أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : كيف أتعامل مع زوجي سليط اللسان؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم.

زوجي سليط اللسان, يستخدم أسلوب السب واللعن في جميع معاملته لي, ولا أعرف كيف أتعامل معه, حيث إني أفكر في تركه والرجوع لبيت أهلي, علمًا أنه ينام وحده!

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم زايد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته, وبعد:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحابته ومن والاه.

نشكر لك التواصل مع موقعك، ونسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد, ويسعدنا أن نرحب بك، ونحن دائمًا في خدمة أبنائنا والبنات، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يعين الجميع على طاعته، وأن ييسر الهدى لنا، وأن يهدينا جميعًا, ويوفقنا إلى ما يحبه ويرضاه, ونسأل الله كذلك أن يعينك على الصبر على هذا الزواج سليط اللسان، وعليه أن يتعظ ويتذكر، ونسأل الله أن يهديه لأحسن الأخلاق، وأن يصلح حاله، وأن يقر عينك بعودته إلى الصواب, هو ولي ذلك, والقادر عليه.

وأرجو أن يعلم هذا الأخ وكل إنسان – رجلاً كان أو امرأة – أن المسلم ليس بالسبّاب ولا اللعان ولا الفاحش ولا البذيء، وأن السب واللعن هذا من كبائر الذنوب، والنبي - عليه الصلاة والسلام – ما رضي أن تصحبهم الناقة الملعونة؛ لأن اللعنة طرد من رحمة الله تبارك وتعالى، كيف لا, وهو القائل: (سباب المسلم فسوق, وقتاله كفر) فما أحوجنا إلى أن نتذكر هذه المعاني التي جاء بها هذا الدين الذي شرفنا الله تبارك وتعالى به.

وإذا كان السب ممنوعًا حتى للحيوان فكيف بالناس! بل كيف بالزوجة التي حقها الإكرام والاحترام ورعاية حقها! والنبي - صلى الله عليه وسلم – حرّج في حق الضعيفين (اليتيم والمرأة), فنسأل الله تبارك وتعالى أن يفقهنا جميعًا في دينه.

وأرجو أن تتعاملي مع هذا الرجل بمنتهى الحكمة، وننصحك بما يلي:

أولاً: عليك أن تدعي الله تبارك وتعالى له دائمًا بالهداية.

ثانيًا: ينبغي أن تتفادي الأمور التي تثير غضبه, وتجعله يسب ويلعن عياذًا بالله تبارك وتعالى.

ثالثًا: ينبغي أن تختاري الوقت المناسب لتقديم النصح له.

رابعًا: ينبغي أن تظهري له ما عنده من إيجابيات، وأيضًا نحن كنا نتمنى أن نسمع جوانب الخير فيه، هذا جانب من السوء ذُكر، والإنصاف هو أن يُذكر الإيجابيات والسلبيات، والحسنات والسيئات، ثم توضع هذه في كفة, وهذه كفة، وطوبى لمن غمرت سيئاته في بحور حسناته، فمن الذي ما ساء قط، ومن الذي له الحسنى فقط، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث.

ولذلك نحن فعلاً في حاجة إلى أن ننظر في شخصية هذا الرجل نظرة شاملة، ولذلك لا تستعجلي في تركه، وحاولي إظهار وإبراز تلك المحاسن وعرضها بين يديه، ومطالبته بأن يترك ما عنده من سلبيات، بعد أن يسمع ما عنده من إيجابيات وحسنات.

