أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : أصابني الكسل عن مواصلة الدراسة، ما نصيحتكم؟

مدة قراءة السؤال : دقيقة واحدة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي والله مشكلة! أنا ليس لي رغبة في التعليم بالمرحلة الجامعية، كلما أسجل في الجامعة أنسحب منها بسبب كثرة غيابي.

قبلما أدخل الجامعة يجيئني شعور حماس أني سأعمل جهدي وسأدرس وأنجح، وهكذا، لكن يوم تبدأ الدراسة أكثر من الغياب عن الجامعة، حتى بعض الأحيان أسجل في الجامعة ولا أذهب.

ما الحل؟ والله تعبت، أنا لي سنتان على هذه الحالة، والله تعبت، علماً أني كنت ممتازاً في الثانوي.

مدة قراءة الإجابة : 8 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نواف حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يفتح عليك، وأن يوفقك، وأن ييسر أمرك، وأن يشرح صدرك للذي هو خير، وأن يُذهب عنك هذه الحالة السلبية، وأن يجعلك من أصحاب الهمم العالية الوثابة الخلاقة المبدعة التي تحوّل الفشل إلى نجاح، والتي تحوّل الهزيمة إلى انتصار.

بخصوص ما ورد برسالتك – أخي الكريم الفاضل –:

أقول لك أخي الكريم الفاضل بارك الله فيك: إن هذه الحالة السلبية مزعجة للغاية فعلاً، لأنك الآن على مفترق طرق، نعم أنا معك أن التعليم الجامعي ليس كل شيء، ولكنه يبقى من أهم عوامل التميز في الحياة، لأنه يفتح أمامك فرصًا كبيرة للعمل والإنجاز والإبداع، والناس في كل بلاد الدنيا يرون أن خريج الجامعة رجل أثبت وجوده وأنه أهل لأن يكون في مركز مرموق أو في عمل مناسب، أما إذا تقدمت الآن للناس على أنك حامل شهادة ثانوية فإن الناس سينظرون إليك بعين النقص والاتهام من أنك لست الشخص السوي الجاد المتميز، الذي استطاع أن يقتحم الصعاب وأن يحقق ما حققه سواه من أقل الناس، فالمسألة خطيرة للغاية فعلاً أخي الفاضل (نواف).

لكن نظرًا لأنك لا تشعر أو لا تعرف ما هو السبب في هذا التخاذل الذي يصيبك مع أول العام الدراسي، أنصحك بالآتي بارك الله فيك:

أولاً: أن تحاول عمل رقية شرعية لنفسك، لاحتمال أن تكون محسودًا، وهذا الحسد هو الذي سبب لك هذا الخمول وهذا التكاسل، وكم أتمنى أن لا تأخذ الأمر هذا على أنه مجرد فرضية، بل إنه حقيقة، لأن الحسد حق، والنبي - صلى الله عليه وسلم – يقول: (العين حق، وإن العين لتُدخل الرجل القبر والجمل القِدر) فالعين تقتل أخي الكريم الفاضل، وتغير أمورًا كثيرًا، وقد تعطل بعض الحواس والجوارح والمشاعر، بل وقد تفقد الإنسان عقله وذكره وعلمه.

أرى بارك الله فيك من باب الأخذ بالأسباب أن تحاول رقية نفسك رقية شرعية، وأنت تستطيع ذلك بشيء من السهولة واليسر، فإما أن تكون لديك بعض الكتب أو بعض المطويات أو الكتيبات أو الأشرطة التي توجد في المراكز الإسلامية التي تصلي فيها أو في المسجد المجاور لك، أو تستطيع أن تدخل على الإنترنت لتجد أمامك عشرات المواقع التي تتكلم عن آيات الرقية وأحاديث الرقية وكيفية عملها وكيفية أدائها.

أتمنى من باب الأخذ بالأسباب أن تحاول عمل رقية شرعية لنفسك، وأنت تقوم بذلك بنفسك، لأن الأمر لا يحتاج إلى أن تستعين بأحد، وهذا ما أفضله، لأنك بلا شك أحرص على مصلحة نفسك من أي أحد آخر. إذا وجدت في نفسك عدم القدرة على ذلك من الممكن أن تستعين ببعض الأخوة الثقات كإمام المسجد الذي تصلي فيه، أو بعض الأخوة الملتزمين خاصة أصحاب المنهج السلفي، فإنهم يؤمنون بأهمية هذه الرقية ويحرصون عليها. فتستطيع أن تستعين بأحد، وإذا كانت أسرتك معك أيضًا فلا مانع أن تستعين بالوالد أو الوالدة، إذا كان لديهم قدر من المعرفة بهذه النعمة العظيمة التي أكرمنا الله تبارك وتعالى بها.

