أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : لا أستطيع النوم وأحس بفزع شديد عند الاستيقاظ من النوم.. ما سببه وعلاجه؟

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته,,,,

عمري 30 سنة, أريد -يا دكتور- أن أخبركم عن حالتي، منذ حوالي ستة أشهر بينما كنت جالساً مع أقاربي فجأة أحسست بثقل, وضيق نفس، وألم في صدري، وتسارع في نبضات قلبي، فنقلوني إلى المستشفى، وكنت أحس بخوف شديد, فأجرى لي الطبيب تخطيطا للقلب، وبعض الفحوصات على الغدة الدرقية, وتحليل فقر الدم، وبعض الفحوصات الأخرى، وقال لي: إن جميعها سليمة -ولله الحمد-، وإنها حالة نفسية من السهر والتعب، وأعطاني دواء اسمه (ليكسوتان)، وقال لي: خذه عند الضرورة، واسمه العلمي (بروزبان) لكنني توقفت عنه؛ لأنه يسبب التعود عليه.

بعدها أصبحت لا أستطيع النوم إلا بعد ساعتين أو ثلاثة من القلق في السرير, مع ألم في صدري، ويدي اليسرى، وأحيانا عندما أنام أستيقظ على تسارع في القلب, مع خوف شديد، وأصبحت أتوقع أنه في كل لحظة سوف تأتيني الحالة، وصرت أخشى من النوم، وأن أبقى بمفردي في البيت، وعدم القابلية لأن أعمل أي شيء, حتى أثناء عملي صرت أتعامل مع الزبائن بعصبية، وأشعر بتعب وإرهاق شديدين, وآلام في الصدر شديدة، وخاصة في الجهة اليسرى واليد اليسرى, وأشعر بنغزات في الصدر في الجهة اليسرى.

بعدها ذهبت إلى طبيب الصدر، ففحص صدري، وقال لي: إن صدري سليم تماما، وذهبت لطبيب القلب مرة أخرى, وأجرى لي الفحوصات, وقال لي أيضاً :حالتك نفسية, وأعطاني دواء اسمه (شيفا تربتل)عياره 25 ملغ مضادا للاكتئاب والقلق، لكنني لم أستفد منه.

تركت عملي لأني كنت في حالة ضيق منه، ذهبت إلى طبيب أعصاب, وأعطاني دواء اسمه (انفرانيل) عيار 25 ملغ، وقال لي معك حالة اسمها حالة هلع، وعندما أخذت أول حبة من الدواء شعرت بتهيج في الصدر، وأصابني خوف شديد, وتسارع في ضربات القلب، وشعرت بأسناني ترتجف.

ذهبت بعدها إلى السعودية لأداء العمرة، ونصحوني هناك أن أداوم على ذكر الله، وخاصة أذكار الصباح والمساء, وأن أستمع للرقية الشرعية، ولا أخفيك أنني بعد شهر ونصف من المواظبة على الذكر شعرت بتحسن نوعاً ما, وتحسن نومي، ولكني كنت أستيقظ أحيانا، وأنا فزع وخائف, ونصحوني أن أذهب إلى طبيب نفسي, فوصف لي (فافرين) عيار 50 ملغ حبة يوميا لمدة أسبوع, بعدها تصير حبة صباحاً وحبة مساءً، ووصف لي دواء اسمه (كلوناريل), واسمه العلمي (كلونازيبام) عيار 2 ملغ بمعدل نصف حبة مساء, ونصف حبة عند اللزوم، وقال لي: إنها نوبة هلع, ولا أخفيك أنه أصبح لدي خوف من الدواء بعدما حصل لي عندما أخذت الأنفرانيل.

أرجو -يا دكتور- أن تساعدني في مشكلتي؛ لأن هذه الحالة سببت لي إحباطا، وتعكير مزاج, وعدم الارتياح، وهل الدواء الأخير مفيد لحالتي؟

وجزاك الله عني كل خير.

مدة قراءة الإجابة : 4 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد عامر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فشكرا على السؤال، وعلى بعض التفاصيل التي ذكرت، ومنها أنك من سوريا.