ولذلك الأمر يحتاج منك إلى صبر، ويحتاج منك إلى حسن معاملة، وأرجو أن نعرف هل هذا السب وتسليط اللسان معك وحدك أم مع الناس أجمعين؟ يعني هل عُرف بهذا بين أقرانه، في أهل بيته، مع زملائه، أم هو فقط هذا السب واللعن – والعياذ بالله – يستخدمه مع أهل البيت؟! طبعًا في كل الأحوال هذا مرفوض، لكن إذا كان هذا حالاً له نشأ عليه، فالأمر يحتاج منك إلى مزيد من الصبر، وإلى مزيد تحمل، لأن ما اعتاده في سنوات لا يمكن أن يتغير في لحظات أو في أيام قليلة، ولذلك عليك أن تنظري في هذا الأمر نظرة شاملة، تضعي إيجابيات الرجل إلى جانب سلبياته وسيئاته، وتعرفي أسباب هذا الأسلوب، هل يا ترى راجع لتربيته ولبيئته، هل أهل المنطقة يمارسون السب واللعن – عياذًا بالله تعالى – هل هذا السب واللعن معكم في البيت وخارج البيت أيضًا؟

هذه كلها أمور تعطي إشارات غاية في الأهمية في طريق الإصلاح, والنصح لهذا الرجل, إذا كان هذا الرجل يلتزم بأحكام الدين يصلي ويصوم وكذا فإننا ندعوك إلى أن تصبري عليه، وألا تستعجلي فراقه؛ لأنك ببساطة لن تجدي رجلاً بلا عيوب، أما إذا كان هناك تقصير فيما هو أخطر من هذا كترك الصلاة, وهناك مخالفات كبرى في العقيدة وفي الدين, فإن هذا هو الذي لا يمكن أن يحتمل، ومع ذلك فإننا نتمنى أن تجدي من العقلاء والفضلاء من يوصل إليه النصيحة، أو أن تجلبي أشرطة للعلماء والكتب التي تتحدث عن هذه المسألة؛ لأن بعض الرجال عنده مكابرة ويخطئ, ولكنه لا يقبل النصح من زوجته, ولا يقبل أن يأتي التوجيه من زوجته، مثل هؤلاء الرجال يحتاجون إلى نوع من المعاملة الخاصة، وحتى لو تكلمت الزوجة فإنه من المصلحة والمفيد أن تقول: (سمعنا الشيخ، وقال الشيخ فلان كذا، ويبدو أن الأمر كذا، وانظر إلى هذا الكتاب ماذا يقول) حتى يكون التعليم بطريقة غير مباشرة، فهناك إنسان جاهل ومتكبر، كما قيل (الإيمان لا يتعلمه مستحٍ ومستكبر) بعض الناس عنده كبر, لا يريد أن يتعلم من الآخرين.

أركز على النقطة الأولى وهي: معرفة شخصية هذا الرجل، فإن الرجل الذي قال لزوجه ليلة بنائه بها: (إني سيء الخلق), وكانت زوجته عاقلة فقالت: (أسوأ منك من يلجئك إلى سوء الخلق), فعرفت بذلك مفتاح شخصيته, وسعدت معه.

نكرر: عليك تفادي ما يدفعه إلى السب واللعن، حتى لا تزداد عليه الذنوب، ونسأل الله تبارك وتعالى أن يستخدم الجميع في طاعته، وأن يعينك على الصبر، وأن يصلح لنا ولكم الأحوال، هو ولي ذلك والقادر عليه، وأستغفر الله العظيم لي ولكم.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
أعاني نفسيا من سوء ما مررت به، فما الحل؟ 3279 الاثنين 20-07-2020 03:13 صـ
ضرب زوجي لي أمام أخته أحدث لي آثارًا سيئة، فكيف أتجاوز ذلك؟ 2761 السبت 11-07-2020 08:59 مـ
أعاني من الوحدة والاحتياج العاطفي لانشغال زوجي الدائم، أفيدوني. 8223 الاثنين 06-07-2020 02:24 صـ
أحببت زوجي كثيراً ولكنه صار يسبني ويزعجني 1911 الخميس 02-07-2020 04:30 صـ
زوجي يخاصمني لفترات طويلة بلا سبب، فماذا أفعل؟ 2637 الأربعاء 01-07-2020 05:40 صـ