أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : أحببتُ رجلاً عبر الإنترنت كيف أنساه نهائيًا؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
أولاً أنا اخترت هذا الموقع لأنه موقع ديني وأريد حلاً دينيًا ومن كتاب الله عز وجل لأتخلص من مشكلتي التي يواجهها الكثير من الشباب في مثل عمري.
لقد أحبني شاب جدا جدًّا عن طريق الانترنت وبعدها أيضا أحببته بشدة وصرنا نتكلم عن طريق الهاتف، ولكن كنا لا نتكلم بأمور تخالف شرع الله، وكان دائمًا ينصحني بالصلاة وقراءة القران وهكذا.
المهم تعلقت بشدة بهذا الشاب وأحببته جدا، وفي يوم من الأيام قال لي أنه لم يعد يريد أن يتكلم معي كثيرا إلا عندما يطلبني رسميا من أهلي على سنة الله ورسوله. وأنا لازلت صغيرة، فاتفقنا على أن ننتظر حتى أكبر وأننا سنتكلم كل فترة وفترة لنطمئن على بعضنا.
وبعد شهرين كلمني، ومختصر حديثه أنه ما زال يحبني، ولكنه مضطر لتركي، لأنه منذ فترة بعيدة جدًّا رأى في منامه فتاة، وأن هذه الفتاة ستكون زوجته في المستقبل، علما بأن الجميع - أي عائلته – يعلمون بهذه القصة، وليس هناك كذب فيها.
وبعد أن تركني أعيش الآن في مأساة وكآبة، أفكر فيه دائمًا، وأتذكر حديثه وكلماته، حتى إنني دائما أقرأ رسائله، وفي هذه الفترة أيضا عاد ليكلمني ولكن على أنه صديق، لأنه أحس بذنبه ويريد أن يساعدني، ولكن فعلا إنني كل يوم أحبه أكثر من السابق، وأنا أريد أنساه لأني أعلم أنه لن يكون من نصيبي في المستقبل.
وبصراحة أنا نادمة جدا لأنني عصيت الله، وتكلمت مع شاب وأحببته، ولم يكن هناك بيننا علاقة رسمية على سنة الله، فأحس أحيانا أن كل ما يحصل لي هو عقاب، فأنا أريد منكم أن تساعدونني كيف أنساه نهائيا.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ يارا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.
نرحب بك ابنتنا في موقعك، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد، وهنيئًا لك هذا العقل الذي دعاك إلى أن تسألي، وهنيئًا لك بهذه النفس اللوامة الذي تلومك على هذه المخالفة، ونسأل الله أن يتوب علينا وعليك لنتوب، إنه هو التواب.
وندعوك فعلاً إلى طي هذه الصفحة وإلى الأبد، ورغم أننا نشعر بالمرارة والصعوبة في مثل هذه المواقف، إلا أننا نؤكد لك أن الاستمرار هو الأصعب، وأن التمادي في هذه العلاقة هو الأخطر، وأن الله بتارك وتعالى يستر على الإنسان ويستر عليه فإذا تمادى ولبس للمعصية لبوسها هتك ستره وفضحه وخذله، وربما حيل بينه وبين التوبة والرجوع إلى الله تعالى.
فأنت الآن بدأت الطريق الصحيح، وهذه الاستشارة تدل على أن لك روح طيبة، فلذلك فنحن ننصحك بطي تلك الصفحة، وعليك أن تتذكري أن الخير في طاعة الله تبارك وتعالى، وفي التمسك بآداب هذا الشرع الحنيف الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.
ويمكن أن تعتبري دائماً كما قال بن الجوزي: إذا تعلق الإنسان بمثل هذه الأمور عليه أن يتذكر عيوب هذا الشخص، فهو إنسان له عيوب، وخاصة معرفته عن طريق الإنترنت، أنت لا تعرفين إلا الوجه المشرق منه، أما الوجه الثاني فخافٍ عليك.
الأمر الثاني: ربما يموت هذا الإنسان الذي نتعلق به، فلذلك ينبغي أن نهيأ أنفسنا، ومثل هذه المشاعر تعين الإنسان على الخروج مما هو فيه، ولكن أنت بحاجة إلى بديل هام جداً، وهو تعمري فؤادك بحب الله تعالى، وتشغلي نفسك بكل أمر يُرضي الله تبارك تعالى، وتعلمي أن الإسلام لا يجيز هذه العلاقة - كما قلت - التي لا تنتهي بالزواج، فالإسلام لا يقبل بأي علاقة بين فتىً وفتاة إلا إذا كانت تحت ضوء الشمس وسمع الناس وبصرهم، في علاقة معلنة على كتاب الله وسنة النبي - صلى الله عليه وسلم - وأن يكون هدف هذه العلاقة هو الزواج.