ومن الممكن أن تستمع إلى أشرطة الرقية الموجودة في الأسواق أو على الإنترنت، فتستمع إليها عدة مرات حتى تتحسن، وكذلك أن تقرأ على الماء، وأن تشربه، إذا لم تجد أحدًا يعينك فمن الممكن أن تقرأ آيات وأحاديث الرقية وأن وتضع فمك قريبًا من الماء وحاول أن تقرأ وأن تنفث فيه بعد قراءة كل آية مثلاً أو قراءة أدعية وأحاديث الرقية، واجتهد بأن يكون طعامك مقروءًا عليه، وأن يكون شرابك مقروءًا عليه، وأن تحافظ على أذكار الصباح والمساء فهذه مهمة جدًّا، خاصة قول النبي - صلى الله عليه وسلم – (بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم). هذا شيء مهم جدًّا وحديث رائع، وسينفعك الله به على الأقل إذا لم يؤدي في شفاء الحالة السابقة فهو سيمنع سوءها ويحد من خطرها في المستقبل، وسيحفظك من أي شيء آخر.


عليك كما ذكرت بالرقية الشرعية، وعليك بالمحافظة على أذكار الصباح والمساء، وعليك بالدعاء والإلحاح على الله تبارك وتعالى أن يعافيك من ذلك، وعليك بعدم الاستسلام والتخاذل والتكاسل والركون إلى هذه الحجج التي ذكرتها، لأنها ليست مقبولة بكل واقعية، وإنما نحن نؤمن بأن هناك قدر الله تعالى، ونؤمن أن العين حق، لكن الله تبارك وتعالى لم يأمرنا أبدًا أن نستسلم لأبسط الأمور، وإنما أمرنا الله تعالى بأن نسعى وأن نجد، فقال: {فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه} وقال: {فإذا قضيت الصلاة فانتشروا في الأرض} كلها أوامر تدل على الحركة والعمل.

والنبي عليه الصلاة والسلام يقول: (المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، وفي كلٍّ خير) ثم يقول: (احرص على ما ينفعك واستعن بالله ولا تعجز) فلا ينبغي أبدًا للمسلم أن يستسلم تحت أي ظرف مهما كان، وإنما عليه أن يأخذ بالأسباب، وأن يتوكل على الله، وأن يدعو الله تعالى، وأن يلح عليه، وأن يعلم أن الله قادر على تغيير هذا الواقع، وأن أمره بين الكاف والنون، وأنه على كل شيء قدير.

عليك بارك الله فيك أن تأخذ هذه الأمور، وعليك أن لا تستسلم، ومع الرقية الشرعية ومع الأذكار، تواصل الذهاب إلى الجامعة، وستجد في الأيام الأولى بعض المقاومة النفسية، ولكن صدقني أنك ما تذهب يومًا بعد يوم إلا وتجد نفسك قادرا.

قاوم! لأن هذه لعلها تكون مكيدة من مكائد الشيطان، لأن الشيطان لا يريدك أن تكون متميزًا أو متفوقًا، ولا أن تكون جنديًا عاملاً لخدمة الإسلام، فأنت كنت متفوقًا في المرحلة الثانوية، فبمقدورك حسب إمكاناتك التي أعطاك إياها أن تكون أيضًا متفوقًا، بل وأن تكون مبدعًا، ولعل الله أن يمنّ عليك بعدة براءات اختراع لخدمة هذا الدين.

نسأل الله أن يشرح صدرك لكل خير، وأن يصرف عنك كل شر.
-----------------
ولمزيد من الفائدة يرجى مراجعة الروابط التالية حول مشكلة التملل من الدراسة: ( 242687 )، وكيفية الرقية الشرعية: ( 237993- 236492-247326 ).

والله الموفق.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
كم أحتاج من الوقت للتشافي من آثار العادة السيئة؟ 13401 الخميس 16-07-2020 04:13 صـ
أريد أن أجد فرصة لأصبح بحال أحسن في دراستي 721 الثلاثاء 07-07-2020 04:45 صـ
أحس بأنني فاشلة في كل شيء، وأني لا أستحق تخصصي 1298 الخميس 02-07-2020 03:45 صـ
كيف أتغلب على صعوبات الحياة؟ 1016 الأحد 07-06-2020 01:42 صـ
أخشى أن يضيع حلمي في أن أصبح طبيبة بسبب ضعف همتي.. ما نصيحتكم؟ 1522 الاثنين 22-06-2020 10:07 مـ