أرشيف الاستشارات
عنوان الاستشارة : كيف أتخلص من الوساوس الدينية؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,
اسمحوا لي أن أعرض مشكلتي, وعذرا على صراحتي والإطالة, داعيا الله عز وجل أن أجد حلا لمشكلتي.
بداية: أنا إنسان مسلم ومؤمن بالله جدا وبرسوله الكريم صلى الله عليه وسلم, تذوقت حلاوة الإيمان في قلبي, أعمل كل أعمالي من أجل إرضاء الله وحبه, وذات مرة سمعت عن إرضاع الكبير في الإسلام فاستغربت جدا من الموضوع, ودخلت على شبكة الإنترنت, وكانت هذه أول مشكلتي, فقد تعددت الآراء وخصوصا من موقف السيدة عائشة رضي الله عنها, ودعوت الله أن يخرجني من هذا الموضوع بفهم صحيح, ولكني لقيت مواضيع أكثر استغرابا مثل ضياع آية مكتوبة تحت سرير النبي صلى الله عليه وسلم وغيرهاآ ووجدت نفسي قد وقعت في الشبهات التي تشكك المسلم في دينه, وسألت بعض المشايخ عن هذه المسائل فكان الرد يختلف في بعض هذه المسائل, وأصبح الشيطان يطاردني في صحة ديني إلى أن كنت راكبا سيارة, وقلت لنفسي لماذا ألجأ إلى الناس فاللجوء إلى الله أفضل أسأله وأدعوه, وبرغم أني كنت أعلم بوجود عواميد كهرباء كثيرة كلها تأخذ شكل الصليب على الطريق إلا أني سألت الله وأنا خائف, ونظرت فوجدت عمود كهرباء يأخذ شكل الصليب فضاقت بي نفسي جدا, وفى نفس اليوم كنت أنزل من شقتي في العمارة وبينما أنا نازل على السلالم جاء شيء في نفسي بأني أرى علامة من الله أين الحق فنظرت إلى الحائط وكنت خائفا فوجدت رقم 3 ص 1 والصاد تأخذ شكل القسمة فوجدتها 3/1 فجاء في ذهني عقيدة التثليث وهى ثلاثة آلهة في إله واحد.
منذ ذلك الحين وأنا في حالة اكتئاب شديدة جدا, وكل ما أريد أن أنسى هذه المواضيع أتذكر 3/1 وعقيدة التثليث الخاصة بالنصارى -خصوصا أني دعوت الله في سري- فلماذا وجدت هذه الأرقام بالذات وفى هذا المكان بالذات؟ حياتي الآن بعد ما كانت جميلة جدا اصطبحت جحيما, وأصبحت أفكر في الانتحار كثيرا, وكل ما أنسى هذه المواضيع يأتيني هاتف في نفسي, ويقول العلامات التى سبقت ذكرها, وأنا دائما أشهد أن لا إله إلا الله, وأن محمدا رسول الله, ودعوت الله أن يقبض روحي وأنا مسلم –الحمد لله-.
أفيدوني -بارك الله فيكم-.
بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
فأهلا بك -أخي الفاضل- في موقعك إسلام ويب, ونسأل الله أن يبارك فيك, وأن يحفظك, وأن يمن عليك بالإيمان الذي لا شبهة فيه, ولا سمعة.
أخي الحبيب: ما تجده في نفسك هو صريح الإيمان، فأنت مسلم مؤمن بالله ورسوله, ولكنها شبهات الشيطان يلقيها عليك, وما رأيته وتطرق إليك كل هذا من تلبيس إبليس لك، فما سألت عنه قد أجاب عنه أهل العلم منذ مئات السنين بما يشفي الغلة, ويذهب الكدر الذي تجده, ولكنك -يا أخي- حاولت أن تجد الحلول في مواقع الإنترنت, وفيها الغث والسمين.
