أرشيف الاستشارات

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ خالد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلم يتضح لي إن كانت هذه الأدوية وبهذه الجرع وبهذه الكمية قد وُصفت لك من جانب طبيب وطلب منك أن تتناولها في نفس الوقت، أم أن هذه الأدوية قد صُرفت لك في أوقات مختلفة وأنت استمررت على الدواء القديم ومع الدواء الذي وُصف لك بعد ذلك.

والأمر ليس جلياً وواضحاً بالنسبة لي، وأتمنى أن لا تكون تتناول هذه الأدوية بكل هذه الجرع، وذلك بسبب واحد: لأنها جرع عالية، ولا أريد أن أخيفك، ولكني انزعجت بعض الشيء على سلامتك خاصة استعمال السيمباتا مع الزيروكسات، فأنت تتناول مائة وعشرين مليجراماً من السيمباتا يومياً، وتتناول ثمانين مليجراما من الزيروكسات يومياً، وهذه هي الجرعات القصوى، وحين نقول الجرعات القصوى نعني به الدواء الواحد، فحين تتناول الجرعة القصوى من الدواءين مع بعضهما البعض لا شك أنها جرعة غير صحيحة وغير سليمة، وهذه الجرعة قد تؤدي إلى ما يعرف بعلة أو متلازمة السيروتونين، وهي علة تنتج من زيادة في إفراز مادة تعرف (سيروتونين Serotonin) مما قد ينشأ منه توتر وقلق وفقدان للتوازن في بعض الأحيان وتعرُّق وربما ارتفاع في درجة الحرارة، وقد يتطور الأمر أكثر من ذلك.

ولا أريد أن أخيفك مطلقاً، ولكن هذا هو دأبنا ومنهجنا في موقع إسلام ويب أن نعطي كل الأخوة الحقائق العلمية بكل أمانة وصدق.

وأما بالنسبة لجرعة الفاليوم لا أقول لك أنها جرعة سليمة ولكنها لا شك أنها جرعة كبيرة، وأنت تعرف أن الفاليوم هو من الأدوية التي تؤدي إلى التعود، وحين يتعوده الإنسان لن يتحصل على نتائجه العلاجية، إنما يتناوله خوفاً من أعراضه السلبية.

وأما جرعة الدوجماتيل وهي ستمائة مليجراماً، هي الجرعة التي تستعمل لعلاج الأمراض الذهانية، وجرعة القلق يجب ألا تتعدى مائتي مليجراماً في اليوم.

أنا أنصحك تماماً أن تراجع طبيبك، وأنا لا مانع لديَّ أبداً أن تذكر له ما ذكرناه لك، من أن هذه الجرعات عالية، هذه الجرعات ليست سليمة وليست صحيحة، وبجانب أنها ليست سليمة لا أعتقد أن هذه الأدوية سوف تكون لها فعالية؛ لأن هذه الأدوية بهذه الجرعات تأكل بعضها البعض حيث إن التداخل الكيميائي والبيولوجي معروف تماماً حين يتناول الإنسان الدواء بجرعة ليست صحيحة.

أقول لك: إن تخفيف الجرعات ليس مستحيلاً، وليس صعباً، وهذا المشروع يجب أن تبدأ فيه بعد أن تتواصل مع طبيبك، نسأل الله لك التوفيق والسداد، ونشكرك على تواصلك مع موقعك إسلام ويب.

وبالله التوفيق.