أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : الخطوات العلاجية للوساوس القهرية حول خيانة النساء لأزواجهن

مدة قراءة السؤال : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم

أشكركم, بصراحة موقعكم رائع جدا, وأثابكم الله على كل جهودكم.

أولا:

بداية مشكلتي كانت تقريبا في الصف الثاني الثانوي؛ حيث كنت أسمع عن قصص الحب والغرام، وكنت أشاهد الصور الغرامية, وكنت أشاهد المسلسلات الغرامية, لكن ليس كثيرا, بعدها بفترة أحسست أن هؤلاء الناس, أو الذين هم في المسلسلات, وفي الصور, هم فقط من يعيشون العشق والغرام, وبالطبع كنت أريد أن يصبح لي عشيقة مثلهم, فأصابني شعور بالإحباط أنهم هم فقط ومن يشاكلتهم من يستطيعون العشق والحب، وأنهم هم الذي يجذبون الجنس الآخر, أما أنا فلا أحد يحبني، وأنه مستحيل أن تعشقني أي فتاة, فأصبحت ثقتي بنفسي مهزوزة من هذه الناحية فقط, وبعدها كلما رأيت مسلسلا غراميا، أو قصة حب أعرض عنه، ويصيبني قهر.

لماذا هم يجذبون وأنا لا؟ علما أني من عائلة محافظة، وأنا -ولله الحمد- محافظ جدا, ولم أكون أي علاقة غير شرعية -ولله الحمد-, أصبحت فكرة (أني أريد أن أكون مثلهم) متكررة علي، ولكن يأتيني إحساس بأني مختلف عنهم جدا فهم فقط الذين يعشقون، وأنا لا أحد يحبني من البنات.

أرى أصدقائي يعيشون قصصا غرامية، وأنا لا! ومع ذلك لا أجرؤ أن أتكلم مع فتاة؛ بحكم تربيتي التي تقول بأن الكلام مع البنات الأجانب محرم, فتكونت عندي فكرة أني شخص غير مرغوب به، وأني مهمش من قبل الجنس الناعم!

ومرت فترة من الزمن ولا زالت الفكرة تدور في بالي، وأصبحت راسخة، بل وأصبحت أعقد, تخرجت ودرست بعيدا عن أهلي، واختلطت بجميع فئات المجتمع, واكتشفت قصص حب, وقصص خيانة أيضا، ولا أخفيكم أن لدي أصدقاء إلى الآن يتواصلون مع بنات خائنات لأزواجهن، وقصصا واقعية، وأنا شاهد عليها, وأصبحت كل قصه خيانة أسمعها تحفظ في مخيلتي، وتكبر وتكبر, ويزيد التفكير فيها.

في النهاية:
أصبت بالوسواس القهري في أمي وأخواتي, وتطور الأمر لأن أخاف من أي فتاة أمامي، أو امرأة أشاهدها مع زوجها, فتأتيني أفكار بأنها خائنة، وأتذكر القصص تلقائيا، ويصيبني القلق والخوف, وأني عندما أتزوج لا أعلم هل ستخونني أم لا؟ أو أنها على علاقة سابقة أم لا؟

ذهبت لطبيب نفسي، وصرف لي (سيروكسات) لمدة 8 أشهر، وانتهيت منه، ورجعت لي بعض المخاوف، فصرف لي (سيبرالكس) وأنا الآن على مشارف الجرعة التدريجية, ويشهد الله أني ارتحت كثيرا من العلاج، وحاولت معالجة نفسي سلوكيا حتى تحسنت أوضاعي كثيرا -ولله الحمد-، وقد كنت على علم كامل بحالتي, وأن مرضا ما أصابني, وتزوجت -ولله الحمد- من فتاة ارتحت لها، لكن نتج عن هذا كله:

1- عدم الثقة في إخلاص زوجتي أحيانا.

2- إذا سمعت أحدا سوف يتزوج أقول في نفسي من الممكن أنها كانت تطلع مع شباب, من الممكن أنها كانت تكلمهم, وأصبحت أخاف منهم.

3- عدم الثقة في نفسي, يعني يأتيني إحساس أن زوجتي لا تحبني؛ لأني غير محبوب أصلا، وأني لا أجذب مثل تلك الفئة، علما بأنها تحبني جدا, ويشهد الله على ذلك, لكن ذلك إحساس رغما عني.

4- أي حركة تعملها زوجتي تشبه حادثة قديمة سيئة يصيبني خوف وقلق، مع علمي بأنها مجرد تشابه حركات.

5- عدم الثقة في أي فتاة إلا ما ندر، لأنها تذكرني بالفتيات الخائنات.

الحمد لله لا توجد لدي شكوك, كأن أفتش, أو أتجسس, أو...

أنا آسف جدا لأني أطلت عليكم، لكن حتى أرتاح من هذه الأعراض.

جزاكم الله خير الجزاء، وأنا واثق من إجاباتكم المريحة والمطمئنة.

