاً، بل قد يكون البداية الفعلية للمشاكل، ولذلك ينبغي أن يتريث الإنسان، وهو حل شرعي يمكن استخدامه، لكن كل من لا يراعي الضوابط في استخدام الطلاق فإنه يندم ولا شك ولات ساعة مندم.

وحتى نفوت الفرصة على الشيطان -والشيطان حريص على أن يخرب البيوت، والشيطان هو الذي يفرح لحصول الطلاق- حتى نفوت الفرصة على عدونا الشيطان ينبغي أن نتريث جميعًا، ونجتهد في معالجة هذه المشاكل، ونزيل سوء التفاهم الحاصل، وسيكون الأمر سهلاً إذا علمنا أن الشيطان هو الذي يُحركه، فإن الشيطان ينصب عرشه على الماء، ثم يبعث سراياه في الناس، أقرب هؤلاء إلى الشيطان الرجيم أرفعهم عنده منزلة هو الذي ينجح في أن يفرق بين زوجين، عند ذلك يُدنيه ويلتزمه، ويقول له (أنت أنت) أي أنت الذي جئت بالصنع العظيم بالنسبة لإبليس.

لأن الشيطان وشياطين الإنس يُدركون أن الطلاق دمار للإنسان، فبعد الطلاق يتعرض كل من الزوجين للفتن، ويضيع الأطفال، وتنتشر الغيبة والنميمة والكراهية والنفور، والإساءة بالباطل، ولذلك لا خير أبدًا في الطلاق، فاحرصوا على تجنب الطلاق، وإن كان الطرف الثاني مُصِرٌّ فحاولي المناقشة معه، واجتهدي في ربطه بهذا الموقع، وبيّني له أننا كمشايخ نرفض مسألة الاستعجال في الطلاق، بل ندعو من فكر في الطلاق ألف مرة أن يفكر مرات بعد الألف، لأن تسعة وتسعين بالمائة من الذين طلقوا يعيشوا الندامة والحسرة عياذًا بالله تبارك وتعالى.

نسأل الله أن يُديم بينكما الألفة، وأن يلهمكم السداد والرشاد، ونتمنى أن تتواصلي معنا لتبيني لنا أسباب غضب الطرف الآخر، حتى نستطيع أن نناقش عن علم ووعي، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُلهمكم الرشد والسداد، وأن يعينكم على طاعة رب العباد، هو ولي ذلك والقادر عليه.