أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : هل الحشيش والخمر سيخلصني من الاكتئاب الشديد؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

أعاني من حالة اكتئاب شديدة من بعد علاقة دامت 7 سنوات وباءت بالفشل، مع العلم أنني مواظب على الأذكار والصلاة، حالياً أنا طالب أدرس بالخارج، حاولت أن أخلق أجواء جديدة ونظيفة، لكن بدون فائدة، حتى الأصدقاء يسألون بشكل مستمر عن جديتي، وعدم تبادل الحديث معهم، أشعر أحياناً بضيق، وكأني أريد أن أبكي لأرتاح، لا أعرف ما بي، يوماً أكون سعيداً، وعشرة أيام حزيناً، بعض الأحيان أبحث عن أشياء أريدها أن تنسيني همومي كالشراب والحشيش مع أنني لم أجربها، -ولله الحمد- ولكن الكثير نصحني بها ولم أقتنع! أرجو إفادتي.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Lover حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

في البداية نقول لك: هدى الله هؤلاء الذين نصحوك بتناول الخمر أو الحشيش ليزيل همومك، هؤلاء ليسوا على بصيرة، وأنت -إن شاء الله تعالى- على بصيرة، والإنسان لا يمكن أن يعالج المشكلة بأفظع منها، والدواء لا يكون في الحرام أبداً، حالتك ليست بالسوء الذي تتصوره أنت، وقد وصفتها بالاكتئاب الشديد، وتعزو ذلك لفشل العلاقة التي دامت سبعة سنوات، لماذا لا تتوقع أن هذه العلاقة في الأصل انقطعت إما لخير لك أو لخير للطرف الأخر؟ يجب دائماً أن نؤمن وبصورة قاطعة أنه عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، وعسى أن تحبوا شيئاً وهو شر لكم، أعتقد أن الأمر قضي عند هذا الحد.

مواظبتك على الصلاة والأذكار عمل جميل، ولكن أرجو أن ترتقي بها للدرجة التي تجعلك تحس بالطمأنينة وتحس بقيمة ذاتك.

قلت أنك تحاول أن تخلق أجواء جديدة ونظيفة، ولكن دون فائدة، كلا، يمكن للإنسان أن يغير من نمط حياته وهذا مطلوب، وتغيير نمط الحياة لا يعني أن أخلق أجواء، إنما أنظم وقتي وأديره بصورة صحيحة، فأرجو أن تنتهج هذا المنهج، وهو أن تخصص وقتاً للراحة ووقتاً للدراسة ووقتاً للترويح والترفيه عن النفس بما هو متاح وحلال، ووقتاً لممارسة الرياضة، ووقتاً للعبادة، ووقتاً للتواصل الاجتماعي، ووقتاً للاطلاع المعرفي، وأقصد به القراءة من أمهات الكتب، ليس بالهدف الأكاديمي إنما بهدف المعرفة، أعتقد أن ذلك هو المطلوب منك، وهذا هو الذي سوف يفيدك.

أرجو أن تبحث عن نماذج طيبة في الحياة لتجعلهم رفقة صالحة لك، لأن الإنسان حين يجد من يعينه في أمور الدين والدنيا، تفتح أمامه آفاق جديدة ويسعد بتلك العلاقات الكثيرة، الذي أقصده في كل ما ذكرته لك هو أن أنقلك من فكر سلبي معرفي مشوش إلى فكر إيجابي، وبما أنك لديك البصيرة، وأنت في بدايات سن الشباب حيت الطاقات النفسية والجسدية يمكن أن تنطق انطلاقات إيجابية جداً، أنا لا أنكر مطلقًا أن الشباب الذين يذهبون إلى الغرب وأمريكا وغيرها من البلدان ذات العادات المختلفة قد يجدون الصعوبة في التكيف والتواؤم، لكن الإنسان بثقته لنفسه، وتقوية عزيمته وشيمته، ويعرف أنه أتى برسالة معينة يجب أن ينجزها، ويمكن أن يعيش حياة سعيدة جدًا.

أود أن أصف لك دواءً بسيطا جداً يحسن من مزاجك، -وإن شاء الله تعالى- ستجد فيه الخير والفائدة، لكن لابد أن تطبق الإرشادات التي ذكرتها لك، فالدواء والإرشاد السلوكي يكملان بعضهما البعض، والدواء يعرف باسم باكسيل هكذا يسمى في كندا، واسمه العلمي هو باروكستين الجرعة التي تحتاجها هي (10) مليجرام تناولها يومياً بعد الأكل لمدة شهر، وبعد ذلك اجعلها (20) مليجرام يومياً لمدة أربعة أشهر ثم خفضها إلى (10) مليجرام يومياً لمدة شهرين، ثم اجعلها (10) مليجرام يوماً بعد يوم لمدة شهر ثم توقف عن تناول الدواء، هذا الدواء هو من الأدوية الطيبة والسليمة وغير الإدمانية، أسأل الله تعالى أن ينفعك به، وأشكرك كثيراً على التواصل مع إسلام ويب.

وبالله التوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
الاكتئاب والإحباط دمر حياتي.. فأرجوكم أرشدوني! 807 الأحد 09-08-2020 05:09 صـ
مرض الرهاب الاجتماعي هل يمكن أن ينتقل للأبناء بالوراثة؟ 1332 الأربعاء 22-07-2020 02:11 صـ
أدمنت البنزوديازبينات وأعاني من آثاره فكيف أتخلص منها وأعود طبيعيا؟ 1541 الأحد 19-07-2020 03:02 صـ
الاكتئاب والوسواس القهري وتبدد الشخصية، كل ذلك أعاني منه، أرجو المساعدة. 5015 الخميس 16-07-2020 05:51 صـ
أعاني من الاكتئاب بعد أن فقدت وظيفتي وهاتفي ووفاة أخي! 972 الأحد 12-07-2020 03:15 صـ