أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : قلق وتوتر واضطراب نفسي عكر حياتي، فما العلاج؟

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم

الشكر كل الشكر لكل القائمين على هذا الموقع الإسلامي الذي أعتبره صرحا عظيما في عالم المواقع الإسلامية, وأخص بالشكر والاحترام والتبجيل طاقم الأطباء القائمين على الردود على استشارات الإخوة, ولكلٍ جزيل الشكر والامتنان.

أود أن أنوه أو أطلب ممن يقوم بالرد على استشارتي أن يكون صاحب صدر رحب ويتحملني ويعتبرني أخا له في الله, أو يعتبرني حالة خاصة, وذلك لأنه ضاقت بي السبل مما أنا فيه, ولا أحد بات يتحملني حتى أني بت لا أتحمل نفسي, ولكم الأجر والثواب والجنة إن شاء الله.

وبسم الله أبدأ قصتي المفزعة التي حولتني من إنسان سوي إلى مسخ, وحولت حياتي إلى حياة مرعبة عبر 8 سنين, عذبت فيها أهلي ونفسي ومن حولي, وحتى الآن لم أجد أي سبيل للخروج مما أنا فيه.

أنا أكتب هذه الرسالة بكل عفوية مني دون ترتيب الأفكار, الآن قد توقفت لأني لا أدري من أين أبدأ, ولكن ينتابني إحساس بأني تائه, وهي عادتي كل يوم, مشتت الأفكار أهرب من ذلك الإحساس إلى النوم لكي أرتاح قليلا, كل يوم أشعر بدوخة يصاحبها قلق وتوتر, أعود من عملي الخاص سريعا, وأقوم بغلق الحجرة علي, وأتناول عقار روستولام الذي يهدئ حالتي بعض الشئ, وهذا العقار وغيره مثل البرليكس قد كُتب لي منذ 8 سنوات, وأنا لدرجة كبيرة أدمنته فلا أستطيع الاستغناء عنه, ولكن هذا الدواء لا يصرف إلا بوصف الطبيب, والطبيب النفسي الذي كان قد وصفه لي مر على وصفه العديد من السنوات, ولا أستطيع أن أحصل عليه بسهولة.

فقد ذهبت لطبيب نفسي لأنني كنت أعانى من بعد الاضطرابات, وهى عبارة عن مشاكل نفسوجسمانية كما وصفها الطبيب, كضيق في التنفس, وألم في الصدر, أو ما شابه ذلك, والخوف من السفر, أو البعد عن مكان سكني, ولا يرجع أساسها لسبب عضوي, والآن أشعر بدوخة, طبعا كل هذا يؤدي في النهاية إلى القلق والخوف والتوتر والاكتئاب.

وصف لي دواء البريكس والرستوال والدوجماتيل, لقد أخذت تلك الأدوية لمدة عام أو أقل, وتحسنت حالتي قليلا إلا الخوف من السفر, هو الباقي حتى الآن وبعدها عزمت على أذهب مرة أخرى إلى الطبيب, وذلك منذ 5 أعوام, واكتفيت بأخذ البريكس, حتى الآن الذي -كما ذكرت- لا أستطيع الاستغناء عنه ولا أستطيع الحصول عليه بسهولة؛ لأنه في مصر يعتبرونه من أنواع المخدرات أو السموم ولا يصرف إلا بوصف الطبيب, والطبيب وصفه لي منذ فترة ولا أجد حلا لحالتي, حاولت مع نفسي كثيرا لكي أتخلص من تلك الأشياء بكل الطرق ولكن عجزت.

استحلفكم بالله أفيدوني لأني متزوج وعندي طفل, ولا أستطيع الحياة بهذا الحال, أعاني كل يوم من دوخة وعدم اتزان, وأحيانا أشعر برغبة في النوم وكسل وملل وتوتر وقلق, تأتيني أفكار خوف من الذهاب إلى أي مكان حتى لو كان قريبا, وهذه الأعراض لا تنقطع ولو ليوم واحد.

فهل هذا مرض نفسي أم مس شيطاني أم سحر أم ماذا؟ ولو كان مرضا نفسيا فما العلاج؟ لأني حقيقة أدرك انه لا يوجد مخرج لحالتي, أنا تعبت كثيرا, لدي الكثير من الكلام, ولكن مشتت لا أستطيع أن أنظم أفكاري لأكتب أو أستكمل الاستشارة.

أغيثوني بالله عليكم, أوجدوا لي حلا, لقد جعلكم الله عونا لأمثالي، وأرجو أن تصفوا لي دواء فعالا لحالتي.

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حلمى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك وجزاك الله خيرا، ونشكرك كثيرا على تواصلك مع إسلام ويب، ونسأل الله لك العافية والشفاء، ونشكرك على كلماتك الطيبة في حق هذا الموقع والقائمين عليه.

أود أن أؤكد أن رسالتك قد وجدت كل التقدير والاعتبار, نحن نحرص دائمًا أن نعامل كل حالة بمفردها لأننا على قناعة تامة وحتى وإن تشابهت الأعراض لدى الناس إلا أنه لا توجد حالتان متطابقتان في الطب النفسي، هذا الكلام ليس فيه شيء من المبالغة.

أيها الفاضل الكريم حالتك واضحة جدا لأن الألم النفسي الذي تعاني منه لا يمكن لأحد أن يقلل من شأنه، وأنا كمعالج أعرف قيمة الألم النفسي، ولكن يا أخي أحمل لك البشرى أن الألم النفسي يمكن علاجه، أن الإنسان حتى وإن بقي يعاني لسنوات هذا لا يعني أن هذه المعاناة سوف تكون أبدية.

