أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : اكتئاب وضيق ورهاب أفقدني الرغبة في الحديث والتركيز، فما الخلاص؟

مدة قراءة السؤال : 3 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا كنت أعاني قبل عامين من قلق واكتئاب ورهاب اجتماعي وسوء ظن، والحمد لله تناولت (باروكستين واندرال)، وجرعة صغيرة من (ريسبردال) باستشارة الطبيب وتحسنت حالتي بنسبة لا بأس بها، وأنا الآن توقفت عن العلاج منذ شهر، لكن هناك بعض الحالات التي ينتابني فيها قلق وضيق وتوتر وسوء الظن مع ملاحظة أنها كانت تأتيني في فترة العلاج مثلا:

1ـ بعض أقربائي أتكلم معهم بحساب فلا أمزح معهم خوفا من نقدهم مع أنهم مرحون وودودون، لكني لا أنبسط معهم في الحوار، وإن تجاوزت وأنبسط معهم ينتابنى قلق وتوتر واكتئاب مؤقت يمنعني من استكمال هذا المزاح.

2ـ أتراجع في كثير من المواقف التي تطلب السؤال عن شيء أو طلب خدمة من أحد الناس مع أنها قد تكون شيئا عاديا حرجا منهم.

3ـ ينتابني في بعض المواقف توتر وقلق يشلان تفكيري، خذ مثلا عندما كنت أقدم أوراقي لأحد الموظفين، وأسأل عن شيء إجرائي توترت توترا شديدا لدرجة شلل في التفكير، فلو أن أحدا حينها وجه لي سؤالا عاديا ربما لن يساعدني عقلي في الرد عليه مع أنه قد يكون سؤالا عاديا.

4ـ أسيء الظن بأناس كثيرين مع العلم أنهم طيبون وودودون.

5ـ بعض المواقف أشعر بضيق وعدم رغبة في الكلام واكتئاب مؤقت وعدم قدرة على التفكير.

ملاحظة استمرت فترة علاجي حوالي عامين وقد تحسنت تحسنا كبيرا لكن تلك الأمور التي ذكرتها هي التي كانت وما زالت تلازمني في فترة العلاج وما بعدها.

أهم شيء يلازمني الآن هو هذا الضيق والاكتئاب المؤقت الذي يفقدني الرغبة في الحديث إضافة إلى بعض من سوء الظن، وإن كان قد انخفض عن ما قبل العلاج، وأيضا التوتر والقلق في بعض المواقف، أخاف وأنا مقدم على الالتحاق بالدراسات العليا من فقدان التركيز أمام الأساتذة في الامتحانات الشفوية وهذا وارد جدا.

ملاحظة: أنا أتناول بعض الفيتامينات لزيادة حركة الحيوانات المنوية، وهى (اوكتاترون كارنيفيتا فورت) ومنشط للدورة الدموية ويدعى (ترنتال).

أيضا لا أستطيع أن أتواصل مع طبيبي لبعد المسافة وعلو التكلفة.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمن الواضح جدًّا أنك لازلت تعاني من أعراض جوهرية, بالرغم من التحسن الذي طرأ عليك، وهذا يعني – أي وجود هذه الأعراض الجوهرية –أن ترجع وتتناول العلاج الدوائي، فمن الواضح جدًّا أن حالتك هي حالة بيولوجية – أي وجود علة في الموصلات العصبية داخل الدماغ – هو الذي جعل هذه الأعراض تعاودك, أو تشتد عليك في الآونة الأخيرة، ولا شك أن الأدوية من النوع الذي ذكرته, خاصة (الباروكستين والرزبريادال) هي من أفضل الأدوية التي تعدّل المسارات البيولوجية والكيميائية الخاصة بوجود الاكتئاب النفسي, والقلق, والرهاب الاجتماعي, وكذلك الشك, وسوء التأويل.

وربما تكون أيضًا محتاجا لتعديل في الجرعة.
أنت لم تذكر الجرعات السابقة، لكن من الواضح أنك محتاج (للباروكستين) على الأقل بجرعة أربعين مليجرامًا في اليوم – أي حبتين – وهذه يمكن أن تصل إليها بتدرج, ابدأ بنصف حبة يوميًا، وكل عشرة أيام ارفعها حتى تصل إلى جرعة الأربعين مليجرامًا.

