أرشيف الاستشارات

عنوان الاستشارة : عانيت من الخوف من المرض والقلق الدائم... ما رأيكم بما حصل لي؟

مدة قراءة السؤال : 4 دقائق

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا عندي 23 سنة، جاءني من عدة أشهر كابوس، وكان هذا اليوم يصادف فترة امتحاناتي، وكان بعد حوالي شهر من بدايتي في الصلاة، وأنا كنت أمارس العادة السرية لمدة 10 سنين, وعند الاستيقاظ من هذا الكابوس ومن توتر أعصابي نسيت أن أفعل كما أرشد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى النفث والاستعاذة, وكان عندي خفقان في القلب وصعوبة في التنفس، وأيضا خفت على نفسي أن يصيبني شيء ما، فذهبت للمستشفى فقالوا هناك إني معافا، وقلبي سليم.

المشكلة عند الرجوع إلى البيت استمريت في التفكير بما حصل لي، وزاد توتري وقلقي وخفقان قلبي، فخفت أكثر، فذهبت إلى دكتور قلب، قال لي: إن عندي ارتخاء بسيطا، في أحد صمامات القلب، قد يكون هو السبب في الخفقان، مع أني قلت له ما حصل لي هذا اليوم من كابوس وتوتر، فسألني إذا كنت متوترا الآن، فقلت له لست متوترا.

وصف دواء ( بيتاكور) لآخذه فقط عند حدوث الخفقان، ولكن زاد قلقي وتوتري وتفكيري، وخوفي من الموت بعد علمي بهذا الخبر، خاصة أن زميلا لي في الجامعة توفي بأزمة قلبية من فترة قريبة.

علما أن الدكتور قال لي إن ما أصابني ليس مرضا ويزول مع كبر عضلة القلب, فكنت طيلة هذه الفترة أعاني من القلق والخوف الدائم الذي يتطور أحيانا في بعض الوقت إلى ظهور أعراض الخوف من خفقان ورعشة ونحوه، لكنني كنت لا أعرف ما سبب هذه الأعراض؟ فكانت تسوء حالتي عندي رؤية الأعراض، فأضطر لأخذ دواء القلب، لأني لم أكن أعرف أن الخوف من أعراضه الخفقان.

المشكلة بعد هذا أني ذهبت للبحث في الانترنت، لأستكشف ماذا يحدث لي؟! فعرفت أن الخوف الزائد يكون من الشيطان، ويكون في الأشخاص الموسوسين والحساسين، وعرفت أعراض الخوف التي كانت تحصل لي، فقل توتري قليلا وليس كليا.

المشكلة الكبرى أني كان عندي وساوس في النظافة، وغلق الباب، وأشياء أخرى، واستطعت التغلب عليها مع مرور الوقت، ولم أكن أعرف أنها وساوس وكنت أسميها طاقوسا أو عادة أو زيادة حرص، وكنت متعايش معها، ولم تكن تضايقني كثيرا، لكن عند قراءتي لمواقع الانترنت عرفت أن ما كان يحصل كانت وساوس، فتضايقت قليلا، وخفت أن تأتيني وساوس أخرى جديدة، وبعد هذا وفي يوم أحسست فيه بأني تعافيت من الخوف والقلق جاءتني كحة عادية، فاستغفرت الله حتى لا يزيد توتري، ولكن مع تكرار الكحة قلت يمكن هذا وسواس أو أحد أعراض الدواء (بيتاكور) الذي أخذته في هذا اليوم، وذهبت لأشرب الماء لأني أحسست ببلغم، فبلعت لعابي أو ريقي كأي شخص بعد شرب الماء، ولكن من كثرة خوفي في هذا الوقت قلت إنه وسواس قهري، فنسيت الكحة، وفكرت في لعابي وريقي، وكأني أول مرة أحس أن لي فما في حياتي!

