أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : أحببت شابا ملتزما عن طريق النت، فهل هذا حرام؟
السلام عليكم.
عندي سؤال وأتمنى أن تجيبوني عنه، تعرفت على شاب من النت منذ ثلاث سنوات وهو ملتزم، وحين تعرفت عليه كان كلامه فقط عن الدين، ووقت الأذان يذهب للصلاة، وأنا بصراحة أعجبت به كثيراً، وبدأت أميل له، أخبرته بهذا فقال لي: أنه كذلك، ولكنني مع أني أحبه وهو يحبني لا أقول له أي شيء من كلام الغزل أو غيره، واستغربت منه أنه لم يطلب صورة لي أو حتى يتحدث معي بالجوال، قال: أنه إذا أنا أريد هذا فهو لا يريد.
وبدأت أشك أنه يحبني حقيقة أو أنه يكذب، فطلبت منه أن يعرفني على أخواته وأمه وهو نفذ طلبي، أعطاني إيميل أخته، وبدأت أتواصل معها بالرغم من أنها أكبر مني بكثير، وصرت أتكلم مع أخته بالجوال وهو لم يحدثني أبداً ولم يرني، ومن شدة إعجابه بي طلب من أخته أن تخبرني أنه يريد أن يخطبني بعد أن يكمل الجامعة، مع العلم أنه لا يزال بالثانوية، أنا أخبرت والدتي عنه قالت لي إذا هو لم يتحدث معك وتعرفي أخواته وأمه وأخلاقه عالية فتكلمي معه، وأخبرت والدي وهو لم يمانع شرط أن لا أعطيه رقم الجوال أو أريه صورتي فقط أتحدث مع أخواته.
وأنا بصراحة الآن محتارة إذا كانت علاقتنا هذه حلال أو حرام، وبيننا كل الحواجز هذه وأهلي يعلموا بالخبر، ووالدتي تعرفت على والدته وكل شيء، ولكن يضل الحب حرام أم لا؟ مع العلم أنه لا يزال بالثانوية وأنا بالمتوسطة، ولكنه يحبني بصدق ويريد الزواج بي حينما نكبر.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ بنـت حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك ابنتنا الفاضلة في موقعك، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه، ونشكر لك هذا الاهتمام بهذا الموضوع، ونشكر له كذلك هذا الحرص على عدم التمادي مع تلك المشاعر، وقد أحسن عندما ربطك بأخواته وربط الأسرة بالأسرة، وأما بالنسبة له: وجود الميل لا يؤثر، ولكن نحن لا نريد أن تستمر العلاقة بهذه الطريقة، ولكن من الآن ولله الحمد اتضحت الصورة، فعليه أن يكمل دراسته ويعين نفسه ثم يطرق بابكم، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يجمع بينكما على الخير.
وقد أعجبنا في موقف الشاب أنه غير حريص على التواصل بالهاتف، وغير حريص على السؤال عن الصورة، وغير حريص على المقابلة، وأرجو أن يكون ذلك كله خوفا من الله تبارك وتعالى، لأن هذه أعمال طيبة، ولكن متى يقبل العمل؟ عندما نرجو بعملنا وجه الله، وعندما يكون الدافع هو الناحية الشرعية والخوف من الله تبارك وتعالى.
أما بالنسبة لأخواته فلا مانع من التواصل، وهذا ما نشير به دائمًا، يعني من حق الفتاة التي تميل إلى فتى تعرفت على أسرته وتثني عليه خيرًا فتوصل تلك المشاعر النبيلة وكذلك مشاعره تصل إليها، ثم بعد ذلك عندما يعد نفسه عليه أن يأتي البيوت من أبوابها، لأن هذا هو المهم جدًّا.
ثم عليه بعد ذلك أن يطلب الرؤيا الشرعية، وهذا من الأمور الأساسية في النجاح، لأنه قد يُعجب بكلامك وتعجبين بكلامه ويعجب بأسلوبك وتعجبين بأسلوبه، تعجبين بتدينه ويُعجب بتدينك، لكن لما تحصل الرؤيا الشرعية فإننا عند ذلك نسأل عن الانطباع الحاصل، فإذا حصل الارتياح والتوافق والقبول فعند ذلك هذه خطوة مبشرة، وعند ذلك نستطيع أن نقول (الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف).
إذن هذه العلاقة - إن شاء الله تعالى – ليس فيها أمر يُمنع، ونتمنى أن يقل التواصل، طالما هو رضيك وأنت رضيت به حتى يجمع الله تبارك وتعالى بينكما على كتابه وعلى سنة نبيه – عليه صلاة الله وسلامه -.
ونشكر الأسرة تفهمهم لهذا الوضع، ونتمنى أن يعاونوا الشاب ويعاونوك على بلوغ العفاف بالطريق الصحيح الذي يُرضي الله تبارك وتعالى. ولا مانع من أن تتعمق كذلك المشاعر بين الأسرتين، تتعرف الوالدة أكثر على أمه، وتتعرف أخواتك على أخواته، وتتعرفي أنت على أخواته، ولكن لا ننصح بالتواصل معه شخصيًا، لأن هذا سيكون على حساب دراستكم وعلى حساب راحتكم، ولا نأمن إذا حصل تواصل بينكما أن تنتقلوا إلى المرحلة التي بعدها، فإن الشيطان حاضر، ويأخذ الناس خطوة إثر خطوة، فلا تتبعوا خطوات الشيطان.
وإذا كنت تريدين معلومات شرعية فنتمنى أن تتواصلي مع مواقع أسرية وتسألي داعيات، وليس من المصلحة أن تتواصلي خاصة مع الشباب الصغار ولا مع هذا الشاب أيضًا، كما قلنا لأن هذا يؤثر على اهتمامكم بأمر الدراسة، وليس فيه مصالح تذكر، وأرجو أن توفروا هذا المخزون العاطفي إلى بعد العقد الشرعي والرباط الشرعي، لأن أي حياة يتوسع الناس فيها بالتعبير العاطفي في مراحله الأولى تبدأ بشيخوخة مبكرة، وهذا ما لا نريده لكما.
كذلك التفكير في مثل هذه الأمور يشغل عن الدراسة، وعن إعداد الشاب نفسه، وعن النظر إلى مستقبله، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يوفقكما لما يحبه ويرضاه، وأن يلهمكم السداد والرشاد، ونشكر لك هذا الحرص، وهذه الروح التي دفعتك للسؤال، فإن هذا دليل على أن فيك خير كثير وخوف من الله تعالى، فحافظي على هذه الروح، واعلمي أن الله تبارك وتعالى هو الموفق، وأن ما عند الله لا يُنال إلا بطاعته، فاحرصي على تقوى الله، واشغلي نفسك بذكره، وانتبهي لدراستك، وأكثري من الدعاء لنفسك وله، ونسأل الله أن يجمع بينكما على خير، وأن يلهمك السداد والرشاد، هو ولي ذلك والقادر عليه.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
كيف أستطيع اتخاذ القرار المناسب في أمر الزواج؟ | 1005 | الخميس 02-07-2020 09:14 صـ |
تعرفت على فتاة وأحببتها وأحبتني، فما نصيحتكم؟ | 4810 | الاثنين 05-08-2019 02:35 صـ |
هل سأجد الزوج المناسب من خلال مواقع التواصل الاجتماعي؟ | 1891 | الأحد 23-12-2018 06:44 صـ |