أما بالنسبة (للرزبريادال): فابدأ بمليجرام واحد، وبعد شهر ارفعه إلى مليجرامين اثنين، وأنا أرى أنه من الضروري أن تستمر على الدواء على الأقل لمدة عام آخر.

(الإندرال9 لا يعتبر ضروريًا، لكن (الباروكستين) أو دواء آخر مشابه له – مثل (اللسترال) – سيكون علاجًا ضروريًا، وكذلك (الرزبريادال) أرى من وجهة نظري أنه مهم جدًّا لك.

وتحسن الجرعات سيكون -إن شاء الله تعالى- باب فتح لك، ويزيل ما تعاني منه من أعراض.

أضف إلى ذلك أنك -والحمد لله تعالى- ما دمت مستبصرًا ومتيقنًا، وعلى إدراك كامل بطبيعة أعراضك, فيجب أن لا تتقبلها، الشك والظن اقطعه باليقين، حقّر فكرة الشكوك هذه، وحاول دائمًا أن تكون لك رفقة وصحبة من الأخيار من الناس, حين تكون في مثل هذا المحيط تطمئن تمامًا, ويقل أو يختفي الشك, وسوء التأويل والظنان، وهذا يجعلك تتطبع إلى قبول الناس حتى وإن كانوا من الغرباء حين تلتقي بهم، ودائمًا حين تأتيك فكرة الشك والظن أغلق أمامها, وذلك باستبدالها بالفكرة المضادة تمامًا.

التفكير الإيجابي مهم جدًّا في الحياة؛ ليتخلص الإنسان من الاكتئاب, والتوتر, وكذلك القلق، أنت -الحمد لله- لديك أشياء إيجابية كثيرة،أنت مُقدم الآن على الدراسات العليا، وهذا دليل قاطع على استعدادك, وحسن إرادتك, وأن الدافعية لديك ممتازة جدًّا، يجب أن تشعر بقيمتك الذاتية, وتؤكد ذاتك وتحاول أن تطورها بصورة مضطردة.

ممارسة الرياضة وجد أنها ذات فائدة كبيرة جدًّا للإنسان، وكذلك تمارين الاسترخاء، وحسن إدارة الزمن، بل حسن إدارة الحياة هي المطلوبة من أجل أن يكون الإنسان ناجحًا ومتفوقًا -بإذن الله تعالى-.

بالنسبة للعلاجات التي تتناولها لزيادة حركة الحيوانات المنوية: هي علاجات جيدة، ولا تتعارض أبدًا مع الأدوية النفسية التي من المفترض أن تتناولها.

كل ما ذكرناه لك من إرشاد سوف يساعدك في تحسين التركيز، وإن شاء الله تعالى تساعدك على المقدرة على أن تكون مفوها, ولا تأتيك الرهبة أثناء حوار أو مقابلة الآخرين، وتذكر دائمًا أنك لست بأقل منهم، وعلاقتنا مع الناس دائمًا تقوم على التقدير والاحترام لكل قطاعات الناس، هذا يزيل الرهبة, ويزل فكرة الخوف غير المبررة.

وللمزيد يمكنك مطالعة الاستشارات التالية حول العلاج السلوكي للاكتئاب: (237889 - 241190 - 262031 - 265121)
العلاج السلوكي للقلق: ( 261371 - 264992 - 265121 ).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد، ونشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3859 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
القلق المزمن ونوبات الهلع، حلقة مفرغة في حياتي، ساعدوني. 2478 الأحد 09-08-2020 03:58 صـ
أشكو من أعراض نفسية وعضوية وتحاليلي سليمة. 1231 الاثنين 10-08-2020 01:16 صـ
ما سبب شعوري بعدم الثبات وأني عائم؟ 2199 الأحد 26-07-2020 04:44 صـ
أرهقتني الوساوس المستمرة في رأسي. 4154 الخميس 23-07-2020 05:25 صـ