أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : هل هناك دواء لتقليل الشهوة؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي هي أن العادة السرية قتلتني، وأنا أريد دواء يقتل هذه الشهوة التي لا أستطيع التحكم فيها، وهل الدواء له أضرار جانبية؟ وماذا عن دواء قرص تريبتيزول 25 مجم + قرص ميليريل 30 مجم، وهل فعلاً ستقضي على الشهوة؟ وهل لها أضرار جانبية؟ أرجو الرد سريعاً.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ asdasds حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

التحكم في أمر الشهوة الجنسية يحتاج لنوع من الإرادة والعزيمة الحقيقية، وليس مجرد فقط الاعتماد على أدوية؛ لأنه بدون الرغبة الحقيقية للتخلص من العادة السرية، لن يستطيع الشخص التخلي عنها.

لذا في البداية لا بد من صدق التوكل على الله، والتضرع له بترك هذه العادة، ومن ثم تجنب كل المثيرات الجنسية: من غض للبصر، وتجنب الاختلاط، وتجنب الاستغراق في الأفكار الجنسية، وكذلك تجنب التلفاز، والمواقع المثيرة؛ لأن هذا سيكون له أكبر الأثر في مثل تلك الأمور، مع الحرص على الطاعة، ودوام الدعاء والتضرع، وشغل الوقت بالطاعة، وطلب العلم والعمل، وتجنب مكوث الشخص بمفرده فترات مطولة، وتجنب أوقات الفراغ، مع الحرص على الصوم، والرياضة المنتظمة المجهدة.

أما بالنسبة للأدوية فسأحيل الاستشارة للمستشار النفسي، للحديث عن الأدوية بالتفصيل، وتوضيح تأثيرها، ومدى الحاجة لتناولها، وكيفية تناولها.

والله الموفق.
_____________________________________________________

انتهت إجابة د. إبراهيم زهران،
وتليها إجابة د. محمد عبد العليم.
_____________________________________________________

فنشكرك على تواصلك مع إسلام ويب، ونهنئك بقدوم شهر رمضان المبارك، نسأل الله تعالى أن يجعله رحمة ومغفرة وعتقًا من النار لنا ولكم ولجميع المسلمين.

أرجو أن تتفكري وتتمعني في كل كلمة وردت في الإجابة التي ذكرها الأخ الدكتور/ إبراهيم زهران، فهي عين الحقيقة، وهي كل ما تحتاجينه لمواجهة موضوع العادة السرية.

الإنسان مطالب أن يقيّم ذاته، ويحسب حسابات لشهواته وغرائزه ورغباته، وإذا نظرتِ للعادة السرية نظرة ثاقبة بتدبر، وتفكر، وعقل حدق، وقارنت بين أضرارها ومنافعها، فسوف تجدين أن الأضرار بليغة جدًّا، وبناء على ذلك، فسوف تسقط – تلك العادة - تمامًا من جدول أسبقياتك فيما يجب أن تقومي به، وما يجب أن تفعليه.

فإذن التغيير الفكري هو الذي يقتل هذه الشهوات، وأن تُوصلي، وتثبتي في عقلك، ومزاجك، وفكرك الوجداني المعرفي الداخلي، أنك يجب ألا تكوني أسيرة لهذه الشهوة، وهنالك إرادة، وهنالك قوة، وهنالك تحفز داخلي يجب أن يستفيد منه الإنسان.

ومن المهم جدًّا أن تتذكري أن ممارسة هذه العادة بالصورة التي ذكرتها هي إهانة بليغة للنفس، وإذا أخذتِ الأمر من هذه الزاوية – أي أنك تُهينين نفسك، وتُحبطيها - فلماذا لا تتوقفين، وتتجنبين، وتستبدلين بالذي هو أفضل وخير من ذلك؟

ومن المهم جدًّا قتل الفكر الجنسي الذي غالبًا ما يثير ويُثار عن طريق هذه العادة السرية، واعرفي كما ذكرت لك أن فيها ضررا بليغا عليك، وحتى على أعضائك التناسلية من الناحية التشريحية، كما أن هنالك ضررا بليغا بالنسبة للأنثى، وهذا أمر معروف ومثبت، والتغيير الفكري هو التغيير الأساسي كما ذكرت لك هذا عدة مرات.

أما بالنسبة للأدوية: فأنا حقيقة لا أدعو لتناول أدوية لتقليل هذه الشهوات؛ لأن هذه الشهوات أصلاً هي ليست شهوات بمعنى الشهوة الحقيقية، وإنما هي مجرد تساهل مع النفس، وعقاب لها في نفس الوقت، فمن الأفضل للإنسان أن يواجهها بعقلانية واستبصار، وأن يتوقف عنها، ويأخذ بالبدائل والتوجيهات التي ذكرها الدكتور/ إبراهيم زهران، فهي معينة تمامًا على التوقف.

كما أن الأدوية المثبطة للرغبات الجنسية، هي أدوية تُعطى كعقوبة وليست كعلاج، وهي قليلة جدًّا عند الإناث، والإناث يمكنهنَّ التحكم في شهواتهنَّ أكثر من الرجال، وهذه حقيقة، فالمرأة يمكنها أن تمنع نفسها، ويمكنها أن تحجم نفسها عن الإثارة، أما الرجل فقد يقع في أخطاء كبيرة بسهولة أكثر من المرأة، فأرجو أن تستفيدي من هذه الحقيقة.

إذن لا توجد علاجات دوائية ننصح بها، والمهم هو التغيير الفكري، واتباع ما ذكرت لك، ولكن ربما يكون أيضًا من الأفضل أن أصف لك دواء يساعدك في الجانب الوسواسي القلقي المصاحب لما تعانين منه، فحين يثبط القلق، والوسواس، والمخاوف، وتثبط كمية السأم والكدر الذي تعيشين فيه، فهذا - إن شاء الله تعالى – يجعلك أكثر استبصارًا وقوة لمواجهة هذه المشكلة، وبالتالي تبدئين في فضح ذاتك لذاتك – أي أن تستوعبي استيعابًا كاملاً إثم وضرر ما تمارسينه، وهذا في حد ذاته سيحجبك - إن شاء الله تعالى – عن هذه الممارسة.

والدواء الذي أنصح به يسمى: فافرين، ابدئي بجرعة خمسين مليجرامًا، تناوليها ليلاً بعد الأكل لمدة شهر، ثم بعد ذلك اجعليها مائة مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضيها إلى خمسة مليجرامات ليلاً لمدة شهرين، ثم خمسين مليجرامًا يوما بعد يوم لمدة شهر، ثم توقفي عن تناول الدواء، وهو دواء ليس بهرموني، وليس مثبطاً مباشراً للأداء الجنسي، إنما هو مزيل للقلق والتوترات والوساوس، وسوف تجدين فيه خيرًا - إن شاء الله تعالى - .

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
لا أستطيع كتم رغبتي في الزواج وأهلي يعارضون زواجي.. ما الحل؟ 3027 الأربعاء 22-07-2020 03:19 صـ
أشعر بندم وخوف شديد بسبب اقتراف المعاصي! 2678 الاثنين 15-06-2020 09:21 مـ
أعاني من تنمر مدرسي ومنزلي، أرجو المساعدة. 3301 الخميس 18-06-2020 03:30 صـ
بسبب المعاصي أصابني الفشل في حياتي وانعدامت الثقة عندي، فكيف أعود لربي؟ 5341 الأحد 03-05-2020 04:58 صـ