وكون قصتك تعود لستة أشهر فقط، فمن الطبيعي أن نفترض أن شكواك -والتي من الواضح أنها نفسية؛ حيث استبعد عدة أطباء الأسباب العضوية- علاقة بالأحداث المؤلمة التي تجري في بلدك سوريا، وما يتعرض له الناس هناك من أنواع القتل والتعذيب، والغالب أنك متفاعل ومتأثر مما يجري هناك، وأنك بعيد عن بلدك الذي تحب, ولاشك. ولربما كان لك هناك معارف وأقرباء أو أصدقاء.

وليس هذا بغريب حيث نجد هذا كثيرا مع الناس الذين لديهم أقرباء في مناطق الحروب والنزاعات والكوارث الطبيعية أحيانا، فكون الإنسان متألما لمصاب أناس آخرين، وخاصة عندما يتألم الإنسان، ويشعر بأنه لا يستطيع أن يقدم المساعدة المباشرة، من الطبيعي أن تظهر بعض الأعراض النفسية كحالات القلق والرهاب, أو حالات ما نسميه بنوبات الفزع، والتي وصفت في سؤالك عندما أخذك أهلك إلى الإسعاف.

والعادة في نوبات الفزع هذه أن تكون كل الفحوصات طبيعية، وكذلك تخطيط القلب، والعادة أن تخف هذه النوبة وتختفي بلا مضاعفات، إلا أن هناك احتمال أن تتكرر مجددا، ولأسباب لا نعرفها, أو غير واضحة.

تفيد أحيانا بعض الأدوية المهدئة, أو مضادات الاكتئاب، إلا أن العلاج الأكثر فعالية هو العلاج السلوكي والمعرفي، بأن تتعلم عن هذه النوبات، وأن تعرف وتطمئن إلا أنه لا توجد لها أسباب عضوية، وأنها ليست دليلا على فقدانك لعقلك، وإنما هي حالة نفسية بسبب أزمة تمرّ بها أنت, أو من تحب من الناس.

ويفيد هنا أن تقرأ وتطلع على طبيعة نوبات الذعر هذه، وأن تتعرف على الطريقة الأمثل في التكيف معها، فمثلا بدل أن تقاوم نوبة الذعر هذه، وتحاول منعها، الأفضل أن تسمح لها بأن تأتي، وتأخذ حدها، ومن ثم تختفي من حيث أتت، بينما مقاومتها يزيدها شدة وضراوة.

لا أنصح بتناول هذه الأدوية التي وردت في سؤالك من دون متابعة طبيب متخصص، فأولا يحاول هذا الطبيب وصف الدواء المناسب، ومن ثم يتابع تطور حالتك، وأيضا يمكنه أن يقوم معك ببعض جوانب العلاج السلوكي المعرفي، مما يساعدك على ضبط أعراض هذه النوبات وغيرها.

المشكلة في بعض هذه الأدوية -وخاصة التي هي تأثيرها قصيرة المدى والفاعلية- أنها قد تسبب الإدمان, أو الاعتياد إذا طال استعمال الدواء لأكثر من 2-3 أسابيع.

ليتك لم تترك عملك، فالعمل يساعد الإنسان على التكيف مع متطلبات الحياة، وليس مجرد مصدر للدخل المالي، بالإضافة إلى أنه ينظم وقتنا وجهدنا، فلا يضيع هذا الجهد سدى.

وفقك الله، وأراح بالك في أهلك، وبلدك سوريا.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
الأعراض التي تعاني منها زوجتي نفسية أم جسدية؟ 1151 الأحد 09-08-2020 05:24 صـ
أعاني من ضيق التنفس وحالتي تشتد بالليل.. هل حالتي نفسية؟ 1705 الأحد 09-08-2020 04:31 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3859 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
أصبت بحالة هلع وخوف من الموت بعد معاينتي لوفاة قريبتي 2670 الخميس 23-07-2020 05:22 صـ
أعاني من قلق وضيق تنفس خفيف، ما نصيحتكم؟ 2553 الأربعاء 22-07-2020 05:53 صـ