أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أشعر بالغيرة ممن يلفت الانتباه أكثر مني، فماذا أفعل لأتخلص من هذه الغيرة؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

بسم الله الرحمن الرحيم.
أنا فتاة أعاني من الغيرة الشديدة ولكن في أوقات معينة، مثلاً أنا عرفت بين أقاربي أنني خفيفة دم ومرحة (وفرفوشة)، فأصبحت حينما تمسك الجو غيري أغار منها كثيراً، وأغار أيضاً على بنات عمي، ولن تصدق يا دكتور إذا قلت لك بأني أغار عليهن من بنات عمتي! فمثال ذلك للتقريب: حينما تضحكهن أخرى بشدة ويعبرن عن إعجابهن بها أو حبهن لها أحترق من غيرتي وهي ابنة عمتي، ولكني أغار منها ولا أريدهن أن يحببنها أكثر مني.

أنا حقاً يا دكتور متعبة جداً من هذا الاحساس، فأصبحت لا أجلس في جلسة إلا وهو يؤرقني ويمنعني من الاستمتاع بها، أفيدوني ماذا أفعل كي أتخلص منه؟

وشكراً، وجزاكم الله كل خير.

مدة قراءة الإجابة : 3 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ علا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكراً لك على الكتابة إلينا.

يشعر الإنسان بالغيرة أحياناً لأسباب متعددة ومن أهمها ضعف الثقة بنفسه، وبحيث إذا مُدح أحد أمامه فإنه يعتبر هذا انتقاصاً شخصياً له، وكأن مدح شخص آخر يعني أن صاحب الغيرة إنسان ناقص أو غير كفء.

وربما من أنجع الطرق في التخلص من هذه الغيرة هي أن يرفع الإنسان من ثقته بنفسه، وبأن مدح شخص آخر لا يعني الانتقاص من قيمته هو، وأن قيمته الذاتية تنبع من جوهره هو، ومن طبيعته وصفاته وقدراته، وليس من ضعف أو زيادة قدرات الآخرين.

ومما يعين أيضاً تذكر أن الله يهب لمن يشاء من الصفات والإمكانات والقدرات، ومن هذا المنطلق تبدو الغيرة مما عند الآخرين وكأنه اعتراض على حكمة الله تعالى في أن أعطى فلانا، وأعطى الآخر أمراً آخر.

إن الثقة في حكمة الله تعالى، وفي اتساع رزقه تعالى في أن لديه ما يكفي للجميع، إن هذه المشاعر تجعل الإنسان يطمئن أن ما يكسبه الناس ليس مما كان مقدراً لي، وأن هناك ما يكفي لي ولغيري، فلماذا أضيّق على نفسي وعلى الآخرين، فالطريق واسعة تسعني وتسع غيري.

والأمر الآخر الذي يعين على التكيف مع مشاعر الغيرة أن يحاول الإنسان تمني الخير للناس الآخرين، وإن تطلب الأمر أن يعطيهم مما عنده، فهذا من شأنه لا يوسع دائرة العطاء ولا يشعر الإنسان بالبخل عن نفسه وعن الآخرين. أعط قريباتك بعض ما عندك، فستشعرين بسعادة ما بعدها سعادة، وبذلك تكونين قد استطعت ليس فقط التخلص من الغيرة، وإنما استبدلتها بمشاعر إيجابية نحو قريباتك من العطف والكرم والرعاية، وكما يقول تعالى "ولا تستوي الحسنة ولا السيئة ادفع بالتي هي أحسن، فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه وليّ حميم" (فصلت:34).

هذا وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
هل حالتي تدل على الفصام؟ 1668 الأربعاء 22-07-2020 03:20 صـ
صرت لا أتعرف على نفسي ومن حولي وأستغرب من كل شيء! 2666 الأربعاء 08-07-2020 09:35 مـ
أعاني من اختلال الأنية ونوبات الهلع، فما العلاج؟ 1258 الأربعاء 08-07-2020 02:44 صـ
تأتيني حالة غريبة من الإحساس بالتغرب عن الذات! 1576 الخميس 02-07-2020 03:48 صـ
أفتقد الشعور بالأحاسيس، وأخشى على مستقبلي! 1206 الأحد 21-06-2020 09:02 مـ