أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : هل يجوز لي أن أتابع خطبتي مع زانٍ؟

مدة قراءة السؤال : دقيقتان

السلام عليكم,,,

أنا فتاة فلسطينية أحتاج لفتوى منكم في أسرع وقت -إذا أمكن-.

أنا مخطوبة لشاب من بلدتي, ونحن متفقون -والحمد لله-, ولكن لدينا مشكلة كبيرة جدا, وأنا أفكر جديا بالانفصال عنه, فقد أقام خطيبي علاقة غير شرعية مع واحدة من بنات الهوى قبل خطوبتنا، وقد هددته كثيرا بأن تفضح أمره أمام كل من يعرفه, علما أننا نسكن في بلدة صغيرة يسهل فيها انتشار مثل هذه الأمور، وقد ظلت تلاحقه طيلة الوقت لكي لا يتركها بعد ارتباطه بي إلى أن أغوته وجعلته يخرج عن مرضاة الله مرة أخرى أثناء خطوبتنا، وقد أخبرني بالأمر, وأخبر أهلي أيضا, وأصر على أنه نادم, فبدأ يصلي, ويرتاد المساجد, ويصوم رمضان, ويحيي ليلة القدر في المسجد، والآن ظهرت هذه الفتاة مع طفل هو ابنه, وهي لا تتركني أو تتركه في حاله، دائما تطارده وتهدده, حتى أنه حاول الانتحار بسببها, ولأنني أخبرته بأنني لا يمكنني متابعة حياتي معه، والآن تحت هذه الظروف أنا لا أعرف كيف أتصرف, وكيف يمكنني متابعة حياتي واتخاذ قرار صائب وصارم بشأن علاقتي به حسب الشرع والدين, هل يجب أن يفحص صحة ادعائها؟
وإذا ثبت أن الولد من صلبه فهل يجب عليه أن ينسبه له, وأن يتكفل به حتى يكبر؟
وهل يجوز لي أن أتابع حياتي مع زانٍ؟
وماذا يتوجب علي أن أفعل؟ وكيف أتابع حياتي في مجتمع لا يرحم في حال واصلت حياتي معه؟

وجزاكم الله كل الخير.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فمرحبًا بك -أيتها الأخت العزيزة- في استشارات إسلام ويب, نسأل الله تعالى أن يقدر لك الخير حيث كان ويرضيك به، وأن يرزقك الزوج الصالح الذي تقر به عينك, وتسكن إليه نفسك.

أما بالنسبة لهذا الطفل المولود من الزنا فإنه لا يُنسب إلى الزاني بأي حال من الأحوال، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال: (الولد للفراش، وللعاهر الحجر) فالولد لا يُنسب إلا لمن كان صاحب الفراش، أي لمن كانت المرأة زوجة له, أما من وُلد بغير نكاح يعتقده -أي النكاح- صحيحًا فإن هذا الولد لا يُنسب إليه عند جماهير أهل العلم، ومن ثم فهذا الشاب ينبغي أن ينصحه أقاربك وأهلك من الذكور بأن يتوب إلى الله سبحانه وتعالى، وإذا علم الله عز وجل منه الصدق في التوبة والندم على ما كان, وأصلح حاله فإنه سبحانه وتعالى سيتجاوز عنه، فقد أخبر سبحانه في كتابه بأنه يبدّل سيئات التائب حسنات، وأخبرنا النبي - صلى الله عليه وسلم – بأن التائب من الذنب كمن لا ذنب له، فباب التوبة مفتوح، والله عز وجل يحب التوابين ويحب المتطهرين، لكن شرط ذلك أن يكون التائب صادقًا في توبته، بأن يندم على فعله في الماضي، ويعزم على أن لا يرجع إليه في المستقبل، ويترك هذا الذنب في الحال.

فإذا تاب هذا الشاب وصلحت أحواله فنصيحتنا لك أن تتزوجي، فإن التائب من الذنب كمن لا ذنب له كما أخبرنا، أما إذا بقي على هذه الحال من المراوغة والظهور أحيانًا بمظهر العبادة والنسك, والظهور تارة أخرى بالعودة إلى المعصية التي كان عليها، مبررًا ذلك بتبريرات، فنصيحتنا لك أن تقطعي علاقتك به بفسخ الخطبة، فهذا خير لك، فإن النبي - صلى الله عليه وسلم – أرشدنا في الزواج إلى اختيار الزوج الصالح بقوله - صلى الله عليه وسلم -: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه) فالدين والخلق هما قوام الحياة الزوجية السعيدة.

فالدين يمنع صاحبه من ظلم زوجته, والتقصير في حقها، وحسن خلقه يدعوه إلى حسن معاشرتها، وبذلك تسعد الحياة.

فنصيحتنا لك ما دمت في بداية الطريق أن تصرفي النظر عن هذا الشاب ما دام على هذه الحال، إلا إن تاب وحسنت التوبة، ومعرفة هذا سهل على أبيك وإخوانك، ومتابعة أحواله، وكوني على ثقة بأن الله عز وجل سيعوضك خيرًا منه إذا تركته لله، ونصيحتنا لك أن تداومي على الاستغفار، فإنه من أجل الأسباب لجلب الأرزاق، وأن تكثري من التوبة، وأن تلتزمي بقدر استطاعتك بحدود الله عز وجل وفعل ما يرضيه، وتحسني علاقتك به، وتكثري من دعائه، وتحسني ظنك بالله، فإن الله عز وجل يقول: (أنا عند ظن عبدي بي).

نسأل الله تعالى لك التوفيق لكل خير، وأن يقدر لك الخير حيث كان.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
تقدم لي شاب أقصر مني وأنا مترددة.. هل أقبله؟ 1241 الثلاثاء 30-06-2020 02:05 صـ
بسبب الضغط الذي أعيشه أشعر بأني لا أرغب بالخطوبة ولا الزواج. 836 الأحد 05-07-2020 03:28 صـ
أشعر بتأنيب الضمير والخوف من الله؛ لأني أخلفت الوعد 1281 الاثنين 01-06-2020 05:21 صـ
أحب زميلي، فهل أقبل الزواج بغيره؟ 1072 الخميس 23-04-2020 02:40 صـ
تقدمت لفتاة دون علم أهلي، فهل ما فعلته محرم شرعا؟ 1232 الاثنين 30-03-2020 04:46 صـ