كان عليك ابتداء أن تذهب إلي عالم, وليس إلى طالب علم مبتدئ بل إلى عالم لتشرح له الشبهة, وستجد أن الأمر يسير جدا، فليس في ديننا ما نخشاه أو نخشى من التطرق إليه، وأما مسألة الاختلافات بأن بعضهم يجيبك بأمر والآخر يجيبك بغيره فهذا أمر وارد, وهي اجتهادات لأهل العلم في مسائل خلافية لا يتوقف عليها إيمان ولا كفر، فأصول الدين ثابتة, ومن لم يتعرض لمثل هذه الشبهات لن يحاسبه الله على ذلك, فليست أمورا تكليفية يجب عليك معرفتها.
لكن أما وقد تطرقت إلى ذلك فعليك -أيها الحبيب- بأحد العلماء اجلس إليه واعرض عليه الشبهة وستجد حلها يسيرا عليك.
وأنبهك هنا -أيها الفاضل- إلى أمرين:
1- الانتباه من خطوات الشيطان كما قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ } فهو لا يريد لك ولا لمسلم الخير، وقد أقسم أن يغوي بني آدم {قال فبعزتك لأغوينهم أجمعين} فهو يلقي الشبه على أهل الإسلام وغيرهم للتشكيك في الحق, وإخراج المسلم من النور إلى الظلمات, وقد ثبت في الأحاديث الصحيحة أن بعض الصحابة رضي الله عنهم قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم: ((يا رسول الله إنا نجد في أنفسنا ما يتعاظم أحدنا أن يتكلم به، قال: وقد وجدتموه؟ قالوا نعم، قال: ذاك صريح الإيـمان), قال بعض أهل العلم في تفسير ذلك إن الإنسان قد يوقع الشيطان في نفسه من الشكوك والوساوس ما يصعب عليه أن ينطق به لعظم بشاعته ونكارته, حتى أن سقوطه من السماء أهون عليه من أن ينطق به فاستنكار العبد لهذه الوساوس, واستفظاعه إياها, ومحاربته لها, هو صريح الإيـمان؛ لأن إيمانه الصادق بالله عز وجل, وبكمال أسمائه وصفاته, وأنه لا شبيه له, ولا ند له, وأنه الخلاق العليم الحكيم الخبير يقتضي منه إنكار هذه الشكوك والوساوس, ومحاربتها, واعتقاد بطلانها, وهذا لا يضر إيمانك, ولكن عليك ألا تتابع خطواته.
2- لكل شبهة جواب كاف وشاف في الإسلام, فلا ترهق نفسك في الردود بعقلك, فإن من أساليب الشيطان أن يلقي عليك جوابا خطأ لتظن أنك قد ارتحت من المسألة, ثم يأتي بنواقضها فتشعر بالحيرة، اذهب من فورك إلى عالم واستمع إليه وناقشه, فليس في ديننا ما نختبئ منه, بل نحن على الحق البين, وخير شاهد على ذلك شهادات أعداء الإسلام من علماء الأديان الكبار بل ودخولهم في الإسلام لأنه هو الحق وما عداه هو الباطل.
وفقك الله لكل خير, ونحن في انتظار المزيد من رسائلك واستفساراتك.
أسئلة متعلقة أخري | شوهد | التاريخ |
---|---|---|
تعبت من الوسواس القهري الذي ينتابني وتظلم حياتي بسببه. | 3410 | الأربعاء 15-07-2020 04:30 صـ |
كيف أصرف الوساوس عن نفسي وأحاربها؟ | 1957 | الأحد 28-06-2020 02:49 مـ |
كيف أتخلص من وسواس الخوف والمرض بدون أدوية؟ | 1933 | الخميس 25-06-2020 05:38 صـ |
أريد السيطرة على الوساوس والأفكار السيئة التي تهاجمني | 2401 | الخميس 25-06-2020 02:58 صـ |
بسبب التشكيك في ديني في بلاد الغرب أتتني وساوس بالكفر، ما علاج ذلك؟ | 1601 | الأربعاء 24-06-2020 04:38 صـ |