أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : طلبت الطلاق بسبب سوء الحياة المادية مع زوجي..ماذا أفعل؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

أنا كنت أحلم أن أتزوج, وحاولت بكل الطرق أن أتزوج, وقد استخدمت كل الوسائل من خطابات, ووسائل أخرى كثيرة, إلى أن تزوجت بعد 3 سنوات من المحاولات, وتعبت نفسي من هذا الموضوع؛ لأني لم أكن مرتاحة في بيت أهلي, وكنت أحب أن أطلع من عندهم بسبب التقصير المادي.

وقد فرحت عندما تزوجت, وفي أول يوم من الزواج اكتشفت أن زوجي لم يأخذ إجازة من الشغل, وعندما سألته: لماذا؟ قال: أنا أنهي حساباتي مع الشركة؛ لأني سأترك العمل, ومن يومها - منذ سنتين, - وزوجي لم يعد يعمل, وقد حملت، وولدت بظروف صعبة, وإمكانيات أصعب, وتعبت نفسيًا, وتمنيت الموت, وطلبت الطلاق أكثر من مرة, وما نجح الموضوع.

وقد تعبت لأني أحسست أني تورطت بهذا الزواج, فقد كنت أحسب أني إذا تزوجت سأرتاح ماديًا, وسأشتري كل ما أتمناه, لكن الذي حدث لم يكن في الحسبان, وقد حرمت من كل شيء, حتى الأكل -يا للحسرة- لم أرَ سوقًا, ولا محلاً, ولا شيئًا, وليست عنده سيارة, وعنده مشاكل مع زوجته الأولى, أو طليقته, وعنده بنات يعيشون عندي, ما الحل؟ فزوجي بدون عمل, وكل ما عَمِلَ لا يوفق: إما أن تسرق البضاعة, ولا يأخذ الراتب, أو أن تفلس الشركة، وتقفل, أو لا يجد من يشغله, وصاحب الإيجار كل يوم عند الباب, ونحن محرومون من أتفه الأمور, حتى أني اضطررت أن أعطي ابنتي من حليب الكبار بسبب الإمكانيات المادية, ما الحل؟ هل الطلاق هو الحل أم ماذا فقد تعبت؟

والمشكلة أن أبي يقول: إذا رجعتِ فلا نريد ابنتك, ودعيها عند أبيها, ماذا أفعل فقد تعبت؟

مدة قراءة الإجابة : 7 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريمي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت, وعن أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يثبتك على الحق، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يصلح ما بينك وبين زوجك، وأن يصلح حال زوجك، وأن يوسع أرزاقكما، وأن ييسر أموركم، وأن يجعل لكم من لدنه وليًّا ونصيرًا، وأن يجعلكما من سعداء الدنيا والآخرة.

وبخصوص ما ورد برسالتك - أختي الكريمة الفاضلة – فإن الطلاق ليس حلاً قاطعًا للمشكلات، وإنما حل لمشكلة بمشكلة أخرى أكبر منها وأشد تعقيدًا، ولذلك فالتفكير في الطلاق هو عبارة عن نوع من الهروب من الواقع المؤلم المرير الذي يمكن أن يتحسن، أما قضية الطلاق -لو حدثت- فإن الطلاق يقطع الطريق عن أي أمل في الإصلاح.

أما البقاء مع الظروف الصعبة، فإن الله تبارك وتعالى قادر على أن يغير هذا الوضع، والطلاق معناه قطع حبل المودة الذي بيننا وبين الناس، وبالتالي كلٌ يذهب إلى سبيله, وتكون المعاناة أشد وأقوى وأنكى مما هي عليه، خاصة وأنك ستكونين مطلقة, وأمًّا لبنت، وقد كنت سابقًا بكرًا, وكان يطمع فيك من يطمع خاصة, رغم أنك بحثت فترات طويلة لسنوات, ولم يشأ الله تبارك وتعالى أن تتزوجي إلا هذا الرجل.

فأنا -بارك الله فيك- أرى أن تصبري على هذا الذي أنت فيه، وأن تحتسبي الأجر عند الله تعالى، وأن تتوجهي إلى الله تبارك وتعالى بالدعاء، مع الإلحاح والبكاء أن يصلح الله حالكم، وأن ييسر الله أمر زوجك، وأن يمنّ عليه بعمل طيب يُدر عليه دخلاً يستطيع أن يقوم من خلاله بقضاء حوائج البيت, وتحقيق رغباتك وأمنياتك التي كنت تطمحين إليها قبل زواجك.

وأنت تقولين في تعريفك: إنك مدرسة, وأنا لا أدري هل أنت التي تقومين الآن بالإنفاق على البيت أم لا؟

وإذا كنت تقومين بذلك فأنت مأجورة يقينًا، لأن مساعدة المرأة لزوجها أيضًا لها بذلك أجر عظيم، فأنت تساعدين زوجك وبناته, وتنفقين على ابنتك, وأنت بذلك كالمجاهدة في سبيل الله تعالى، لك عند الله تبارك وتعالى أجر عظيم.

