أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : خانتني زوجتي مع امرأة فما ترون؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
خانتني زوجتي مع امرأة, واعترفت بذلك, ولكن لا أعلم ماذا أفعل؟
أرجو الحل.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله, وعلى آله وصحابته، ومن والاه.
نرحب بك -أخي الكريم- في موقعك، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يُذهب همَّك، وأن يغفر ذنبنا وذنبك، وأن يرد هذه الزوجة إلى الصواب، هو ولي ذلك والقادر عليه، إنه كريم تواب سبحانه وتعالى.
والحقيقة نحن ندعوك بداية إلى أن تعالج هذه المشكلة بمنتهى الهدوء، وبمنتهى التريث والتثبت، وأرجو أن تنظر نظرة شاملة في حال هذه الزوجة, في تاريخها الماضي، في حالها الآن بعد وقوعها في هذه المخالفة مع تلك المرأة الشريرة، تنظر في حالها نظرة شاملة، وتأمل في وضعك، وانظر في نهايات الطريق، واعلم بأن الإنسان إذا ستر على العاصي، ورفق بها, وأشفق عليها, وأحسن إليها، فإن الله تبارك وتعالى يعطيه من الأجر ما لا يعلمه إلا الله تبارك وتعالى.
وأنت أعلم بنفسك، فإذا كان باستطاعتك أن تستر عليها, وشعرت أن عندها صدق التوبة والرجوع إلى الله تبارك وتعالى, وقررت أن تُكمل معها هذا المشوار, وتبين لك فعلاً صدق التوبة من تلك العلاقة الآثمة، فإننا نشجع هذه الفكرة, أما إذا كنت لا تجد في نفسك إقبالاً عليها، وهذا الأمر يؤثر عليك، واستمرارها معك قد يترتب معه مفاسد كبرى كأن تؤذيها وتضربها، أو تقتلها ونحو ذلك، فإننا عند ذلك نقول: ينبغي أن تُنهي هذه الحياة الزوجية بمنتهى الهدوء وبمنتهى الستر، فإنه ليس هناك مصلحة في أن يعرف الناس – يعرف من حولك – ما الذي حصل, وما هي أسباب هذا الفراق.
وكما قلنا من الإنصاف أيضًا أن تعرف حياة هذه الزوجة، إيجابياتها، ما عندها من محاسن، هل هذا الخطأ الذي وقعت فيه متعمد، هل تشعر أنه متأصل فيها، أم هي خطيئة تمضي هكذا، وهي خطيئة يتيمة ليس قبلها ممارسات خاطئة، أو إرهاصات تدل على سوء في نفسها. كذلك أيضًا حالها الآن هل هي نادمة، باكية، حزينة، تائبة إلى الله تبارك وتعالى، أم يا تُرى تجاهر بمعصيتها، هل هي تنكر أو تعترف إذ أنت تقول اعترفت، هل هذا الاعتراف كان بمحض إرادتها أم كان تحت ضغط وتهديد منك أو نحو ذلك؟
عمومًا: نحن نتمنى أن تعالج هذا الموضوع بمنتهى الحكمة، وقلَّ أن يجد الإنسان إنسانًا ليست له أخطاء، والخطأ رغم وقوعه بهذه الطريقة, وهي فاجعة وصدمة – ونحن نقدر مشاعرك تجاه ما حصل – إلا أنه أخف من غيره من الأشياء التي يمكن أن يتصورها الإنسان في هذا السبيل وفي هذا الطريق، فالخيانة مع الرجل ليست كالخيانة مع المرأة، وهذه مسائل أنت أعلم بها، ولا نحتاج إلى أن نفصّل فيها.
لكن الشرع يعطيك الحق كاملاً في أن تفارق هذه الزوجة أو تُمسكها، وتقدير هذا الأمر سيكون لك، فنرجو أن تنظر في الموضوع نظرة شاملة، وسوف نكون سعداء إذا تواصلت معنا حتى نشاركك في اتخاذ القرار, وتجيب عن أسئلتنا: هل هذا هو الخطأ الأول؟ هل يا ترى هي نادمة حزينة باكية تائبة إلى الله تبارك وتعالى؟ هل تشعر بصدقها في توبتها؟ هل هذا الشر مشترك أم كانت صحبتها لامرأة شريرة هي التي دفعتها إلى هذه الهاوية؟ كيف علاقتك بها قبل وبعد ذلك؟ هل تجد في قلبك ميلاً إليها أم هناك نفورًا وعدم قدرة على إكمال المشوار معها؟ إذا طلقتها وفارقتها ما هي الخيارات البديلة؟ هل يا ترى يمكن أن تفسد وتضيع؟ هل هناك فرص أمامها؟ ما هو موقف العائلة في الطرفين إذا حدث الخلاف والطلاق أو نحو ذلك؟
هي أمور نحن نرجو أن تنظر إليها نظرة شاملة جدًّا، ونرجو أن تكتب لنا تفصيلات حتى نتعاون جميعًا في اتخاذ القرار الذي لا يندم عليه الإنسان، والذي سيكون سببًا - إن شاء الله – للخير للطرفين، ونسأل الله أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضى، ونحن حقيقة في انتظار ما تكتب به إلينا، وسوف نكون سعداء بهذا التواصل، ونشكر لك هذه الحكمة, وهذا العقل, وهذا التريث، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعينك على الخير، وأن يستخدمك فيما يرضيه، وأن يجعل الحكمة على لسانك وعلى قلبك، وأن يقدر لنا ولك الخير، ثم يرضينا به، هو ولي ذلك والقادر عليه، ونسأله تبارك وتعالى أن يهدي ضَالَّ المسلمين والمسلمات إلى الحق والصواب.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
ما هي الطريقة الصحيحة لحل مشكلة الخيانة الزوجية؟ | 8196 | الخميس 13-02-2020 05:47 صـ |
تزوجت بامرأة واكتشفت أنها تحادث رجلاً أجنبياً | 8997 | الثلاثاء 18-06-2019 07:02 صـ |
أنا أعيش مع زوجتي واكتشفت محادثتها مع شخص، ما الحل؟ | 56065 | الثلاثاء 25-08-2015 04:38 صـ |