أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : اكتشفت أن خطيبتي لها علاقة مع شباب عبر النت هل أتركها؟
أنا شاب كنت مسافرا إلي إحدى الدول, وخطبت فتاة من بلدي وهي قريبة لي وتمت الخطبة وأنا مسافر, وعندما رجعت فتحت الإيميل الخاص بها بطريقة ما واكتشفت أشياء لم أكن أتوقعها منها, فهي تتحدث مع بعض الشباب عن طريق الشات وتتكلم عني أنها لا تريدني, وأنا مغصوب عليها ثم تتحدث أن أمها تكرهها وهي تتعامل بطريقة ليست جيدة مع أمها, وهذا سبب لها حالة مرض مع العلم أنها قالت لأحد الشباب إنها تحبه, وهي لا تعرفه فهو من مكان بعيد ولا تراه, كما أن زوج أختها كان يتحدث معها أيضاً على الشات ويتحدث معها على العلاقة الزوجية, وماذا يفعل مع زوجته على السرير وهي تسمع ولا تصده, وعند مواجهتها بما اكتشفته انهارت في البكاء, وأخبرتها أني سوف أتركها فقالت لي إنها غلطة, وإنها سوف تعيش خدامة تحت رجلي طول العمر, مع العلم أنها تصلى الآن ولا تترك فرضا وقطعت النت من المنزل، فماذا أفعل يا سيدي فأنا لا أنام الليل؟ هل أتركها فعلاُ؟ أما أسامحها؟ ماذا أفعل فهذا لا يجعلني أنام الليل؟ مع العلم أنها ابنة عمي ليس الشقيق.
وجزاكم الله خيرا عني وعن جميع المسلمين
وشكراً.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فإنه ليسرنا أن نرحب بك في استشارات إسلام ويب، فأهلاً وسهلاً ومرحبًا بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأل الله جل جلاله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يبارك فيك، وأن يثبتك على الحق، وأن يهديك صراطه المستقيم. كما نسأله تبارك وتعالى أن يغفر لخطيبتك، وأن يتوب عليها، وأن يشرح صدرها للذي هو خير، وأن يعينها على ترك الحرام الذي لا يُرضيه، وأن يمنّ عليك أنت بزوجة صالحة تكون عونًا لك على طاعته ورضاه.
وبخصوص ما ورد برسالتك من أنك مسافر إلى إحدى الدول وخطبت فتاة من بلدك، وهي قريبة منك، وتمت الخطبة في بلدكم، وعندما رجعت فتحت الإيميل الخاص بها بطريقة ما، واكتشفت أن لها علاقات غير مشروعة عن طريق الإنترنت مع كثير من الشباب وأنها تتحدث معهم في أمور لا ينبغي لمثلها أن يتحدث فيها، خاصة ما يتعلق بزوج أختها، وعندما أخبرتها بأنك سوف تتركها ولم ترتبط بها قالت: إنها غلطة وإنها سوف تكون خدامة تحت قدميك طيلة عمرها، وقطعت النت من المنزل، وأصبحت لا تترك فرضًا من الفروض، وتسأل أنت ماذا تفعل، حيث إنك لا تنام من شدة الحيرة، هل تتركها أم تسامحها؟
أقول لك أخي الكريم الفاضل: إذا كانت هذه الأخت فعلاً قد قطعت النت من تلقاء نفسها دون ضغط من أحد من أسرتها، وأنها فعلت ذلك من باب التوبة الصادقة النصوح إلى الله تبارك وتعالى، فهذه يدل فعلاً على أنها كانت قد ضعفت أمام هذه الإغراءات ثم نبهها الله تبارك وتعالى فانتبهت نتيجة تهديدك لها بتركها وعدم الارتباط بها، خاصة وأنها كما ذكرتَ أنها الآن أصبحت مواظبة على الصلاة ولا تترك فرضًا، وتسأل ماذا تفعل؟
أقول لك: الأولى أن تعطيها فرصة حفظك الله، وأن تتابعها لا مانع من ذلك، شريطة أن تكون متابعة أيضًا بطريقة مشروعة، فإذا ما أعادت النت أو عادت إليه أو كانت تخرج من البيت لتتحدث مثلاً في بعض أماكن النت العامة فمعنى ذلك أنها لم تتب توبة نصوحًا, ومعنى ذلك أنها لازالت والعياذ بالله تعالى في قلبها حب هذه المعاصي ولعلها تشربتها وتحتاج إلى فترة أطول.
