أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أبي يبخل علينا ولا يؤدي واجبه في النفقة.. ماذا نفعل؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم

لدي سؤالان محيراني وأخاف من نتيجة العاقبة، وهما:

1- أن أبي له زوجتين أسرة في بلاد، والأسرة الثانية في بلاد أخرى، المهم جميعهم رأوا إخواني ما عدا أنا لم أرهم منذ خلقت وإلى الآن لم أرهم، وطبعاً أنا الأخ الأكبر بعد وفاة أخي الذي يكبرني بـ 6 سنوات -الله يرحمه-.

والأهم من ذلك أن المصروف الشهري الذي يعطينا إياه لا يعطينا إياه إلا بعد صراخ، ورغم أنه بخير ورزقه طيب، -والحمد لله- لديه من الأشغال ما تكفي لإعالة 5 أسر وأكثر في الشهر، ويقدر على إعالتهم بشكل مريح، لكن البخل والفلوس في قلبه بدرجة لا أحد يتوقعها، حتى الاتصال لا يتصل ولو آخر الشهر خوفاً من أن أحدا يقول له: اعطني مصروف الشهر! -بالله هل هذا أب لديه حنان على ابنائه- مع العلم أن الاتصالات ما بيننا وبين إخواني قليلة، وذلك لقلة المصروف الشهري سواء من جانبنا أو من جانب إخواني الآخرين في المملكة، والحال الذي نعيشه نحن هنا يعيشه إخواني مع أبي مثل ما هو بالضبط، لدرجة أن جواله مرة سرق ولم يتصل علينا لفترة تجاوزت 15 يوماً، والسبب أن جواله فقد، ولا يريد أن يخسر ريالين في اتصال من (كبينة).

والله وبالله أني بعض الأحيان أكره أبي كرها ما بعده كره! فبالله ماذا أفعل في هذه الحالة أفيدونا، وجزاكم الله خيرا؟

2- سؤالي الثاني:

أنا أحب بنت خالتي، وهي تكبرني بـ 3 سنوات تقريبا، وأريد أن أتزوجها وأنا أحببتها حقيقة، مع العلم أني لم أتصل بها.

ما بيننا رسائل احترام وتبادل الأخبار عن الأهل، ورنات يوميا ما بيننا، أريد أن أتزوجها لكني خائف من كلام الناس، هل أتزوجها وأترك كلام الناس، أم أن زواجي ببنت أكبر مني له عواقب وخيمة، مع العلم أني قنوع بها، وناقشتها بهذا الموضوع فقالت: لا يصح فأنا أكبر منك، وستحدث مشاكل إذا تزوجنا مع بعض، هل هناك عواقب وخيمة من الزواج بها بسبب أنها أكبر مني بـ3 سنوات أم لا؟

أفيدوني وجزاكم الله خيرا.

مدة قراءة الإجابة : 7 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ الأصيل الحضرمي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه..

بداية نرحب بك - ابننا الفاضل - في موقعك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يلهمك السداد والصواب، وأن يُصلح لنا ولكم الأحوال، هو ولي ذلك والقادر عليه، ونشكر لك التواصل مع الموقع، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يهدي هذا الوالد إلى ما يحبه ربنا ويرضاه، وأن يعينكم كذلك على بره وحسن التعامل معه، فإن الإحسان إلى الوالد من واجبات هذه الشريعة التي شرفنا الله تبارك وتعالى بها.

لذلك أرجو أن تتجنب مسألة كره الوالد أو بغض الوالد أو الحقد على الوالد، لأن هذه من الأمور وكلمات ما ينبغي أن يعوِّدها نفسه، فإنه حتى لو فرضنا أن الوالد بخيل ومقصر فإنه يظل والدًا رغمًا عن أنفنا، ونحن نُؤجر على صبرنا عليه وعلى الاحتمال مع العيش معه، واحتمالنا للمعاناة التي نقابلها منه.

ويبدو أن هذا الوالد فعلاً شحيح في بذله، ولكن كون البيتين - كون الأسرة الأولى والأسرة الثانية - تعاني من نفس الإشكال، هذا يعني أنكم تحتاجون إلى مزيد من الصبر والاحتمال مع هذا الوالد، وعليكم أن تحسنوا إدارة ما يأتيكم من أموال، وتجتهدوا في التلطف معه والاقتراب منه، وفي معاونته على أن يكون عادلاً بين الأسرتين، وحاولوا أيضًا أن تجتهدوا في أن تتواصلوا مع إخوانكم.

وقد أعجبني وأسعدني هذا الشعور النبيل منكم، وهذا الحرص على أن تتواصل مع إخوانك من الأسرة الثانية، أعجبني هذا الحرص، وهكذا ينبغي أن يكون الإخوان، لأنكم أيضًا تشتركوا في هذا الأب، فهم إخوان لك، وهذه المشاعر النبيلة تُشكر عليها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يؤلف بين القلوب، وأن يجمع بينكم على الخير.

وواضح جدًّا أن الوالد لا يحب بذل الأموال ولا يُحب الأنفاق - كما قلت حتى ولو كانت الأموال عنده كثيرة – والدليل على ذلك أنه لا يريد أن يصرف حتى على نفسه.