أما إذا كنت مدرسة ولكن لم تعملي, فما عليك إلا أن تصبري على زوجك وظروفه، وأن تتوجهي إلى الله تبارك وتعالى بالدعاء أن يغير الله ما بكما.

أما طلاقك: فإني أرى أنه ليس حلاً، وإنما -كما ذكرت- هو هروب من مواجهة الواقع ومواجهة المشكلة، وبالتالي هو علاج مشكلة بمشاكل، ولعل المشاكل قد لا تكون لك أنت بصفة مباشرة, وإنما تكون لابنتك، خاصة وأن أهلك لا يرغبون فيها، فأنت ستضمين إلى قائمة التعساء تعيسة أخرى، وأعتقد أنه لن يطيب لك خاطر أن تكون ابنتك في بيت تعاني الشقاء، وتعاني الأمرين، وأنت هادئة ولو بعض الشيء، خاصة وأن ظروفك في بيت والدك لا تختلف عن ظروفك في بيت زوجك، إذن ما هو الجديد؟ لو أنك ستهربين من الضيق إلى السعة, أو من الفقر إلى الغنى، أو من الذل إلى العز، أقول لك: ممكن، أما الآن فالوضع كما ذكرت أنت من قبل أن الهدف الأساسي من بحثك على الزواج إنما هو الخروج من هذه الحياة الشقية التعيسة، والظروف المادية الصعبة، وهي ما زالت, وأعتقد أنك تشيرين إلى أنها قد تحسنت أو طرأ عليها تحسن.

إذن فمعنى ذلك أن حالك كحالك في بيت والدك، فالأولى بك أن تكوني زوجة, على الأقل هناك أجر تدركينه، فإن تبعلك لزوجك وإعطاءك حقه الشرعي، وخدمتك له ولابنتك، وبناته هذه أجور عظيمة لها ثواب عظيم عند الله تبارك وتعالى.

أما أنت في بيت والدك فلن تفعلي ذلك، خاصة وأن زوجك يستطيع أن يقوم بدور لا يقوم به والدك، فحاجة المرأة الخاصة من يقضيها لها؟ وهذا ليس من صلاحيات أبوك، وإنما هذه صلاحيات زوجك الذي أعطاه الله حق الاستمتاع بك, وأعطاك حق الاستمتاع به، وهذه نعمة من نعم الله العظمى أيضًا، أن تكون المرأة تحت رجل يُعطيها حقها الشرعي، حتى وإن كان مع الظروف الصعبة، المهم أنه يعينها على غض بصرها, وتحصين فرجها.

فاصرفي النظر تمامًا عن فكرة الطلاق، واجتهدي -حفظك الله تبارك وتعالى- بالدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى أن يوسع الله رزق زوجك، وأن يصلح حاله، وأن يوفقه لعمل يدر عليه دخلاً طيبًا يستطيع أن يقوم به بالنفقات الواجبة حتى تكونين سعيدة بإذن الله تعالى.

فأرجو أن يكون هذا هو قرارك، وأتمنى ألا تفكري في سواه؛ لأن أي قرار خلاف هذا القرار إنما هو دمار ودمار ودمار، وقد لا تدفعين الثمن الآن, ولكن ستدفع الثمن من هي جزء منك يمشي على الأرض، وهي ابنتك التي ستعيش حياة في قمة التعاسة, وفي قمة الذل والهوان والشقاء والحرمان، وستكونين أنت السبب في قرارك الذي أخذته كردة فعل, ولكنه لم يكن مدروسًا بالصورة الكاملة.

فأنا أرى -بارك الله فيك- أن تصبري على زوجك، وأن تساعديه قدر استطاعتك، وأن تقفي معه بكل ما أوتيت من قوة، وأن تتوجهي إلى الله بالدعاء أنت وهو، وأن تحاولا أن تكونا على علاقة حسنة مع الله تعالى، حتى يمنّ الله عليكما بالحياة الكريمة المستقرة.

أسأل الله أن يوسع أرزقكما، وأن ييسر أموركما، وأن يجعل لكما من لدنه وليًّا ونصيرًا، إنه جواد كريم, هذا وبالله التوفيق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أوهمت زوجتي أني مرضت بعد الخطوبة.. والحقيقة أنها منذ البلوغ 3522 الثلاثاء 07-07-2020 06:38 صـ
زوجتي تطاولت علي بالألفاظ والأيدي، هل أطلقها؟ 48698 الاثنين 29-06-2020 04:47 مـ
زوجي يطلب مني تجهيز أشياء لم يطلبها! 2191 الثلاثاء 30-06-2020 05:16 صـ
لدي سوء فهم لطبيعة المعاملات الزوجية، أرجو التوجيه والإرشاد. 3311 الأربعاء 03-06-2020 04:02 صـ
منذ أن تزوجت وأنا في خصومة واختلاف مع زوجتي 3149 الأربعاء 29-04-2020 05:57 صـ