فأنا أقول بارك الله فيك: أتمنى فعلاً أن تسامحها وأن تعطيها فرصة من باب التجربة والاختبار، فإذا ما ظلّت على ما هي عليه من التوبة وفعلاً قطعت علاقتها بهذا الجهاز تمامًا وكانت حريصة على طاعة الله، وحاول أيضًا في نفس الوقت أن تكلفها ببعض التكاليف الشرعية كحضور بعض المحاضرات أو الندوات العلمية في المنطقة التي تحيط بها، أو تأمرها مثلاً بحفظ القرآن الكريم عن طريق بعض مراكز التحفيظ والاجتهاد في ذلك، أو قراءة بعض الكتب الإسلامية المتعلقة مثلاً بآداب الحياة الزوجية وغيرها، والمتعلقة بأحكام النساء.
هذا اختبار وإعانة لها على الطاعة، فإذا كانت جادة صادقة في توبتها وتريد فعلاً أن تكون زوجة لك وأنها تركت المعاصي حياءً من الله تعالى ثم حفاظًا عليك، فأرى أن تُمسك عليها، وأن تغفر لها زلتها، وأن تستر عليها عسى الله أن يسترك في الدنيا والآخرة.
وأتمنى أن تكلفها بقراءة كتاب يسمى (آداب الحياة الزوجية في الإسلام) وهو إصدار المكتبة التوفيقية بمصر، وهو تأليف الأستاذ السعيد يوسف محمود أبو عزيز، وهو كتاب مفيد جدًّا ورائع يتعلق بآداب الحياة الزوجية كلها وجميع العلاقات التي تربط المرأة بالمجتمع الذي تعيش فيه.
فأقول بارك الله فيك: أتمنى أن تعطيها فرصة حتى نتأكد من صدق توبتها، ثم بعد ذلك تطلب منها كما ذكرت لك الالتزام ببعض الدروس والمحاضرات القريبة من البيت إذا كان ذلك ممكنًا، وكذلك أيضًا تكليفها بحفظ مثلاً بعض سور القرآن، والاجتهاد في ذلك، حتى تشغلها بشيء مفيد ونافع، فلعل هذه المعصية التي وقعت فيها تكون سببًا في فتح آفاق التوبة وعودتها إلى الله تبارك وتعالى بقوة وبنية صادقة، وكذلك أيضًا فتح باب طلب العلم وشغلها بالشيء المفيد والنافع الذي يعود عليها في دينها ودنياها.
فتملأ وقت فراغها بشيء تؤجر عليه من الله تعالى، ويؤدي إلى تطوير مهاراتها وزيادة إمكاناتها العلمية، مما يجعلها إن شاء الله تعالى في المستقبل زوجة صالحة تعرف حدود الله تبارك وتعالى فتتقيه، وتعرف حق الزوج فتحافظ عليه وتجتهد في إكرامه والإحسان إليه.
فإذن الذي أميل إليه أخي الكريم (أحمد) حفظك الله، إنما هو إعطاؤها الفرصة مع متابعتها وتكليفها ببعض الأمور الشرعية، فإذا كانت جادة وصادقة في توبتها فسوف تفعل المستحيل لإرضائك، وبذلك سوف تكون أنت سببًا في فتح باب العلاقة الحسنة بينها وبين الله، ثم كذلك أيضًا في فتح باب طلب العلم، وأنت تعلم أن الذي لا يُشغل بالحق قطعًا سيُشغل بالباطل، فإذا وجدت فرصة لكي تكون صالحة مستقيمة فهي قطعًا ستكون كذلك، ومما لا شك فيه أن ذلك كله سوف يكون في ميزان حسناتك، فإن الدال على الخير كفاعله.
أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأسأل الله لها المغفرة والستر في الدنيا والآخرة، وأن يجمع بينكما على خير، إنه جواد كريم. هذا وبالله التوفيق.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
سيدة متزوجة تحافظ على عرض زوجها وماله وأولاده لكنها تميل لغيره. | 3642 | الثلاثاء 28-05-2019 08:34 صـ |
اكتشفت أن زوجتي لديها علاقة بالهاتف، فماذا أفعل؟ | 11315 | الأربعاء 24-06-2015 02:46 صـ |