فإذن نحن ينبغي أن نُحسن تدبير ما عندنا من أموال، ثم على الوالدة أن تجتهد في أن تنال منه ما تستطيع من الأموال، وإذا كان يأتي بالأشياء الأساسية ويوفر الطعام والشراب والأمور الأساسية فإن هذا أيضًا لا بأس به، والنبي - عليه الصلاة والسلام – لما جاءته (هند) وشكتْ له من كون (أبا سفيان) رجل شحيح لا يعطيها ما يكفيها، قال لها - صلى الله عليه وسلم -: (خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف) هذا توجيه نبوي لهذه الصحابية الجليلة.

لكن إذا كان يُعطي ما يكفي وأنت تطلبون كماليات أو زيادات فأتمنى أن تصبروا على هذا الوضع، وفي النهاية ما من والد إلا وهو يجمع الأموال من أجل أبنائه، وأعتقد أنكم بحسن التلطف معه، وحسن التعامل معه وحسن استخدام ما يأتيكم من أموال سيتحسن الوضع بحول الله وقوته.

أما بالنسبة للمسألة الثانية: فبنت الخالة في المنزلة الرفيعة، وهي أقرب الناس إلى الإنسان، وأمرها يهمُّك، كما أمرك يهمُّها، وأيضًا ينبغي لهذا الأمر أن يكون بعلم والديك، وأن تتحرك بضوابط شرعية، خاصة الوالدة ينبغي أن تكون على علم بهذا التصرف، كذلك الوالد، وأرجو أن تعلم أن من المصلحة طالما كانت الفتاة نفسها تشعر أنها أكبر منك وأنها تريد لك زوجة أصغر منك، هذا الشعور أعتقد أنه إيجابي منها، وهي تُشكر عليه، مع أن النجاح في الحياة الزوجية لا يرتبط بأعمار معينة، ومعلوم أن النبي - صلى الله عليه وسلم – تزوج خديجة وهي أكبر منه، وتزوج من عائشة وهو أكبر منها بسنوات عديدة - عليه صلوات الله وسلامه – وسعدتْ الصغيرات والكبيرات في صحبة رسولنا - عليه صلوات الله وسلامه – لأن التلاقي يكون بالأرواح، فالأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

لكن الأمر كما هو واضح ثقافة مجتمع يرفض هذا النوع من الزيجات، ودائمًا يكون مصدر تعليق ومصدر إزعاج للطرفين إذا تزوج الشاب من فتاة تكبره، فعند أي مشكلة أيضًا قد تظهر بوادر خلاف بين الأسرتين، والناس لا يسكتوا، والإنسان لا يرتاح لكلامهم.

من هنا نحن ندعوك لدراسة هذا الأمر دارسة وافية والنظر إليه من كافة الجوانب، ولكن من الناحية الشرعية طبعًا ليس هناك مانع، وحتى تحصل العلاقة الشرعية أرجو ألا تديم الاتصال مع بنت الخالة أو التواصل معها، حتى تحسم هذا الأمر، لأنها تعتبر أجنبية عنك، والأجنبية هي كل من يجوز للإنسان أن يتزوج منها، والإسلام لا يعترف بعلاقة إلا في إطار المحرمية أو في إطار الزوجية، وإذا أراد الإنسان أن يؤسس لحياة زوجية فإن عليه أن يأتي البيوت من أبوابها، ويحاول أن يتواصل مع الكبار، وحبذا لو تكلم الوالد – أو الوالدة – إن كانت لك رغبة، يكون هو الذي يتكلم، وهو الذي يتقدم لطلب بنت الخالة أو غيرها، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يديم عليكم النعم والفضل، وأن يوفق الجميع لما يُحبه ويرضاه، وأن يُقدر لك ولها الخير حيث كان ثم يرضيكم به.

وأكرر: هذه المسألة تحتاج إلى نظرة شاملة ونظرة من كافة الجوانب، وبعد أن شاورتنا عليك أن تشاور من هم على مقربة بك وبها، ثم عليك أن تستخير، فإن الإنسان ينبغي أن يُكثر ويهتم لأمر الاستخارة، إذ كان النبي - صلى الله عليه وسلم – لأهميتها يُعلمها للصحابة كما يعلمهم السورة من القرآن، ولن يندم من يستخير ويستشير، والاستخارة هي طلب الدلالة إلى الخير ممن بيده الخير والتوفيق منه سبحانه وتعالى، والإنسان في ختامها يقول: (واقْدُرْ ليَ الخير حيث كان ثم رضّني به) فهي دعاء، وهي لجوء، وهي توجه إلى من بيده مقاليد الأمور سبحانه وتعالى، ونسأل الله أن يقدر لك ولها الخير حيث كان ثم يرضيكما به.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
الأب رفض زواج ابنته لأنها متبرجة، ما توجيهكم؟ 518 الأربعاء 12-08-2020 02:58 صـ
هل يلزم زوجي النفقة على أبيه مع أن أباه ميسور؟ 712 الثلاثاء 30-06-2020 03:30 مـ
أبي يظلمنا جميعاً، كيف التعامل معه؟ 1041 الأحد 28-06-2020 01:47 مـ
زوجي أقنعني بإعطاء طفلتي لعمه وندمت، ما الحل؟ 725 الأحد 28-06-2020 05:42 صـ
كيف نتعامل مع والدنا القاسي؟ 2464 الأربعاء 17-06-2020 02:31 صـ