مدة قراءة الإجابة : 5 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو بدر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

بارك الله فيك, وجزاك الله خيراً، ونشكرك كثيراً على تواصلك مع إسلام ويب.

لقد أعجبت برسالتك كثيراً؛ لأنها منسقة ومرتبة, وعرضتَ حقيقة ما تعاني منه بصورة واضحة وجلية جداً.

أتفق معك -أيها الكريم- أن الذي بدأ معك أصلاً هو وساوس قهرية، وبعد ذلك انتهت بك الوساوس إلى أن تكون مستحوذة, وملحة, ومسيطرة، والوساوس التراكمية دائماً تصل بالإنسان إلى مثل هذه النتيجة.

والذي فاقم من الوساوس لديك قليلاً هو أن المنظومة لديك -الحمد لله تعالى- منظومة إيمانية طيبة, وتربيتك تربية صحيحة, وأنت تراقب دينك, وهذا يؤدي إلى نوع من التصادم القيمي ما بين الوسواس وما يعتقد الإنسان ويؤمن به, وهذه ظاهرة قد تزيد من قلق الإنسان, وتشعره بالذنب, لكن هذا نعتبره أمرا طبيعيا.

والحمد لله أنت قد تجاوزت الكثير من أعراضك, وتفهمك إلى أن حالتك هي حالة وسواسية -من وجهة نظري المتواضعة- في حد ذاته خطوة علاجية مهمة جداً؛ لأن بعض الناس يتهمون أنفسهم بإشكاليات كثيرة جداً حين تأتيهم مثل هذه الأعراض، هناك من يتهم نفسه بضعف إيمانه، وهناك من يحقر شخصيته، وهنالك من يصاب بأزمات نفسية شديدة جداً، وهنالك من يعتزل المجتمع، وهكذا أنت تفهمت طبيعة حالتك، وهذا في حد ذاته علاج أساسي.

خطوة العلاج الثانية هي التحقير للفكرة، والوساوس حين يفهمها الإنسان أنها وساوس يجب أن يحقرها, ويجب أن تغير انتباهك, وتصرفه إلى فكر مخالف حين تأتيك الفكرة الوسواسية، وحين تأتيك الفكرة عن الزوجة قل: هذه فكرة وسواسية سخيفة, لن أعطيها أي مجال في تفكيري، زوجتي امرأة صالحة, ومحبة, وأمينة, وطيبة, وهذا يكفيني تماماً، ولن أفكر في غيرها، فيا أخي: من الضروري محاججة الفكر الوسواسي بالتجاهل, والتحقير, والاستبدال، وأن لا تكون هنالك أي استجابات له.

العلاج الدوائي لاشك أنه مفيد وممتاز جداً, وعقار (سبرالكس) من أفضل الأدوية، وأنا أريدك -أخي- أن تستمر عليه, وتواصل مع طبيبك, ومن وجهة نظري إذا أضفت إليه علاجا يعرف باسم (رزبريادالRisporidal), والاسم العلمي هو (رزبريادون Risperidone) بجرعة مليجرام واحد فقط، تناولها ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، هذا الدواء -وحسب الأبحاث التي هي متداولة منذ أربع إلى خمس سنوات- إضافته لأحد الأدوية المضادة للقلق والمخاوف والوساوس دائماً يدعم من فعالية الدواء، ويجعل الوساوس أكثر ضعفاً, حتى تنتهي تماماً.

هذا -يا أخي- مجرد اقتراح، وإن أردت أن تعرض الأمر على طبيبك، فهذا سيكون أفضل، أرجو أن تطمئن، وأنت -الحمد لله تعالى- لك تجربة مع هذا المرض، وأنا أشاهد أيضاً أنه قد حدث لك نوع من التواؤم, بل المرض نفسه بدأ يتلاشى ويضعف, وإن شاء الله بالمزيد من تحقيره, وصده, ورفضه, واستبداله بفكر مخالف كما ذكرنا، وتناول الدواء سوف تتحسن أحوالك تماماً.

لا بد من إدارة الوقت بصورة صحيحة، لا تترك أي مجال للفراغ؛ لأن الفراغ يسيطر على الإنسان, ويجعل الاضطرابات والوساوس تعود له، أكثِر من التواصل الاجتماعي، الفعالية الاجتماعية هي وسيلة علاجية ممتازة جداً.

بارك الله فيك, وجزاك الله خيراً، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
وساوس الطهارة والصلاة، كيف أتخلص منها وأعود لحياتي الطبيعية؟ 1652 الخميس 16-07-2020 03:13 صـ
زوجتي مريضة نفسيًا وترفض الذهاب للطبيب، فماذا أفعل معها؟ 1089 الأربعاء 15-07-2020 04:37 صـ
وساوس الشيطان حول استجابة الدعاء، كيف أحاربها؟ 1520 الخميس 16-07-2020 02:48 صـ
أعاني من الوساوس في الدين 1121 الأحد 05-07-2020 05:27 صـ
هلع ووسوسة من الأمراض، فهل من علاج؟ 2638 الثلاثاء 09-06-2020 06:38 صـ