كم شاهدنا أناسا ضاقت بهم السبل، وأطبق عليهم الاكتئاب والألم النفسي لسنوات ثم بعد ذلك فرجت الأمور وتبدلت تماماً, وانطلقوا بحياتهم وساروا بتوفيق من الله تعالى نحو غاياتهم الجميلة في الحياة.

أيها الفاضل أنت تعاني من القلق الاكتئابي، والقلق الاكتئابي يتجسم أحيانا كثيرة في أن يشعر الإنسان بعدم جدوى العلاج, وربما يشعره أيضا بضعف ذاته، وربما يشعره بشيء من الفكر السلبي الذي يجعل التفكير حول الماضي والحاضر والمستقبل متشائماً.

أخي الكريم أنا أقول لك الآن المشكلة الأساسية ليست الاكتئاب؛ لأن الاكتئاب يمكن أن يعالج وذلك من خلال تبديل الفكر, وأن تكون صارما مع نفسك, وأن تدير وقتك بصورة صحيحة، وأن تتذكر الجماليات الموجودة في حياتك حتى وإن كانت قليلة، وأن تغير نمط حياتك, وأن تمارس الرياضة, وأن تكون بصحبة الخيرين والصالحين, أضف إلى ذلك الدواء، لكن المشكلة الأساسية هي يجب أن تواجه نفسك مواجهة صارمة فيما يخص الأدوية التعودية, ولا أريد أن أستعمل كلمة إدمانية.

اللبراكس ليس دواءً خطيرا لكن بالطبع يجب أن تكون مستبعدا له, والأدوية من مجموعة الأنزودايزبين حتى وإن ساعدت الناس, وقللت من قللهم, وجعلتهم في أوضاع استرخائية, وحسنت من نومهم؛ إلا أنها وبكل تأكيد ورصانة علمية تؤدي قطعا إلى عسر في المزاج قد يصل إلى درجة الكدر, وهذا ما لا يعرفه الكثير من الذين يستعملون هذه الأدوية ويعالجون قلقهم وتوتراتهم بها، ولكنهم لا يعرفون أنها إضافة حقيقية وبقوة في الجانب الاكتئابي .

عموماً أخي أنا أكرر أن اللبراكس ليست مشكلة كبيرة، لكن لا تقرب أبدا الأدوية الأخرى تحت الصفات الإدمانية، واللبراكس نفسه حاول أن تقلل منه بقدر المستطاع، وحاول أن تتحايل على نفسك اليوم تناوله واليوم لا تتناوله.

أخي الكريم بالنسبة للأدوية العلاجية، فأنا أرى أن علاج سوركويل Seroquel والاسم العلمي هو كواتيبين Quetiapine، سيكون إضافة ممتازة جدا بالنسبة لك، يمكن أن تستمر على أي من مضادات الاكتئاب التي تحدثت عنها, واللسترال لا شك أنه ممتاز ويسمى في مصر بمودباكس, واسمه العلمي سيرتللين والجرعة المطلوبة في حالتك هي (100) مليجراما, أي حبتين في اليوم على الأقل، حبة واحدة لن تكون مجدية, وإن كنت تتناول حبة أرفعها إلى حبتين.

أما بالنسبة للسوركويل فتبدأ بجرعة (25) مليجراما ليلاً تستمر عليها لمدة أسبوع، وبعد ذلك اجعلها (50) مليجراما ليلاً لمدة أسبوعين, ثم تجعلها (100) مليجراما ليلا, وهي الجرعة العلاجية المطلوبة في حالتك، ويجب أن تستمر عليها لمدة ستة أشهر, بعد ذلك يمكنك أن تخفضها إلى (50) مليجراما ليلا لتستمر عليها لمدة ستة أشهر أخرى. أما بالنسبة للسترال فأرى أن تستمر عليه أطول مدة ممكنا.

أيها الفاضل الكريم: لا بد أن تجعل حيزا في حياتك للرياضة، الرياضة مهمة جدا وهي تقوي النفوس قبل أن تقوي الأجسام.

ويا أخي الكريم: الانخراط في الأنشط الثقافية والأعمال الخيرية تكون عائدا إيجابيا جدا على الصحة النفسية للإنسان، فأرجو أن تأخذ بكل ما ذكرته لك, وتكون صارما مع نفسك في تطبيقها, وأنا على ثقة تامة أنه بفضل من الله تعالى وبإذنه سوف تستفيد كثيرا, وسوف تتبدل أحوالك النفسية والجسدية إلى ما هو أفضل وأفضل كثيرا مما أنت عليه الآن.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، ونسأل الله لك الشفاء والتوفيق والسداد.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2544 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
لماذا استمرار القلق والاكتئاب رغم تغيير الدواء؟ 3060 الأربعاء 29-07-2020 04:34 صـ
ما سبب تسارع ضربات القلب والكتمة رغم سلامة التحاليل؟ 6647 الأربعاء 29-07-2020 05:53 صـ
أعاني من حالة نفسية سيئة، كيف الخلاص؟ 2006 الاثنين 20-07-2020 04:01 صـ
ما زلت أعاني من القلق والتوتر وأخشى من الأدوية، أفيدوني. 3207 الثلاثاء 21-07-2020 02:58 صـ