أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : زوجي ظلمني ويحلف كذباً عند القاضي ولا أملك عليه دليلا، فماذا علي أن أفعل؟
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
يا ليتنا نعود لزمن الرسول كي لا تضيع حقوقنا بين المحاكم والتواريخ، لا أعلم ما الهدف في تأجيل المحاكم القضائية، لا أعرف ما الذي علي فعله، فقد طلقني زوجي طلاقاً تعسفياً رجعياً، وتم إرجاعي قبل انقضاء العدة للضرر بي حيث أنه كان يجبرني على الجماع في شهر رمضان، وحتى أتنازل عن جميع حقوقي، ولقد كذب حين قال بأنه يصلي وهو لا يصلي! وأحياناً لا يصوم، علماً أنه سرق ذهبي وطلقني وأنا بالعمل بدون أي سبب يذكر.
وقد رجعني على ذمته ورقياً بتاريخ: 2/5/2012، وحتى الآن أنا في بيت أهلي ولم يتصل بي ولم يخاطبني ولم يطلبني لبيت الطاعة فما الذي علي فعله؟ وما دور الشرع والقانون في ذلك، علماً أنني رفعت عليه قضية نزاع وشقاق وقضية نفقة والمهر الغير مدفوع، وأيضاً أصبح ممن لا يعرفون الله وينكر ومستعد لأن يحلف زوراً بأنه لم يسرق ذهبي.
والآن أصبح لي 3 أشهر على ذمته دون أي اتصال مباشر بيننا، أرجوكم ما الهدف في تأجيل المحاكم الشرعية؟ أليس العدل أن يطلقني الشرع من هذا الرجل وإجباره على إرجاع حقوقي؟
أرجوكم أفيدوني.
وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ فاطمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فمرحبًا بك - أختنا الكريمة - في استشارات إسلام ويب. نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يُقدّر لك الخير حيث كان، وأن يدفع عنك الظلم.
لا شك أيتها - الأخت الكريمة – أن شريعة الله سبحانه وتعالى جاءت لمصالح العباد ودفع المفاسد عنهم، فهي كلها عدل ورحمة، ومما جاءته الشريعة: رفع الضرر عن المرأة، فأوصت الرجال بالإحسان إلى النساء، وجعلت لهنَّ حقوقًا مثل ما عليهنَّ من الواجب، فقال سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: {ولهنَّ مثل الذي عليهنَّ بالمعروف}.
ورتبت هذه الشريعة لكلٍّ من الزوجين حقًّا على الآخر، وأوجبت عليه واجبًا، فإذا التزم الناس بهذا الشرع عاشوا حياة سعيدة ملؤها الرحمة وإقامة العدل وتحقيق المصالح.
ولكن إذا كان زوجك على خلاف هذا الهدي ووقع في ظلمك وإيصال الضرر إليك فإن من حقك أن ترفعي أمرك إلى القاضي الشرعي ليدفع عنك هذا الظلم، ويرفع عنك هذا الضرر، ولكن القاضي يقضي بما يظهر له ويقول بما لديه من بيانات، فإذا قضى بما ظهر له ولم تستطيعي إقامة البينة أمامه ليثبت لك حقًّا أو يزيل عنك ظلمًا فإنه لا تثريب على القاضي في ذلك، ولا يرفع حكم القاضي الإثم على الظالم إذا قضى له، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: (إنما أنا بشر وإنكم تختصمون إليَّ ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض).
فهذا رسول الله - صلى الله عليه وسلم – يُخبرنا بأنه يقضي بالظاهر، ولكنه مع ذلك يُخبر الخصم الذي يحسن الخصام بأنه إذا قضى له بحق أخيه وهو يعلم من نفسه أنه مبطل فإنما هي قطعة من النار يقتطعها له، فالقاضي إذا قضى بما يظهر له لا تثريب عليه، ويبقى الظالم ظالمًا وهو مجزي بظلمه عند الله تعالى.
فنحن نصيحتنا لك - أيتها الكريمة - أن تحاولي إقامة البيانات والبراهين الدالة على ظلم الزوج لك، وعدم القيام بحقوقك، ونصيحتنا لك أن تستشيري محاميًا ناصحًا مخلصًا ليدلك على وسائل الإثبات، فإذا لم تقدري على شيء من ذلك فاحتسبي مصيبتك عند الله تعالى، واعلمي أن حقك لن يضيع، وأن الله سبحانه وتعالى سيجمع العباد ليومٍ ترد فيه المظالم، كما قال - عليه الصلاة والسلام -: (لتؤدُّنَّ الحقوق إلى أهلها حتى يقتص للشاة الجلحاء من الشاة القرناء).
نسأل الله تعالى بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
أفكر في الانفصال عن زوجي، بماذا تنصحوني؟ | 917 | الأحد 12-07-2020 03:08 صـ |
هل أصبر أكثر على ظلم زوجي وتصرفاته أم أنفصل عنه؟ | 2503 | الأحد 10-05-2020 01:48 صـ |
طلقت زوجتي وفقدت الاستقرار الأسري والنفسي، فما الحل؟ | 3324 | الأحد 27-10-2019 06:14 صـ |