إذا لم توجد هذه الشروط فإن الإسلام لا يبيح أي نوع من التواصل بهذه الطريقة، والشيطان هو الذي يزين هذه الأمور، ويجعل الإنسان يتقدم، واستمرار في العلاقة معه تعلق أكثر، لكن أرجو طي هذه الصفحة، والنصح لهذا الشاب بأن يبتعد عنك، وأن يبتعد عن طريقك، وتشغلي نفسك بما يُرضي الله تعالى، وحاولي أن توجهي عاطفتك إلى أسرتك، إلى والدتك، إلى محارمك، لتشغلي نفسك بهذه الأمور.
وحقيقة هذا الندم توبة، ولكن هذا الندم يحتاج إلى عمل، ودائماً التوبة النصوح تحتاج إلى خطوات بعدها، فليس التائب من يتوب بلسانه والقلب متعلق بالمعصية، وليس التائبة من تتوب ولكن تحتفظ بالأرقام والإيميلات والذكريات. إذن هذه لابد أن نتخلص منها، كما جاء في حديث التائب الذي قتل مائة نفس، طُلب منه أن يخرج من أرضه لأنه أرض سوء، أن يهجر الرفقة وأن يهجر البيئة، وهذا هو الذي نوصيك به، أن تهجري كل ما يذكرك بهذه المخالفة، أيضا تحاولي في النت ألا تدخلي مثل هذه المواقع، لأن الشيطان ينتظر الناس هناك، والشيطان له مداخل: لا يقول ابدأوا علاقة محرمة، وإنما يقول: (ذكّرها بالصلاة) ، (ذكّريه بالصوم، وذكّريه بالطاعة، كلميه، هي علاقة بريئة) لأن الشيطان ينتظرنا في نهاية الطريق، ولذلك ينبغي أن تنتبهي لهذه المسألة.
وأرجو أن تعلمي أن أي علاقة عاطفية لا نتوب منها قبل الزواج هي خصم على سعادتنا، فالمرأة لا تستطيع أن تعيش مع رجل وقلبها مع آخر، ولذلك اتقي الله في نفسك، وابتعدي عن هذا الشاب، مهما كانت صعوبة الوضع، أكرر: مهما كانت صعوبة الانقطاع عن هذه العلاقة، إلا أن الغد أصعب، والأمور ستتطور إلى الأسوأ، ولذلك ينبغي أن تتخذي هذا القرار بكل قوة وبكل حزم بعد أن تستعيني بالله تبارك وتعالى.
وهذا الكلام يدل على أن لك روحا طيبة، على أن فيك خير، ونحن نهنئك ببلوغ العافية، أو الخطوة الأولى في طريق العافية هي هذه الاستشارة التي نتمنى أن يكون لها ما بعدها، وأن تحوّلي كلامنا هذا إلى ممارسة، وأعلمي أن الله تبارك وتعالى سيقدر لك الخير وسيأتيك رزقك المناسب في الوقت الذي حدده الله تبارك تعالى، ولكننا ننصحك ألا تتزوجي عن طريق النت، ولا تقبلي بشاب إلا إذا جاء إلى البيت من الباب، حتى ولو قابلتِ شابًا وأظهر الميل والرغبة في الارتباط فإن العفيفة الطاهرة تقول: (خالي فلان وعمي فلان، وهذا رقم هاتف منزلي من أجل أن تأتي البيوت من أبوابها) وهذا التأبي والحرص من الفتاة بحجابها وحيائها بعد إيمانها بالله، هذا يزيد من ثقة الشاب وتعلقه بها، ويزيد من ثقة أهلها بها، ويجلب لها رضوان الله تعالى.
فاحرصي على البدايات الصحيحة، ولا تؤسسي أي علاقة في الخفاء، واجعلي علاقتك عندما يأتي الرجل المناسب علاقة على شرع الله، عليه أن يأتي بالخطورة الأولى، بأن يطرق باب داركم ويدخل إلى البيت من بابه، ليتعرف أهلك عليه، وحبذا لو جاء بأهله ثم بعد ذلك إذا وجدت في نفسك ميلاً وانسجاماً فلا مانع من أن تكلمي المشوار الزواج معه.
بالنسبة لهذا الشاب: عليك وعليه أن تتوبا إلى الله، وتُوقفا هذه العلاقة، فإن أرادك فعليه أن يأتي البيوت من أبوابها، وننصح بعد ذلك أن تكتموا أمر هذه العلاقة التي كانت بينكما، أن تجعلا هذا سرًّا وتسترا على أنفسكما، وإن أراد أن يطرق الباب في الوقت المناسب فذلك له.
ونسأل الله تبارك وتعالى أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
تعرفت إلى شاب معاملته معي غير جيدة ويريد خطبتي، فماذا أفعل؟ | 1513 | الثلاثاء 16-06-2020 05:18 صـ |
ما رأيكم بالزواج من شخص بسيط؟ | 2857 | الخميس 04-04-2019 06:38 صـ |