هذا كان شعوري هذه اللحظة, وبعد هذه اللحظة نسيت الخوف والقلق، وحتى يومنا هذا حوالي شهر، فأنا طول الوقت أبلع لعابي أو ريقي، سواء شربت الماء أم لا، فاختفت أحاسيس العطش, وأركز أحيانا مع فمي، وحركة لساني ونحوه, وأبلع ريقي كل حوالي ربع ساعة، وأحيانا في مرات قليلة أفعلها كل ساعة أو ساعتين.

أحيانا لا أفكر في الوقت عند زيادة عزيمتي وتركيزي، وسعادتي ورضائي بما قدره الله لي، وأحاول أن أقنع نفسي بأن مريض الانفلونزا مثلا يفعل مثلي، وهذا شيء طبيعي, مع العلم أنه في فترات خوفي أيضا كان عندما يصيبني الصداع أحس كأنه أول مرة يأتيني في حياتي من الخوف، فما رأيكم بما حصل لي وخاصة بما يحدث لي الآن من بلع لعابي؟ وهل هذا وهم للمرض أم وسواس قهري؟ وهل دعاء الله يمكن أن يزيل أي مرض؟

مدة قراءة الإجابة : 6 دقائق

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مؤمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن النوبة التي حدثت لك بعد الكابوس الذي استيقظت منه هي نوبة هرع، والهرع هو نوع من القلق النفسي المفاجئ، وهو مخيف، وكثير ما يربطه الناس بأمراض القلب، وهذا ليس صحيحًا.

أما بالنسبة لارتخاء الصمام فهذا معروف، وهي حالة حميدة، وأكثر هذه الصمامات التي تكون عرضة للاترخاء، فهو الصمام المايترالي، وعشرة بالمائة من الناس يعانون من هذه الحالة، وفي بعض الأحيان قد يحدث شيء من الخفقان لكن الحالة لا تعتبر خطيرة أبدًا، الإشكالية تأتي من أن تشخيص ارتخاء الصمام في حد ذاته يسبب الكثير من القلق والمخاوف للناس.

حالة الهرع التي انتابتك صاحبتها حالة من القلق والتوجس، والقلق التوقعي من هذه الحالة ربما تحدث لك مرة أخرى، ثم بعد ذلك ذكرت أنك كنت عرضة لطقوس وسواسية كثيرة، وإن كنت لا تعرف هذا إلا بعد أن اطلعت على مواقع على الإنترنت.

المخاوف والقلق والتوترات والوسواس كلها متداخلة، فحالتك لا تعتبر حالات متشعبة، إنما هي حالة واحدة وبأعراض مختلفة.

بالنسبة لما تشتكي منه الآن حول بلع اللعاب، فأعتقد أن ذلك أمر وسواسي قلقي، وليس مرضًا عضويًا، فعليه حقّر هذه الفكرة تمامًا، وهذه وسيلة علاجية ممتازة، وسوف نصف لك أيضًا دواءً يفيدك كثيرًا إن شاء الله في هذا السياق.

سؤالك حول: هل دعاء الله تعالى يمكن أن يزيل أي مرض؟
نعم بالطبع، والدعاء دائمًا يجب أن يكون في أول الأمر، بل هو رأس الأمر، ومن يستكبر عن الدعاء هذا من المنكرات، قال تعالى: {وقال ربكم ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين}، والدعاء هو العبادة، قال تعالى: {وإذا سألك عبادي عني فإني قريب أجيب دعوة الداع إذا دعان فليستجيبوا لي وليؤمنوا بي لعلهم يرشدون} فالدعاء يجب أن يسبق كل شيء، وفي ذات الوقت يجب أن نأخذ بالأسباب والتوكل على الله، والأخذ بالأسباب أن يذهب الإنسان إلى المختصين وإلى الأطباء، وأن يتم فحصه ومعاينته وإعطاؤه العلاج اللازم، ولابد أيضًا أن يتخذ التحوطات الوقائية.

