أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حبيب حسين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يعتبر الجنف من أمراض مراحل النمو، ينشأ وتسوء حالته في مراحل نمو الجسم في مرحلة البلوغ، ومعظم هذه الحالات تكون مجهولة السبب، ولا يوجد أسباب واضحة له في 80% من الحالات.

إلا أن العامل الوراثي يلعب دورا في ذلك، فيحصل استعداد للعمود الفقري لتطور الجنف وتأهب العمود الفقري جينياً لتطور الجنف، وهو أكثر حدوثا عند الإناث منه عند الذكور.

أما ال 20% الباقية فعادةً تكون بسبب أمراض الأعصاب، أمراض العضلات، أمراض الأربطة، مشاكل نمو العظام، وقد يكون السبب أحيانا الحوادث في مرحلة ما بعد الحادث، وبسبب الندب الكبيرة أيضا التي تعيق النمو إلى حد ما كعمليات القلب عند الأطفال، أو اختلاف طول إحدى الساقين، وفي بعض الحالات يحصل الانحراف في العمود الفقري بسبب عيب ولادي في فقرات العمود الفقري.

وقد وجد أنه بعد البلوغ فإنه إن كانت زاوية الجنف أقل من 30 فإن الجنف في معظم الأحوال لا يزداد مع الزمن؛ فإن كانت زاوية الانحناء أقل من 20درجة فإن العلاج يكون بالمراقبة والعلاج المحافظ، أي بالعلاج الطبيعي لتقوية العضلات وتجنب الوضعية الخاطئة، والمراقبة المتتابعة مع الطبيب، وينصح في مثل هذه الحالة بلباس داعم الظهر backbrace، وهذا الداعم ينصح به إن كان الجنف بين 20-35.

ولبس داعم الظهر يجب أن يتم لبسه لمدة 23 ساعة يوميا، وهو لا يعيد الجنف إلى الوضع الطبيعي، وإنما فقط يمنع من زيادة الجنف.

- وأما فوق (40-50) فإنه يُلجأ للعمل الجراحي.

وأما عن التمارين الرياضية لتصحيح الجنف، فإن التمارين لا تصحح ما قد حصل من الجنف إلا بجزء بسيط، إلا أنها قد تحد من تطور الانحناء وتفاقمه، ويشرف المعالج الطبيعي على التمارين التي يقوم بها المريض لتقوية عضلات الظهر، والتركيز على عضلات معينة لمنع هذه العضلات من الضعف، والذي قد يزيد الانحناء.

ولذا يجب أن تعرف زاوية الجنف من طبيب، فالعلاج يكون حسب الزاوية، وعلى الأكثر أنه درجة خفيفة، ويحتاج للتمارين التي ذكرها لك الطبيب المعالج.

وفي حالات رفع الأثقال فإن هذا سيضع عبئا كبيرا وثقلا على الظهر، وهذا قد يزيد الألم ويضع ضغطا على الظهر، وهذه من التمارين التي يجب تجنبها.
والله الموفق.