هذا هو الأمر كذلك، لا أحد يستطيع أن يقول أنا أدعو وأجلس وأنتظر، لا، تدعو وتسأل الله تعالى وتتوكل وتأخذ بالأسباب، هذا مهم جدًّا، وما جعل الله من داء إلا جعل له دواء علمه من علمه وجهله من جهله، فتداووا عباد الله، يجب أن ننطلق دائمًا من هذا المفهوم أيها الأخ الفاضل الكريم.

أنا أود أن أنصح لك بعلاج دوائي ممتاز جدًّا، يعالج هذه المخاوف والقلق والتوترات، وإن شئت أن تقابل طبيبا نفسيا فهذا أيضًا سوف يكون أمرًا جيدًا، وإن لم تستطع فالدواء الذي نفضله في حالتك هو عقار يعرف تجاريًا في مصر باسم (مودابكس)، ويعرف تجاريًا أيضًا في غير مصر باسم (لسترال) أو (زولفت) لكن يعرف علميًا باسم (سيرترالين).

يمكنك أن تبدأ في تناول هذا الدواء بجرعة حبة واحدة ليلاً، وقوة الحبة هي خمسون مليجرامًا، تناولها بعد الأكل، استمر عليها لمدة شهر، بعد ذلك اجعلها حبتين في اليوم – أي مائة مليجرام – تناولها حبة صباحًا وحبة مساءً – ويمكنك أن تتناول الحبتين مع بعضهما البعض في فترة المساء.

المهم هو أن تستمر على هذه الجرعة العلاجية لمدة أربعة أشهر، بعد ذلك خفضها إلى حبة واحدة في اليوم لمدة ستة أشهر، ثم اجعلها حبة يومًا بعد يوم لمدة شهر، ثم توقف عن تناول الدواء.

هو دواء فعال، ويعالج أعراض القلق والتوترات والمخاوف والوسواس، وأنا على ثقة تامة إن شاء الله تعالى أنه سوف يعالج لديك مشكلة بلع اللعاب، وفي نفس الوقت سوف تحس بحالة استرخائية وحسن في مزاجك بإذن الله تعالى.

أما بالنسبة للعادة السرية فاعلم أيها الفاضل الكريم أنها قبيحة، قبيحة في كل شيء، فهي تخل بالصحة النفسية، وكذلك الصحة الجسدية، وكذلك الصحة الجنسية، وفوق ذلك هي منقصة للدين، فأتمنى أن تكون قد توقفت منها، وما ذكرته في رسالتك أعطاني الشعور بأنك -الحمد لله تعالى- قد أقلعت عنها، فأسأل الله تعالى أن يثبتك على ذلك، وأنا أؤكد لك أن كل شيء يمكن أن يعود لطبيعته بعد أن يتوقف الإنسان عن هذه الممارسة الخاطئة.

ولمزيد الفائدة يراجع أضرار هذه العادة السيئة: (38582428424312 - 260343 )، وكيفية التخلص منها: (227041 - 1371 - 24284 )، والحكم الشرعي للعادة السرية: (469- 261023 - 24312)

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكر لك التواصل مع إسلام ويب.

أسئلة متعلقة أخري شوهد التاريخ
الأعراض التي تعاني منها زوجتي نفسية أم جسدية؟ 1145 الأحد 09-08-2020 05:24 صـ
أعاني من ضيق التنفس وحالتي تشتد بالليل.. هل حالتي نفسية؟ 1700 الأحد 09-08-2020 04:31 صـ
عاد إلي القلق وانتكست حالتي فهل من علاج بديل؟ 3852 الأربعاء 29-07-2020 05:58 صـ
أصبت بحالة هلع وخوف من الموت بعد معاينتي لوفاة قريبتي 2665 الخميس 23-07-2020 05:22 صـ
أعاني من قلق وضيق تنفس خفيف، ما نصيحتكم؟ 2547 الأربعاء 22-07-2020 05:53 صـ